ذبحوهم بالسكاكين ورموهم بالطرقات.. تفاصيل المجزرة التي لم يسمع عنها أحد بإفريقيا

لم تشرق الشمس بعد وكانت أدا ديالو تتهيأ لصلاة الفجر، عندما سُمع دوّي صوت إطلاق النيران

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/25 الساعة 10:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/25 الساعة 10:19 بتوقيت غرينتش
قرية مالي/ istock

مجزرة مالي عندما بدأت حينها لم تشرق الشمس بعد وكانت أدا ديالو  تتهيأ لصلاة الفجر، عندما سُمع دوّي صوت إطلاق النيران في قريتها الواقعة بوسط جمهورية مالي الإفريقية.

ركضت المرأة ذات الخمسة وخمسين عاماً عبر الظلام قاصدة بيت الزعيم الديني المحلّي.

بالداخل، انكمشت 50 امرأة في غرفة واحدة مختبئات مما يحدث، وصلّين للنجاة بحيواتهن، في تفاصيل مجزرة مرعبة نشرت تفاصيلها صحيفة واشنطن بوست

الهجوم الأكثر دموية في غرب إفريقيا

فقد علقن في الهجوم الأكثر دموية حتى الآن لصراعٍ جديد في إحدى دول غرب إفريقيا، وهو صراع مدفوع بالخوف والشكوك بشأن صلات مزعومة بجماعات متطرفة انتقلت من الشمال القاحِل الممتد. تفاقمت أزمة انعدام الأمن على إثر ذلك، ما دفع رئيس وزراء مالي لتقديم استقالته الخميس 18 أبريل/نيسان.

أسفر الهجوم الذي وقع في أواخر الشهر الماضي عن مقتل 154 شخصاً من قرية ديالو، الخاضعة لهيمنة جماعة الفولاني.

إذ تتهم ميليشيات دوجون العرقية، المشتبه في ارتكابها المذبحة، الفولاني بالتعاون مع المتطرفين، وهو اتهام ينكرونه.

بدوره، أنكر زعيم الميليشيا أن مقاتليه، الذين يشتبه بعض الفولاني في تعاونهم مع الجيش المالي، نفذوا الهجوم.

وبينما يحث الجانبان حكومة مالي على إعادة السلام للمنطقة المضطربة على نحو متزايد، بعد وقوع مئات الوفيات في العام الماضي وحده، فقد أحيا وصف ديالو للهجوم، خلال حديثها إلى وكالة Associated Press الأمريكية، الرعب مرة أخرى.

عندما وصل المهاجمون، بدأت المجزرة

مجزرة مالي
صورة أحد سكان القرية بعد المجزرة/ رويترز

بعد  خمس دقائق من اختبائها ذلك الصباح هي ونساء أخريات، وصل المهاجمون إلى عتبة بيتهن.

تروي ديالو: "فتحوا النوافذ وباشروا بإطلاق النيران بعشوائية، بينما حاول آخرون إحداث فجوات في جدران البيت ليتمكنوا هم أيضاَ من إصابتنا.

بعدها ألقى من كانوا يطلقون الرصاص صوبنا من النافذة، زجاجة مليئة بالبنزين سقطت على مسافة ثلاثة أمتار مني".

وسط كل ذلك الرعب، وجدت ديالو الشجاعة لتشق طريقها نحو الباب. لحظات قليلة وترامي إليها دويّ انفجار، ليشتعل البيت من ورائها.

متجاوزة جثثاً متناثرة في الطريق الموحل ركضاً، وصلت ديالو لمنطقة أخرى لتختبئ بها.

من امتلك شجاعة الهروب، نجا

وأردفت قائلة: "قُلت لنفسي: "إذا بقيت هنا، سأموت". لذا استجمعت شجاعتي وقررت معاودة الركض. بدأت أسمع مزيداً من الطلقات النارية، لذا اختبأت مرة أخرى، هذه المرة بين رجلي متوفيين. قُطِع رأس أحدهما بسكين وقُتل آخر رمياً بالرصاص".

وأخيراً، وجدت ديالو مكاناً آخر تجمعت فيه حوالي 20 امرأة مصابة. وشقت تلك النساء طريقهن إلى الريف، ولا يزال أغلبهن بأقدامٍ حافية إلى الآن.

من مخبئهنّ في الغابة، راقبت النساء قريتهن بينما تحترق لأكثر من ثلاث ساعات.

ولكن زوجها لم ينجُ، بل مات!

وفي حوالي الساعة 9 صباحاً، شاهدن وصول عدة مركبات تابعة للجيش المالي، فتوجهن عائدات إلى القرية. وبينما اقتربت ديالو من منزلها بدأت في الركض، مشحونة بالخوف على زوجها موسى الذي لم تره منذ ساعات.

تقول ديالو: "عندما وصلت إلى هناك، وجدت جثة زوجي وجثة جارنا. بكيت بكل ما أوتيت من قوة بينما أردد: هو رجلٌ بريء، رجلٌ مسن لم يؤذِ الآخرين قطّ".

لماذا قتلتم زوجي المسن؟!

عثر ناجون آخرون على بطاقة إثبات الشخصية الخاصة بزوجها، وقد باتت الآن مغطاة بالدماء. سلموها إياها مع فاتورة بقيمة تسعة دولارات وُجدت في جيبه، بينما تولول هي حزناً على زوجها الراحل.

وأضافت ديالو، بصفتها واحدة من أكثر من 200  مواطن يعيشون الآن في مكانٍ آخر بدعم من منظمات الإغاثة: "لم نرتكب أي خطأ وانظر لما لاقيناه.

ذُبِح زوجي المسن ذو الخمسة وستين عاماً مثل الدجاج مع كل هؤلاء الأشخاص الآخرين. خاب أملي في عدم اتخاذ حكومتنا أي إجراء لحمايتنا".

أثناء الانتظار الذي امتد يومَاً كاملاً لإجلائها إلى منطقة موبتي، لم يكن هناك وسيلة لإعداد وجبات الطعام بعد أن دُمِرّت جميع المنازل.

لم يتمكن الناجون حتى من التحصُّل على المياه للارتواء. إذ لُوِّثت الآبار بدماء الضحايا الذين أُلقيت جثثهم بها.

علامات:
تحميل المزيد