قال البيت الأبيض، الجمعة 19 أبريل/نيسان 2019، في بيان، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدَّث هاتفياً مع القائد العسكري الليبي خليفة حفتر يوم الإثنين 15 أبريل/نيسان 2019، وتناولا "الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا".
وجاء في البيان أن ترامب "أقرَّ بدور المشير الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناوَلا رؤيةً مشتركةً لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر".
مكالة ترامب مع حفتر تأتي بعد ساعات من رفض الولايات المتحدة وروسيا تأييد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا في الوقت الحالي.
واشنطن وموسكو ترفضان إدانة خليفة حفتر
أوضح دبلوماسيون غربيون أن روسيا تعترض على القرار الذي أعدَّته بريطانيا، الذي يلقي باللوم على القائد العسكري خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، في التصاعد الأخير في العنف، عندما زحفت قواته إلى مشارف طرابلس في وقت سابق هذا الشهر.
ولم تذكر الولايات المتحدة سبباً لموقفها من مسودة القرار، التي تدعو أيضاً الدولَ صاحبة النفوذ على الأطراف المتحاربة إلى ضمان الالتزام بالهدنة، كما تدعو إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط في ليبيا.
وامتنعت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن التعليق، ولم ترد البعثة الروسية لدى المنظمة الدولية على طلب للتعقيب.
ويحتاج صدور أي قرار للمجلس إلى موافقة تسعة أعضاء، دون استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) لحق النقض (الفيتو). ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت بريطانيا ستواصل المفاوضات بشأن مسودة القرار الأسبوع القادم.
وأوضحت الولايات المتحدة وروسيا موقفيهما في اجتماع مغلق للمجلس، قدم فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة بياناً دعا فيه إلى وقف إطلاق النار، وحذر من أن الأسلحة تتدفق على البلاد، ومن أنها تتجه إلى وضع إنساني خطير.
ما جعل أمريكا في موقف متناقض
ويتناقض امتناع الولايات المتحدة عن دعم قرار مجلس الأمن مع معارضة واشنطن العلنية في السابق لهجوم خليفة حفتر الذي بدأ أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لطرابلس.
وألمح بعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة ربما تسعى لكسب الوقت، بينما تحاول إدارة الرئيس دونالد ترامب تحديد كيفية التعامل مع أحدث التطورات في ليبيا.
وقال دبلوماسي رفيع المستوى بالمنظمة الدولية، طالباً عدم الكشف عن اسمه "أعتقد أن هناك مجموعة من وجهات النظر في واشنطن بخصوص الجانب السياسي لم يوفقوا بينها، وهم ليسوا متأكدين بشكل كامل من موقف الرئيس بشأنها".
وأضاف: "يحاول النظام الأمريكي تقييم كل السيناريوهات، واستنتاج أيها أفضل بالنسبة لأمريكا، وهو لم ينجز ذلك بعد".
كان مجلس الأمن قد عبَّر بشكل غير رسمي، في الخامس من أبريل/نيسان، عن القلق، ودعا كلَّ القوى إلى التهدئة ووقف الأنشطة العسكرية، وخصَّ قوات خليفة حفتر .