اندلع حريقٌ في كاتدرائية نوتردام بالعاصمة الفرنسية باريس مساء الإثنين 15 أبريل/نيسان، ما أدى إلى انهيار برجها وإلحاق أضرار جسيمة بسقفها، لكن رغم ذلك الكثير من التفاصيل عن الحادث لم تعرف حتى الآن.
صحيفة The New York Times الأمريكية رصدت في تقرير لها كل ما يتعلق بالحريق، فمتى وقع؟ وهل خلف ضحايا أم لا؟ وما الخسائر المادية التي تسبب فيها الحريق؟
ما نعرفه عن الحريق
بدأ الحريق في حوالي الساعة 6:30 مساء أمس الإثنين، وقال جان كلود غاليه، قائد قوات إطفاء باريس، إنَّ الحريق بدأ في عُلِّية الكاتدرائية. وبعد أكثر من 9 ساعات، أكدت السلطات أنَّ الحريق أصبح "تحت السيطرة"، لكنَّ النيران ظلت مشتعلة في الفتحة التي خلَّفها البرج المنهار في السقف. وقال الأسقف باتريك شوفيه، كبير قساوسة الكاتدرائية، إنَّ الحريق يبدو وأنَّه قد بدأ في شبكةٍ داخلية من العوارض الخشبية في السقف، التي يعود تاريخ الكثير منها إلى العصور الوسطى وتُلقَّب بـ "الغابة".
وقال المسؤولون إنَّ الحريق لم يسفر عن أي وَفَيات، لكنَّ أحد رجال الإطفاء أصيب بجروح خطرة.
وذكر شهود عيان أنَّ أبواب الكاتدرائية أُغلِقت قبل تدفُّق مجموعةٍ أخيرة من السائحين كانوا يحاولون الدخول، ثم ظهر الدخان يتصاعد من البرج بعد ذلك بوقتٍ قصير. وأظهر مقطع فيديو أنَّ السقالات المحيطة بقاعدة البرج، وهي جزء من التجديدات الواسعة التي كانت جارية، كانت من أول الأماكن التي اشتعلت فيها النيران بوضوح.
وقد نُشِر حوالي 500 من رجال الإطفاء في جزيرة إيل دو لا سيتي التي تقع فيها الكاتدرائية، وكافحوا للسيطرة على الحريق طوال خمس ساعات تقريباً، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ما نعرفه عن الخسائر الناتجة
بحلول الساعة 11 من مساء أمس، قال غاليه إنَّ الهيكل، بما في ذلك البرجان الأماميان، "جرى إنقاذه والحفاظ عليه كوحدةٍ واحدة"، لكنَّ ثلثي السقف قد انهارا.
فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لقد نجحت السلطات في تجنُّب الأسوأ مع أنَّ مكافحة الحريق لم تنتصر بالكامل"، مضيفاً أنَّه سيطلق حملة تمويل وطنية للمساعدة في إعادة بناء الكاتدرائية.
وانهار البرج الذي كان طوله يبلغ حوالي 90 متراً، وهو هيكلٌ ذو إطار خشبي مُغطَّى بالرصاص شُيِّد عند تجديد الكاتدرائية في القرن التاسع عشر. وبعد انهياره الجزئي، استنزف الحريق جزءاً كبيراً من السقف في مكان البرج المنهار.
وربما أُنقِذَت بعض الأعمال الفنية في الكاتدرائية بفضل التجديدات الأخيرة. ففي الأسبوع الماضي على سبيل المثال، أُزيل 16 تمثالاً من التماثيل النحاسية التي تمثل الرسل الاثني عشر والإنجيليين الأربعة برافعةٍ من أجل تجديد البرج.
وتمكَّن رجال الإطفاء من إنقاذ بعض الأعمال الفنية في الكاتدرائية، بما في ذلك قماشٌ كتاني مرتبط بسانت لويس وإكليل الشوك وخزانة الكاتدرائية، وفقاً للأسقف شوفيه.
وقال غاليه إنَّ رجال الإطفاء واصلوا إنقاذ الأعمال الفنية في المبنى طوال ساعاتٍ بعد نشوب الحريق، مضيفاً أنَّ الخطر الرئيسي الذي كان يواجههم هو الدخان المتصاعد داخل الكاتدرائية وسقوط أجزاء المبنى وبعض المواد، بما في ذلك ذوبان الرصاص.
وأظهرت إحدى الصور حطاماً يتصاعد منه الدخان في صحن الكاتدرائية، إلى جانب مذبح الكاتدرائية السليم وتمثالٍ وصليب وراءه، بالإضافة إلى عدة صفوف من المقاعد المتبقية.
أما ما لا نعرفه
فما زال سبب الحريق مجهولاً.
ولم تُعرَف حتى الآن حالة العديد من الأعمال داخل الكاتدرائية وجزء من هيكلها. فعلى سبيل المثال، عرَّضت النيران نوافذ الكاتدرائية الثلاثة الضخمة ذات الزجاج الملون الذي يحمل أشكال "ورود" لخطر الإذابة، وكان يمكن أن تدمر أراغن الكنيسة الثلاثة وعشرات اللوحات والمنحوتات، التي يعود تاريخ بعضها إلى القرن السابع عشر، أو تُلحق أضراراً بها.
وقد تعرَّضت أجزاء كثيرة من الهيكل للتلف بالفعل وتحتاج إلى ترميم، إذ وُضِعَت أنابيب بلاستيكية وألواح خشبية محل تماثيل مكسورة لحيوان الغرغول ودرابزينات متساقطة. فهذه المناطق ربما تكون أكثر عرضة لألسنة اللهب والحطام المتساقط.