هل تشعر بعدم التوافق في الممارسات الصحية بينك وبين شريكك؟ المؤلفة وخبيرة العلاقات مارجريت باول ستجيبك عن هذا السؤال.
عندما يسألها أحد عملاء الاستشارات العاطفية عن أهم الأشياء فيما يتعلق بالقيم المشتركة ونمط الحياة، تصيبهم الدهشة دائماً من إجابتها.
إذ تذكر باول القيم السياسية والاجتماعية المرتبطة بالطعام، خاصة عندما يكون أحد الطرفين معتاداً على تناول الطعام بشكلٍ صحيّ ويقظ، بينما لا يُولي الآخر أي اهتمام لذلك ولا ينوي حتى ذلك.
لا تتحدث باول هنا عن الاختيارات المحددة مثل: أن تكون نباتياً، أو أن تختار نظام كيتو الغذائي أو باليو، أو أياً ما تكون اختيارات الطعام التفصيلية التي يختارها كل طرف؛ فهذه الجزئية ليست بقدر أهمية السؤال الأكبر حول قدر الوعي الصحي العام الذي يحمله كل منكما.
وحتى إن لم يمثل ذلك مشكلة في بداية العلاقة (وقد لا تلاحظ أنت شخصياً عدم توافق نمطي حياتكما حتى بعد انتقالكما للعيش معاً)، فإن الاختلاف في مستويات الاهتمام بالصحة والسلامة العامة قد يؤدي إلى توتر شديد بين المرتبطين.
ليس من السهل رؤية من تحبّ وهو مهمل لصحته العقلية والجسدية يوماً بعد يوم، خاصة أنه مع طول المدة إذا كنتما تبنيان حياة مشتركة، قد تشعر بالخوف من حقيقة أن شريك حياتك تحيط به المعاناة والأمراض الآن أو لاحقاً.
تحكي باول: "في إحدى المرات قالت لي إحدى العميلات إنّ قلبها ينفطر لأن زوجها يصر على تناول الوجبات السريعة وعلى التدخين".
وقد بدأت المشاكل القلبية الثانوية في الظهور بالفعل، مع أنه لايزال في عمر الـ42. "أشعر بالخوف من أن يسقط ميتاً بسبب نوبة قلبية وأن يتركني وأطفالي وحدنا". وحكت عن زوجها الذي يغضب ويقاوم محاولاتها لمناقشة الأمر معه، ويخبرها بأن تتوقف عن الخوف أو عن "محاولة السيطرة" عليه.
إذا كان شريكك عنيداً.. إليك ما ينبغي قوله في هذه الحالات
قد يكون شريكك في حالة إنكار كامل لما يفعله بنفسه. وإن كانت دفعاتك اللطيفة نحو الوجبات الأكثر نباتية أو نحو الخروج معك للركض لا تأتي بنتائج جيدة، فعلى الأرجح لا يفكر شريكك في أثر قراراته عليه على المدى الطويل، أو أنه ببساطة لا يلقي لذلك بالاً.
إذا ما الذي يتحتم عليهم الاهتمام به في كل الحالات؟ أنت. إذا كان تشجيع شريكك على مشاركتك في رحلتك نحو الصحة لا يفيد، جرب الحديث معه كالتالي:
أحبك، وأخاف كثيراً من حقيقة أنك قد تمرض أو أنني – يا لخوفي – قد أفقدك بالكلية. وتدمرني من الداخل رؤيتك تتناول الطعام بشكل سيئ، أو تتجاهل التمرينات الرياضية؛ أو أياً ما تكون عاداتهم غير الصحية.
أو أن تقول: "أتمنى أن تهتم بأثر ما تفعله بنفسك عليَّ (وعلى العائلة إن أمكن)، لا عليك وحدك فحسب". أو "إنني بحاجة لأن أتأكد من اهتمامك بي بشكل كافٍ من خلال القيام بما تحتاج للقيام به للحفاظ على صحتك".
نأمل أن يكون شريكك غير مدرك لانعكاسات سلوكه غير الصحي عليك في الحاضر، وما يمكن أن يتسبب فيه في المستقبل. وإذا ظل بعد هذه المحادثة ممتنعاً عن التغيير، فمن المهم أن تدرك معنى ذلك: إن المشكلة الحقيقية ليست في أن شريكك لا يهتم بنفسه وحسب؛ بل في أنه لا يهتم بك وبحياتكما المشتركة بالقدر الكافي لأن يتغير.
ماذا عليك أن تفعل إذا رفض شريكك التغيير؟
في هذه الحالة، فكل ما يمكنك فعله هو أن تكون لطيفاً ورحيماً بنفسك. تحتاج لأن تتقبل عجزك تجاه شريكك وأنك لا تسيطر عليه.
تخبرنا باول بأنها خاضت هذه التجربة مع عددٍ من أفراد أسرتها الذين أحبتهم؛ لذا فهي تعرف صعوبة تقبل جلب أحد أحبائك الشر على نفسه.
أحد أصعب هذه المشاعر على الإطلاق هو تقبُّل عجزك عن السيطرة على خيارات الآخرين، خاصة الخيارات التي يلحق ضررها بهم، وبك أنت وبالآخرين. وعليك أن تقبل أن ثورتك الغاضبة، وتوسلاتك، وتهديداتك أو أي شيء آخر لن يتحكَّم في النهاية، ولن يدفعه فجأة للاهتمام بشيء لا يهتم به.
لكن، هل هو سببٌ وجيه للانفصال؟
يعتمد ذلك على قدرتك الشخصية على العيش مع شخصٍ لا يرغب في تحمُّل مسؤولية صحته ولا يهتم برفاهيتكما المشتركة؛ لأنه في العلاقات العاطفية، يؤثر رخاء شريكك في رخائك أيضاً بلا شك، سواءً من الناحية الجسدية أو العاطفية أو الروحية.
ويمكنك معالجة الأمر أو تخطيه بالتركيز على حبك لنفسك، وسيتطلب أيضاً قوة داخلية للوصول إلى هذه المساحة من التقبل.
وإن كانت علاقتكما في مراحلها المبكرة، وبدأت في ملاحظة الخلافات في الوعي الصحي، فمن الضروري أن تبدأ في التحدث مع شريكك في هذا الأمر فوراً، وأن تأخذ ذلك في الحسبان قبل أن تلتزم بهذه العلاقة.
لا تحتاج أنت وشريكك لأن تكونا في نفس المرحلة من رحلة الحفاظ على الصحة؛ لكن أن تحظيا بدافع مشترك للسعي نحو تحقيق ذلك أمر لا يقبل التفاوض.