طالبت وزارة الخارجية العراقية، الأحد 28 أبريل/نيسان 2019، السفارة الأمريكية في بغداد، بحذف "المنشور المسيء"، معتبرة إياه تجاوزاً في الأعراف الدبلوماسية والقواعد الدولية التي تحكم عمل البعثات في الدول المضيفة.
ثروة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السبب!
جاء ذلك على خلفية ما نشرته صفحة السفارة الأمريكية لدى بغداد على "فيسبوك"، الخميس 25 أبريل/نيسان 2019، بأن ثروة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي "تقدر بـ200 مليار دولار"، وأن "الفساد يستشري في جميع مفاصل النظام الإيراني".
وكشفت السفارة الأمريكية ببغداد، أن حجم ثروة المرشد الإيراني علي خامنئي، تقدر بـ200 مليار دولار.
وأوردت في منشور عبر صفحتها بفيسبوك: "يستشري الفساد في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة".
وأضاف بيان السفارة أن "ممتلكات مرشد النظام علي خامنئي وحده تقدر بـ200 مليار دولار، بينما يرزح كثير من أبناء الشعب تحت وطأة الفقر، بسبب الوضع الاقتصادي المزري، الذي وصلت إليه إيران بعد أربعين عاماً من حكم الملالي".
لكن الخارجية العراقية غضبت ورفضت المنشور
قالت وزارة الخارجيَّة العراقيَّة في بيان اطلعت عليه الأناضول، إنها تابعت "المنشور الصادر عن السفارة الأمريكيَّة في بغداد، والذي مثّل تجاوزاً في الأعراف الدبلوماسيَّة، والقواعد الدوليَّة التي تحكم عمل البعثات في الدول المُضيفة".
واضاف أنَّ "قيام بعثة دبلوماسيَّة عاملة في العراق بنشر منشورات تستهدف إحدى دول جوار العراق، ورُمُوزها الدينيّة أو السياسية، يتعارض مع مبادئ الدستور العراقي، والسياسة الخارجية العراقية، ولاسيما مبادئ حسن الجوار، وسياسة النأي عن المحاور في العلاقات الخارجية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع البلدان".
وتابع البيان أنَّ "العراق يتبنَّى سياسة قائمة على مرتكزات أساسية، تتمثل في ألا تكون أراضيه ممراً، أو منطلقاً لإيذاء دول الجوار، أو الدول الصديقة، أو الإضرار بأي منها، سواء بوسائل إعلامية، أو اقتصادية، أو تجارية، أو عسكرية، أو أمنية. وإنَّ ما قامت به السفارة الأمريكيَّة في بغداد من خلال المنشور يتعارض مع طبيعة عملها في الدولة المضيفة، وفق اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والأعراف الدولية ذات الصلة".
وأكدت الخارجية أن على البعثات العاملة في العراق "احترام القواعد والأعراف الدولية في تصرفاتها، وأن تراعي عند قيامها بمهامها دستور العراق، وعلاقاته مع دول الجوار جميعاً".
وطالبت الوزارة السفارة الأمريكية بـ "حذف المنشور المسيء، والامتناع عن إصدار مثل تلك المنشورات مستقبلاً بكل ما يسيء إلى علاقات العراق بدول الجوار، والدول الصديقة".
فيما لا يزال المنشور موجوداً على الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية في بغداد حتى صباح الأحد، كما أنه لم يصدر عن السفارة أي تعقيب حول الطلب العراقي بحذفه.
علاقات طهران القوية ببغداد
ترتبط طهران بعلاقات وثيقة للغاية مع القوى السياسية الشيعية في بغداد، التي تترأس الحكومة منذ إجراء أول انتخابات برلمانية، في أعقاب الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين (1979-2003).
وأبدت قوى سياسية شيعية ضمن التحالفات الداعمة لرئيس الوزراء عادل عبدالمهدي خلال اليومين الماضيين، رفضها القاطع لمواقف السفارة الأمريكية في بغداد تجاه قادة طهران.