قالت وكالة الأنباء الألمانية إن قوات الدعم السريع أصدرت بياناً الجمعة 12 أبريل/نيسان 2019، قالت فيه إنها ترفض "أي حلول لا ترضي الشعب" في إشارة منها إلى إعلان وزير الدفاع عوض محمد أحمد بن عوف عن تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون الدولة لفترة انتقالية مدتها عامان تتبعها انتخابات رئاسية.
وجاء في البيان أن قوات الدعم السريع تطالب قيادة تجمع السودانيين المهنيين (تجمع نقابي غير رسمي) ورؤساء الأحزاب المختلفة وقادة الشباب، لفتح باب الحوار والتفاوض للوصول لحلول ترضي الشارع السوداني وتجنب البلاد الانزلاق نحو الفوضى".
تحدٍّ لحظر التجول
واعتصم آلاف المتظاهرين السودانيين خارج وزارة الدفاع في الخرطوم للمطالبة بحكومة مدنية في تحد لحظر التجول ودعوا إلى تنظيم صلاة الجمعة أمام مقر الوزارة وذلك في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير بعد 30 عاماً من حكمه للبلاد بقبضة من حديد.
ورفض المتظاهرون الذين خرجوا في احتجاجات شبه يومية ضد البشير قرار تشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة شؤون الدولة لمدة عامين وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات لحين تشكيل حكومة مدنية.
ودعا النشطاء إلى تنظيم صلاة الجمعة خارج مجمع وزارة الدفاع.
وقال شاهد من رويترز إن نشطاء يرتدون سترات صفراء تولوا تنظيم المرور حول المجمع صباح اليوم الجمعة وأداروا حركة السير من وإلى مكان الاعتصام. وأغلق النشطاء أيضاً جسراً رئيسياً في وسط الخرطوم.
وجاءت الإطاحة بالبشير (75 عاماً) بعد 16 أسبوعاً من المظاهرات ضد حكمه. وفي كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي أمس الخميس، أعلن وزير الدفاع عوض محمد أحمد بن عوف عن تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون الدولة لفترة انتقالية مدتها عامان تتبعها انتخابات رئاسية.
وقالت قوى عالمية من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا إنها تدعم انتقالاً سلمياً وديمقراطياً في السودان خلال أقل من عامين.
وأعلن بن عوف في كلمته التحفظ على البشير "في مكان آمن" وقال التلفزيون الرسمي إن بن عوف سيتولى رئاسة المجلس العسكري.
البشير موجود في قصر الرئاسة تحت حراسة مشددة
وذكرت مصادر سودانية لرويترز أن البشير موجود في قصر الرئاسة تحت حراسة مشددة.
وقال بن عوف إنه تقرر تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور ووقف إطلاق النار في ربوع البلاد.
وقال التلفزيون الرسمي إن حظر التجول سيكون من الساعة العاشرة مساء حتى الرابعة صباحاً.
ومن المقرر أن يلتقي بن عوف بالصحفيين في وقت لاحق اليوم الجمعة.
ورفض تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات ضد البشير، خطط بن عوف، ودعا المحتجين إلى مواصلة الاعتصام خارج وزارة الدفاع.
وفي تحدٍّ واضح للمجلس العسكري بقي عدة آلاف من المحتجين أمام مجمع وزارة الدفاع وفي مناطق أخرى بالعاصمة مع بدء سريان حظر التجول.
وهتفوا قائلين "شالوا حرامي وجابوا حرامي، تسقط بس". و"ثورة، ثورة".
وقال شاهد من رويترز إن بعض المتاجر في أم درمان على الضفة الأخرى لنهر النيل من وسط الخرطوم ظلت مفتوحة بعد العاشرة مساء.
ويواجه البشير اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمراً باعتقاله على خلفية مزاعم بارتكاب جرائم إبادة جماعية في منطقة دارفور بالسودان أثناء تمرد بدأ في عام 2003 وأودى بحياة ما يقدر بنحو 300 ألف شخص. وينفي البشير تلك الاتهامات.
ويجيء سقوط البشير عقب الإطاحة هذا الشهر بالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إثر احتجاجات شعبية أيضاً على حكمه الذي دام عقدين.