يؤثر على مزاجنا وصلابة عظامنا، لماذا نحتاج مزيداً من الضوء في حياتنا؟

هل تساءلت سابقاً: لماذا نشعر بالسعادة لمجرد أن نرى الطقس مشمساً؟ حتى لو لم يكن مزاجنا جيداً، فإن تأثير الضوء وأشعة الشمس قادر على تحسينه. اقرأ هذا الموضوع لمعلومات أكثر.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/23 الساعة 15:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/06 الساعة 15:04 بتوقيت غرينتش
يتحكم الضوء في ساعتنا البيولوجية

هل تساءلت سابقاً: لماذا نشعر بالسعادة لمجرد أن نرى الطقس مشمساً؟ حتى لو لم يكن مزاجنا جيداً، فإن تأثير الضوء وأشعة الشمس قادر على تحسينه. وسواء كنت تعيش في منطقة يكون فيها ضوء النهار قصيراً أو طويلاً، اعتماداً على موقعك على كوكب الأرض، فإنّ تعرُّضك لأشعة الشمس يؤثر عليك.

فإذا كنت تعيش في نصف الكرة الشمالي، فإنّ الليل يتقلَّص تدريجياً مع ضوء النهار المتزايد، والعكس صحيح إذا كنت تعيش جنوب خط الاستواء.

قد يدرك معظمنا الشعور بمزيدٍ من النشاط والسعادة بنهاية فصل الشتاء، أو يشعر بالحزن والضيق ونحن نودع الصيف. وهناك بالطبع تفسيرات علمية لكل هذا، لأنَّ التعرض للضوء يؤثر على عظامنا وأدمغتنا.

يتحكم الضوء في ساعتنا البيولوجية

يساعد الضوء في تنفيذ مجموعة واسعة من الوظائف البيولوجية في الجسم. فأجسادنا تنظِّم دورات على مدار 24 ساعة. والضوء يعكس الوقت الذي يستغرقه دوران الأرض حول محورها.

يعرف هذا بالساعة البيولوجية للإنسان، التي تؤثر على كل شيء في الجسم، من النوم إلى التمثيل الغذائي الأيضي، وكذلك إطلاق بعض الهرمونات في أجسامنا. فالضوء هو إشارة مهمة تساعد على بدء مجموعة هائلة من الوظائف البيولوجية في الجسم.

ضوء
يتحكم الضوء في ساعتنا البيولوجية

يتحكم الضوء أيضاً في النعاس والنوم

النوم هو أحد الأدوار الهائلة للوظائف البيولوجية التي يحفّزها ضوء النهار. فالضوء يوحي لعقولنا أن الأنظمة الحذرة أصبحت الآن تحت السيطرة. من ناحيةٍ أخرى، عندما يحلّ الظلام، يبدأ الجسم في استهلاك الميلاتونين، وهي مادة كيميائية تساعدنا على النوم.

تجدر الإشارة أيضا أنّ بعض شركات الطيران تقوم حالياً بإضاءة كابينات الطيران للتغلُّب على الأرق الناجم عن الانتقال بين المناطق الزمنية المختلفة. على سبيل المثال، تُستخدم الأضواء القوية على هيئة لوحة سفر وإضاءة خافتة أثناء العشاء وإضاءة غروب الشمس بحيث يمكن للمسافرين النوم.

بعض الاضطرابات تنشأ بسبب عدم التعرض للضوء

إذا كانت لديك مشاكل في النوم، فعليك تجنُّب الجلوس أمام الكمبيوتر والهاتف وحاول أن تكون أكثر عرضة لضوء الصباح لتحسين النوم. نحن نعلم الآن أن هناك نوعاً من الضوء القادم من الكمبيوتر والكمبيوتر اللوحي والهاتف الذي نستخدمه يمكن أن يمنع إطلاق الهرمونات التي نحتاجها لمساعدتنا على النوم.

تنص الإرشادات الصادرة عن معظم مزودي الرعاية الصحية على أنه من الضروري الابتعاد عن هذه الأجهزة قبل النوم، وترك الأجهزة خارج غرفة النوم.

مع ذلك، على الرغم من أن إضاءة LED ليست صديقاً للنوم، فإن Matthew Walker (عالم الأعصاب المكرس للبحث في موضوع النوم) يشرح كيف أن ضوء النهار هو مفتاح تنظيم أنماط النوم اليومية. فعند التعرُّض لمدة ساعة لأشعة الشمس في الصباح سيبدأ عقلك وجسمك يومهما في الوقت الصحيح ويساعدك ذلك على الشعور بالنعاس عندما تذهب إلى السرير في نهاية اليوم.

ويؤثر أيضاً على مزاجنا

الجرعة اليومية من ضوء النهار ليست مهمة لأنماط نومنا فحسب، بل تحفز أيضاً تغييرات المخ التي تجعلنا نشعر بالسعادة. عندما يتعرَّف الجسم على ضوء الشمس الذي يصل إلى المخ عبر العصب البصري، يزداد مستوى السيروتونين، وهو المسؤول عن سلامة وصحة العقل.

ضوء
يؤثر الضوء على حالتنا المزاجية

على النقيض من ذلك، قد يعاني الأشخاص الأقلّ تعرضاً لأشعة الشمس لنوباتٍ من الاكتئاب. فهناك حالة صحية – عقلية مرتبطة مباشرة ببعض أيام الخريف والشتاء التي لا تظهر فيها الشمس، والمعروفة باسم "الاضطرابات العاطفية الموسمية".

حينها قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب عاطفي موسمي بأعراض الاكتئاب التي تظهر مع ساعات أقل من التعرُّض للضوء. تشير الفرضية الحالية إلى أن الاضطرابات العاطفية الموسمية هي واحدة من آثار اضطراب الساعة البيولوجية لدينا، والتي تحدث مباشرة بسبب عدم التعرُّض لضوء الشمس.

إذا كنت تعاني من اضطرابات عاطفية موسمية، فكر في شراء جهاز خاص ينبعث منه الضوء يحاكي ضوء النهار.  ويمكن أن يساعد التعرض لضوء الجهاز لمدة نصف ساعة في الصباح على تغيير سرعة الساعة البيولوجية وتحسين حالتك المزاجية.

ضوء الشمس يحافظ على صلابة العظام

لحسن الحظ يمكننا الحصول على فيتامين D الذي نحتاجه من أشعة الشمس، ولهذا السبب يُعرف أيضاً باسم "فيتامين أشعة الشمس". نحتاج إلى فيتامين D حتى تمتص أجسامنا الكالسيوم والفوسفات من غذائنا، وهي معادن مهمة جداً لصحة العظام والأسنان والعضلات.

في المقابل، يُسبِّب نقص فيتامين D ليونة وضعفاً في العظام، وكذلك تشوُّهات الهيكل العظمي. وتُنتج أجسامنا هذا الفيتامين عندما تتعرّض بشرتنا مباشرة لأشعة الشمس. مع ذلك، قد يكون التعرض لأشعة الشمس خطيراً للغاية، لذا تأكد من استخدام المستحضر الواقي مع تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال الأوقات الأكثر حرارةً خلال اليوم.

ويحسّن الضوء الطبيعي إنتاجيتنا وتركيزنا

نحن جميعاً بحاجة إلى أن نكون أشخاصاً ذوي كفاءة عالية في مجال عملنا. وغالباً ما يتم تقييم نجاحنا في وظائفنا وحياتنا بشكل عام من خلال مقدار ما يمكننا القيام به مع الوقت والموارد المتاحة لدينا. واحدة من الفوائد العظيمة للضوء الطبيعي هي أنه يجعلنا في الواقع أكثر إنتاجية.

وهناك روابط قوية بين فوائد التعرُّض للضوء الطبيعي والإنتاجية الإجمالية لدينا. في مكان العمل على وجه الخصوص، تمّ ربط الضوء الطبيعي بتحسين التركيز والكفاءة ومرض أقل مع انخفاض معدل التغيُّب. تشير الأبحاث إلى أنَّ فوائد التعرض لضوء النهار في العمل شملت كل شيء من تحسين الروح المعنوية إلى زيادة القدرة على تذكر الأرقام.

علامات:
تحميل المزيد