تصاعدت الاتهامات للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر باستخدام أطفال أو مراهقين تحت السن القانونية في قواته التي تهاجم العاصمة الليبية طرابلس، وبينما ينفي مؤيدوه ذلك تماماً، فإن مواقف المنظمات الدولية يزيد الغموض المحيط بهذا الاتهام، فما حقيقة الاتهامات الموجَّهة لحفتر بتجنيد الأطفال في قواته؟
فمنذ أن بدأت الاشتباكات جنوب العاصمة الليبية طرابلس بين قوات خليفة حفتر والقوات التابعة لحكومة الوفاق حتى بدأت القنوات الموالية للوفاق ومواقع التواصل الاجتماعي بتداول صور وفيديو يُظهر أسرى من قوات حفتر وُصِفوا بأنهم أطفال لم يبلغوا السن القانونية بعد.
الأمر وصل إلى رفع شكوى لمجلس الأمن
اتهامات حفتر بتجنيده الأطفال والمراهقين سرعان ما أخذت طابعاً رسمياً ومن أعلى سلطة في طرابلس.
إذ ا تحدث رئيس حكومة الوفاق، المعترف بها دولياً، فائز السراج، عن استخدام حفتر للأطفال متعهداً بتسليم الأطفال الأسرى من قوات حفتر إلى عائلاتهم، ومحاسبة مَن زجَّ بهم في أتون الحرب.
السراج قال في تصريحات صحفية إن الاستهتار بلغ مداه بتجنيد قوات حفتر لأطفال كان يفترض أن يكونوا على مقاعد الدراسة، الأمر الذي أكده وزير خارجية السراج، محمود سيالة، في رسالة موجَّهة إلى مجلس الأمن الدولي "ثبت لدينا تجنيد حفتر للأطفال في حرب مدمرة".
وزارة التعليم بالشرق تبارك الحرب
في المقابل، باركت وزارة التعليم بالحكومة المؤقتة في شرق البلاد الحرب على طرابلس، عبر بيان رسمي أصدره وزير التعليم فوزي بومريز باسم الوزارة، مؤكداً أن العملية تهدف إلى توحيد الوطن.
الوزارة المعنية بالتربية والتعليم طالبت كل الليبيين بالالتفاف حول "جيشهم البطل" وأن يتركوا التجاذبات السياسية من أجل تحرير وتأمين العاصمة طرابلس، حسب قولها.
اليونيسيف تنشر بياناً مهماً عن القضية ثم تتراجع عن أهم جزء به
بدورها، نشرت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة "اليونيسيف" على موقعها الرسمي أن حوالي نصف مليون طفل بالإضافة الى عشرات آلاف الأطفال الآخرين في المناطق الغربية من ليبيا يتعرضون للخطر المباشر نتيجة اشتداد القتال، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم في المعارك.
ولكن اللافت أن المنظمة العالمية المعنية بالطفولة تراجعت عن جزء مهم من تصريحاتها خلال ساعات، وحذفت الجملة الخاصة بتجنيد الأطفال، مكتفية بمناشدة أطراف النزاع كافة من أجل حماية كل طفلة وطفل في جميع الأوقات وحمايتهم من الأذى، وذلك تماشياً مع القانون الإنساني الدولي.
حقيقة الاتهامات الموجَّهة لحفتر بتجنيد الأطفال
مصادر عسكرية في القوات التابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، قالت لـ "عربي بوست": لقد قُتل وأسر عدد من الجنود التابعين لحفتر الذين يرجح أنهم تحت السن القانونية، لكنها لم تقدم مستندات تثبت تلك الادعاءات.
في حين أكدت مصادر محلية من مدن في الشرق الليبي موالية لحفتر مقتل عدد من الجنود صغار من مواليد عام 2000 و2001 و 2002 وأنه تم تسلُّم جثثهم بوساطة الهلال الأحمر الليبي في مطار بنغازي إلى جانب آخرين نشرت أسماءهم وصورهم على مواقع التواصل الاجتماعي تباعاً.
في غرب البلاد، قال رئيس المجلس البلدي لمدينة غريان جنوب طرابلس لـ "عربي بوست" إن قوات حفتر التي تسيطر على المدينة منذ الخامس منذ مطلع أبريل/نيسان 2019 فتحت باب التجنيد والتطوع في مركز التدريب التابع للمجلس البلدي وسط المدينة، مؤكداً أن من بين المجندين الجدد مَن هم دون السن القانونية.
والسراج يوصي بحسن معاملتهم
السراج وبصفته القائد الأعلى للجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق قام بزيارة إلى غرفة العمليات المشتركة التي تضم رئيس الأركان العامة، وأمراء المناطق العسكرية الغربية والوسطى بطرابلس.
المكتب الإعلامي للسراج قال إن القائد الأعلى أوصى قيادات القوات المسلحة بحسن معاملة المعتقلين، مؤكداً محاسبة مَن زجَّ بهم في أتون هذه الحرب، كما أعلن بأنه أصدر أوامره بالإفراج عن المعتقلين من صغار السن، والاتصال بذويهم لتسلُّمهم.