قال التلفزيون الرسمي الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2019 إن الرئيس الجزائري المؤقت عبدالقادر بن صالح أنهى مهام الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الحكومية "سوناطراك" عبدالمؤمن ولد قدور، مما أثار حالة من الضبابية لدى المستثمرين الذين بدأوا في العودة إلى البلد المنتج للنفط والغاز.
وذكر التلفزيون أن الرئيس المؤقت عيّن رشيد حشيشي، مدير الإنتاج والاستكشاف في "سوناطراك"، في منصب الرئيس التنفيذي للشركة ليحل محل ولد قدور.
وفي الأسبوع الماضي، قال ولد قدور، إن الشركة ستجري محادثات هذا الأسبوع مع شركة شيفرون الأمريكية لبحث شراكة في مجال إنتاج النفط والغاز الصخريين.
من هو عبدالمؤمن ولد قدور؟
ويُعتبر ولد قدور مقرباً من الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة وهو مهندس تلقى تعليماً في الولايات المتحدة، وولاه عبدالعزيز بوتفليقة مسؤولية إصلاح سوناطراك في مارس/آذار 2017 بعد سنوات شهدت تغييرات متكررة في الإدارة وفضائح احتيال ومشكلات بيروقراطية، مما أدى إلى عزوف المستثمرين الأجانب.
وتمكن ولد قدور من تسوية عدد من النزاعات مع شركات النفط الكبرى، وعزز العلاقات مع عدد من الشركات.
وفي 2018، حول ولد قدور تركيزه إلى صفقات البتروكيماويات لتقليص واردات البلاد من الوقود بعد شراء مصفاة أوجوستا التابعة لإكسون موبيل في صقلية بإيطاليا.
كما وقعت سوناطراك عام 2018 اتفاقاً بقيمة 1.5 مليار دولار مع توتال الفرنسية لبناء مصنع للبولي بروبلين في الجزائر.
ولد قدور دفع ثمن علاقته الوثيقة بالرئيس السابق بوتفليقة!
وصار ولد قدور أحدث من يرحل من كبار المسؤولين ورجال الأعمال المقربين من بوتفليقة، الذي استقال من منصبه قبل ثلاثة أسابيع بعد اندلاع احتجاجات حاشدة تدعو إلى تغيير النخبة الحاكمة.
وقال محللون إن ولد قدور دفع ثمن علاقاته الوثيقة مع بوتفليقة ولم يرحل بسبب الاستراتيجية التي نفذها، والتي كانت على وشك أن تؤتي بعض ثمارها.
وشركة النفط العملاقة مصدر مهم للطاقة للدول الأوروبية التي تسعى إلى تقليص اعتمادها على روسيا، وتساهم الشركة أيضاً في تمويل جزء كبير من ميزانية الجزائر.
ويقدر إنتاج الجزائر من النفط بحوالي مليون برميل يومياً، وتنتج البلاد 135 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وفقاً لأرقام سوناطراك.
وتتواصل الاحتجاجات الحاشدة في الجزائر بعد رحيل بوتفليقة، حيث يطالب المتظاهرون برحيل رموز النظام السابق ومحاكمة من يصفونهم بالفاسدين.