لماذا يحظى أبطال الكتب المُصورة والرسوم المتحركة بأجساد مثيرة فقط؟

مهما كان الوقت الذي تقضيه في صالة الألعاب الرياضية فلن تحصل على أجسام الأبطال الخارقين كما نراها في الكتب المصورة وأفلاما لكرتون والسينما، ولكن لماذا؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/25 الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/06 الساعة 14:54 بتوقيت غرينتش
تعتبر نسبة الخصر إلى الردف المنخفضة نسبياً أكثر جاذبية لدى النساء، بينما عند الرجال، تُعتبر نسبة الكتف إلى الردف المرتفعة جذابة/ Istock


تتجاوز نسبة الخصر إلى الردفين لدى المرأة الخارقة حدود المعقول. وبالمثل، لا يمكن بلوغ نسبة الكتف إلى الأرداف لدى العملاق الأخضر على أرض الواقع. فأجسام الأبطال الخارقين غير معقولة .

ومهما كان الوقت الذي تقضيه في صالة الألعاب الرياضية فلن تتحول إلى عملاق أخضر أبداً!

فوفقاً للرسوم، قد يكون عرض كتفيه أكبر بمرتين أو ثلاث أو أربع مرات من عرض ردفيه، في حين أن نسبة الكتف إلى الردف في البالغين الذكور قد تزيد قليلاً عن 1.0 فقط (بمعنى أنه في الرجل العادي، يكون عرض الكتفين أكبر بنسبة ضئيلة فقط من عرض الردفين).

نسبة الخصر إلى الردف والكتف تحدد الجاذبية

في الواقع، أظهرت الأبحاث التي أجريت حول سيكولوجية التزاوج البشري أن نسبة الخصر إلى الردف لدى النساء (التي هي في الأساس درجة انحناءات جسدها، والتي تبلغ نحو 0.77 في المرأة العادية البالغة) تحدد مدى جاذبيتها في أعين الآخرين.

وتعتبر نسبة الخصر إلى الردف المنخفضة نسبياً أكثر جاذبية.

وفي الرجال، تُعتبر نسبة الكتف إلى الردف المرتفعة نسبياً جذابة (إذ يبلغ متوسط هذه النسبة في الرجال البالغين نحو 1.18).

ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن الملابس العصرية تبدو أنها تراعي جزئياً هذه الأمور في تصميماتها، إذ يبدو العديد من أشكال الملابس النسائية (مثل مشدات الخصر) مصمَّمة لإظهار انخفاض نسبة الخصر إلى الردف نسبياً، وهناك عدة أشكال من الملابس الرجالية المصممة لإظهار ارتفاع نسبة الكتف إلى الردف نسبياً.

ومن المثير للاهتمام أن هذه التوجهات موثَّقة في ثقافات وعصور مختلفة.

أجسام الأبطال الخارقين غير معقولة

ويحظى الفنانون بمكانة مميزة في المجتمع، إذ يمكنهم أن يرسموا العالم بالطريقة التي يرغبون فيها، وهم غير مقيدين بالواقع في جوانب عدة.

وفي دراسة حديثة مشوقة وممتعة للغاية، نشرتها مجلة Psychology Today ، تتبعت كل من بيكي بروش ولورا جونسن (2019) نسب الخصر إلى الردف لآلاف الشخصيات النسائية في  الكتب المصورة، بالإضافة إلى نسب الكتف إلى الردف لآلاف الشخصيات الذكورية في الكتب المصورة.

وهذه الدراسة، التي تحمل عنوان Captain Dorito and the Bombshell: Supernormal Stimuli in Comics and Film "كابتن دوريتو والقنبلة: المثيرات الخارقة في الأفلام والقصص المصورة"، توثق هذه النسب بالتفصيل.

وبالمناسبة يتشابه لقب "كابتن دوريتو" مع لقب كابتن أمريكا (الذي يؤدي دوره كريس إيفانز)، الذي ترتفع نسبة كتفه إلى ردفه إلى حدٍّ كبير، لدرجة يصبح من السهل معها ملاحظة أن شكل جسده يشبه مثلث الدوريتو إذا دققت النظر في أبعاد الجزء العلوي من جسده.

العضلات المفتولة للرجال والخصر النحيف للنساء

وتوصلت هاتان الباحثتان إلى التالي:

كان السبب وراء ضخامة القسم العلوي من أجساد الذكور راجعاً إلى العضلات المفتولة في هذه المنطقة، إذ كانت نسب الكتف إلى الخصر في الشخصيات الذكورية أعلى بكثير من حدود نسب الإنسان العادي.

ويتناقض هذا تناقضاً صارخاً مع أجساد البطلات الخارقات الأقل وزناً، إذ تنخفض نسب الخصر إلى الردف لتصبح أقل بكثير من مثيلاتها في الأنثى العادية.

وتنتج هرمونات الغدد الصماء المبالغ فيها في هذه الشخصيات المثيرات الجنسية الخارقة في كلا الجنسين.

من المنظور التطوري، يطرح هذا البحث تساؤلات حول السبب وراء جاذبية نسبة الخصر إلى الردف المنخفض لدى النساء، وبالمثل، السبب وراء جاذبية نسبة الكتف إلى الردف المرتفع لدى الرجال؟

كيف أصبحت هذه النماذج المفضلة ملائمة لكل عصر؟

عند الحديث عن نسبة الخصر إلى الردف المنخفض نسبياً عند النساء، نجد أنها مرتبطة بالخصوبة.

إذ ترتفع نسبة احتمال حمل النساء اللائي تنخفض لديهن نسبة الخصر إلى الردف نسبياً مقارنة بالنساء الأخريات.

لذا، تعد هذه النسبة مؤشراً على الخصوبة.

وعند الحديث عن جاذبية ارتفاع نسبة الكتف إلى الردف في الرجال، يشير البحث إلى أن النسبة المرتفعة تدل على القوة والقدرة على التحمل.

وهي تعد مؤشراً عاماً على تمتع الرجال باللياقة البدنية والقوة.

الخلاصة

إذا أردت أن تفهم الصور المثالية من منظور تركيباتنا النفسية المتطورة، فعليك إلقاء نظرة على عالم الفن.

إذ يحتل الفنانون مكانة متميزة تمكنهم من رسم البشر في صورة مثالية، وهي حقيقة توضح لك كيف أن الصور "المثالية" للبشر مرتبطة بتركيبتنا النفسية المتطورة.

يشتهر فنانو الكتب المصورة بتصوير الأجساد البشرية بصورة مبالغ فيها.

ومن منظور التطور، طرحت الباحثتان بيكي ولورا سؤالاً مباشراً:

هل تميل شخصيات الكتب المصورة، التي يؤلفها فنانون يبالغون في تمثيل الجسد البشري، إلى عكس السمات الفيزيائية التي تبرز خياراتنا المفضلة في الجنس الآخر؟

بمعنى آخر، هل يتعدى الأمر مبالغة فناني الكتب المصورة في تصوير الجسد البشري، إلى تركيبتنا النفسية المتطورة؟

للإجابة عن هذا السؤال ألق نظرة على أبعاد جسم المرأة الخارقة وكابتن أمريكا (أو كابتن دوريتو)!

تحميل المزيد