أعلنت قوة تابعة لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً، الخميس 18 أبريل/نيسان 2019، سيطرتها على قاعدة تمنهنت الجوية (30 كم شرقي مدينة سبها) جنوبي البلاد.
قوات تابعة للوفاق تسيطر على قاعدة "تمنهنت"
جاء ذلك في بيان لـ "قوة حماية الجنوب" التي تم تشكيلها بعد بدء العمليات العسكرية لخليفة حفتر في الجنوب (قبل عامين تقريباً) وأغلب عناصرها من التبو، نشرتها على صفحتها الرسمية في فيسبوك، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول.
وقالت القوة إن "السيطرة على القاعدة جاءت تنفيذاً لتعليمات القائد الأعلى للجيش الليبي فايز السراج، وفي إطار عملية بركان الغضب لتطهير المدن الليبية".
لكن قوات حفتر تؤكد مهاجمتها
بدورها، أعلنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد قوات الجيش في الشرق، أن مجموعة مسلحة هاجمت صباح الخميس قاعدة تمنهنت الجوية (كبرى القواعد الجوية بالجنوب الليبي)، بحسب بيان شعبة الإعلام الحربي التابعة لتلك القوات.
وقال المصدر نفسه إن "المجموعة المهاجمة هي عصابات تشادية، وإن التعزيزات العسكرية وصلت قاعدة تمنهنت مع محاصرة العدو".
ولم يُوضح المصدر فيما إذا فقدت قوات حفتر السيطرة على القاعدة الجوية من عدمه.
من جانبها، نقلت قناة 218 نيوز (خاصة) عن مصدر محلي بأن قرابة 15 سيارة مُسلحة تُهاجم مطار تمنهنت، وتشتبك مع قوة التمركزات الأمنية التابعة لقوات حفتر.
فيما أكدت مصادر متطابقة أن قاعدة تمنهنت العسكرية تتعرض حتى ساعات ظهر الخميس لهجوم مسلَّح مجهول الهوية.
وفي تصريح للأناضول، قالت المصادر العسكرية التابعة لقوات خليفة حفتر، إن "قاعدة تمنهنت العسكرية بالجنوب تتعرض للهجوم منذ صباح الخميس".
وتابعت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن "الهجوم تشنه قوات لم تُعرف تبعيتها".
وهي أهم قاعدة في الجنوب الليبي
وتعد قاعدة تمنهنت الجوية العسكرية أهم قاعدة جوية في الجنوب الليبي، وهي تشرف على الطريق الواصل بين سبها ومناطق الجفرة التي تتوسط البلاد، وتربط مناطق ومدن الجنوب بالشمال.
ويوجد في قاعدة تمنهنت مدرج للطائرات يبلغ طوله قرابة ثلاثة كيلومترات، كما يوجد بها ورش لصيانة الطائرات ومصانع رافدة للطيران تُنتج فيها قطع طيران خفيفة وبُنيت على مساحة 35 كيلومتراً مربعاً.
وتشهد سيطرة منذ عام 2017
وفي 23 مارس/ آذار 2017 أطلق خليفة حفتر "عملية الرمال المتحركة " للسيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية وسبها (750 كلم جنوب طرابلس) والتي تتواجد بها القوة الثالثة التابعة لكتائب مصراتة الموالية لحكومة الوفاق، لكن العملية توقفت بعد لقاء جمع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وحفتر في أبوظبي.
بعد ذلك سيطرت قوات حفتر على قاعدة تمنهنت الجوية في 25 مايو/أيار 2017 وذلك بعد انسحاب القوة الثالثة بعد هجوم الأخيرة على قاعدة براك الشاطئ (شمال سبها).
ويقع الجنوب الليبي تحت سيطرة حفتر، الذي أعلن في 15 يناير/كانون الثاني الماضي انطلاق عملية "تحرير الجنوب" ضد من قال إنهم مرتزقة وتنظيمات إرهابية ونجح في ذلك بعد شهرين.
وعملية بركان الغضب هي عملية أطلقتها قوات تابعة لحكومة الوفاق لصد هجوم قوات حفتر الذي أطلق قبل أسبوعين عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تنديد دولي واسع، ومخاوف من تبدُّد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في ليبيا، واستنفار قوات حكومة الوفاق التي تصد الهجوم.
ومنذ 2011 تعاني ليبيا صراعاً على الشرعية والسلطة يتركز حالياً بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس (غرب)، وقائد قوات مجلس النواب بالشرق خليفة حفتر.