نشطاء الجامعات الذين حكموا لعقود.. تاريخ رفاق البشير الذين اعتقلهم الجيش السوداني

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/11 الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/11 الساعة 14:03 بتوقيت غرينتش
الرئيس السوداني عمر البشير/ رويترز

عشرات من القيادات السودانية تم اعتقالها من قبل الجيش، بعد إعلانه أن الرئيس عمر البشير لم يعد رئيساً للبلاد.

يأتي هذا التطور بعد شهور من الاحتجاجات على حكم الرئيس البشير الذي يقود السودان منذ 30 عاما.

واللافت في السير الذانية التي تروي تاريخ أبرز القيادات السودانية التي اعتقالها أنها أغلبهم كانوا من النشطاء الإسلاميين في بداية حياتهم، ثم تولوا مناصب مهمة بعد الإنقلاب الذي نظمه البشير بالتعاون مع الجبهة الإسلامية التي كان يتزعمها حسن الترابي في يونيو/حزيران 1989( في سابقة عربية، وهي نجاح انقلاب بالتعاون مع إسلاميين وليس قوميين أو اشتراكيين).

ثم انحازت هذه القيادات إلى البشير في صراعه مع الترابي (الذي كان منظر النظام ورئيس البرلمان) على السلطة الأمر الذي أدى إلى استبعاد الأخير عام 2000.

إليك تاريخ مجموعة من أبرز القيادات السودانية التي اعتقالها

رئيس الوزراء السوداني الذي جاء في وقت متأخر

ولد رئيس وزراء السودان محمد طاهر إيلا عام 1951، وهو ينتمي إلى قبائل البجة التي يوجد معقلها في شرق السودان.

ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺑﻪ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻋﻮﺽ ﺣﺎﺝ ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ: "لقد ﺗﺰﺍﻣﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1967، ﻭﻛﺎﻥ إﻳﻼ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، وخلال فترة الجامعة ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻤﻲ كذلك ﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.

ﻭﻓﻲ فترة ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ في السودان ﺃﻭﻛﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻮﻗﻊ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ حيث ﺃﺩﺍﺭ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺣﻨﻜﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، حسب ما يقول ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﺎﻫﺮ ﺑﺎﻧﻔﻴﺮ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ (ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻻﻳﻦ ) ﺑﺒﻮﺭ ﺗﺴﻮﺩﺍﻥ.

ودخل ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻋمل ﺿﻤﻦ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻛﺎﻥ إﻳﻼ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍلإسلاﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ تم ﻃُﺮﺩه ﻣﻦ السكن ﺍﻟﺪﺍﺧﻠي للجامعة.

البشير يعلن دعمه لترشح إيلا ضده في الانتخابات!

وبعد ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼم مع الحركة الشعبية التي قادت التمرد في جنوب السودان عام 2005،  قرر البشير تعيين ﻣﺤﻤﺪ ﻃﺎﻫﺮ إﻳﻼ ﻭﺍﻟياً للبحر ﺍﻷﺣﻤﺮ.

وفي نوفمبر من عام 2017، أثار الرئيس السوداني عمر البشير جدلاً واسعاً عندما أعلن دعمه لحاكم ولاية الجزيرة الوسطية، محمد طاهر إيلا، حال قرر الأخير الترشح لرئاسة البلاد في خطوة أحدثت ربكة في المشهد السياسي وقتها.

ومنذ ذلك الحين، بدت الأوساط السودانية مهتمة بالمستقبل السياسي لطاهر إيلا وتترقب لما تسفر عنه تعهدات الرئيس عمر البشير، قبل أن تنمو رغبة للجميع في التعرف على سيرة الرجل المنحدر من شرق البلاد.

لديه كاريزما كبيرة ولكن يتصارع مع أعضاء حكومته

تُعّرف الأوساط السياسية السودانية إيلا بكاريزما سياسية كبيرة، ساعده التنقل في المناصب الدستورية والتنفيذية على ابتداع أسلوب خاص به في قيادة الشأن العام، يمزج بين الاستئثار بالقرار وخلق دوائر ضيقة من المقربين.

تلك الميزة -وفقاً لمحللين- أكسبته أعداء كثيرين، بالقدر الذي جلبت له محبة آخرين، ولكن يبقى إشعال الخلافات والصراعات مع أعضاء حكومته في الولايتين التي حكمها رغم أنهم ينتمون لنفس حزبه "المؤتمر الوطني الحاكم" خلال مسيرته السابقة، القاسم المشترك في شخصيته.

ففي ولاية البحر الأحمر، شرقي البلاد، والتي ينحدر منها، تصارع مع أبناء جلدته وحزبه حد الخصام، ولولا تدخل البشير وقتها في الأمر لانزلقت الأوضاع في منعطف خطير.

وتكرر ذات السيناريو في ولاية الجزيرة التي تولى حكمها قبل 4 أعوام قضاها في حالة شد وجذب مع المجلس التشريعي الذي كان عصياً على التطويع، الأمر الذي دفع البشير للتدخل وفرض حالة الطوارئ بالولاية وحل المجلس المنتخب.

وبعد أن اندلعت الاحتجاجات في السودان، أصدر البشير في فبراير/شباط 2019 مرسوماً جمهورياً، عين بموجبه محمد طاهر إيلا رئيساً للوزراء بعد أن أعفاه قبل ساعات من منصبه كوالي الجزيرة، الأمر الذي اعتبره كثيرون لا يخرج عن الوعود السابقة للبشير، ولم ترض هذه الخطوة الجماهير.

علي عثمان طه.. رفيق البشير الذي ساعده على التخلص من أستاذه الترابي

كان علي عثمان محمد طه الرجل الثاني في الحركة الإسلامية في السودان، بعد الأب الروحي لها حسن الترابي.

درس علي عثمان القانون وتخرج من كلية القانون عام 1971، ما جعله لاحقاً أحد الوجوه السياسية التي تربعت على عرش الهيئة القضائية بالسودان بين عامي 1972 و1976.

ثمّ أصبح لاحقاً بعد انتخابه عضواً بمجلس الشعب رئيساً للجنة القانونية به عام 1985.

التخطيط لاغتيال حسني مبارك

وحسب زعيم الجبهة الإسلامية التاريخي حسن الترابي في شهادته المسجلة لبرنامج "شاهد على العصر" الذي بث في قناة الجزيرة فإن علي عثمان محمد طه كان أخبره، بشكل مباشر، عن "تورطه" في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك خلال زيارته لأديس أبابا عام 1995 لحضور القمة الإفريقية بالتعاون مع جهاز الأمن العام في ذلك الوقت الذي كان برئاسة نافع علي نافع.

فض اعتصام مقر الجيش السوداني
احتجاجات ليلية في السودان/ رويترز

وقال "الترابي" في هذا الخصوص إن "الترتيبات التي قام بها نائب الأمين العام للجبهة برفقة نافع علي نافع أخفيت عنه وعن الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وأن اجتماعاً خاصاً عقد للنظر في المسألة، حضره الرئيس ومدير الأمن وآخرون، واقترح خلاله محمد طه أن يتم التخلص من مصرييْن عادا إلى السودان بعد مشاركتهما في محاولة اغتيال مبارك".

وقد نفى نافع علي نافع، صلته بمحاولة اغتيال الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في أول تعليق له على اتهام الراحل حسن الترابي، زعيم الجبهة الإسلامي القومية آنذاك، له ولنائبه في الحزب علي عثمان محمد طه، بالتورط في هذه العملية.

وأصبح النائب الأول بعد انقلابه على قائده ورفيق عمره

انقلب عثمان على رفيق عمره حسن الترابي، وانضم للبشير في خطته لإقصاء الترابي زعيم الجبهة الإسلامية التي خططت مع البشير للانقلاب الذي أوصلهم للحكم.

وعُيِّن نائباً للرئيس عام 1998، ثمّ تزّعم بعدها بعامٍ واحد قيادة الحركة الإسلامية بعدما أقصى حسن الترابي فيما عرف بقرارات الرابع من رمضان.

لاحقاً ترأس مفاوضات السلام مع الجنوب لإنهاء الحرب الأهلية السودانية الثالثة، وتخلَّى عن منصبه نائباً أول للرئيس لصالح جون قرنق الذي أصبح بعد مفاوضات نيفاشا نائباً أولاً لعمر البشير وأصبح حينها علي عثمان النائب الثاني. سابقاً تنقل علي عثمان في العديد من المناصب، فقد أصبح وزيراً للخارجية بين عامي 1995 و1998، كما كان رائداً لمجلس الشعب بين عامي 1977 و 1985.

مصطلح الكوز
طله ساعد في الإطاحة بأستاذه الترابي شريك البشير في الحكم

استمرّ عثمان علي نائباً أولاً لعمر البشير، حتّى قبلت استقالته في 8 ديسمبر/كانون الأول عام 2013.

أعلن البشير أنّ علي عثمان استقال لإفساح المجال أمام تشكيل حكومة جديدة، ووصفه بأنه "رأس الرمح وقائد التغيير في التشكيل الوزاري الجديد".

دافع علي عثمان عن نظام البشير أثناء الاحتجاجات والحراك السوداني، فقد خرج في يناير/الثاني الماضي ليؤكد أنّ هناك "كتائب" جاهزة للدفاع عن النظام بأرواحهم!

وقد تسربت معلومات بأنه أحد المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب في دارفور.

عوض الجاز.. الرجل الغامض الذي لا يتحدث إلا قليلاً

مساعد الرئيس السوداني السابق عوض الجاز، الذين تم اقتحام منزله من قبل الأمن السوداني اليوم، واحدة من أكثر الشخصيات في نظام الرئيس البشير وأكثرها إثارة للجدل.

 فقد كان عوض الجاز إضافةً إلى صديقه علي عثمان محمد طه من أطاحا بشكلٍ أساسي بأستاذهما حسن الترابي.

فقد كان علي عثمان مسؤولاً عن الدولة والحزب بينما كان عوض الجاز مسؤولاً عن تنسيق العمل العسكري للحركة، يقال أيضاً أنّه هو من تسبَّب في إطالة أمد اعتقال حسن الترابي لثمانية أشهر بدلاً من أسبوعين.

وتنقّل عوض الجاز بين العديد من المناصب الدستورية بدايةً من حكومة الإنقاذ وحتَّى الآن، كما اتسمت دوماً مناصبه بالسرية والبعد عن الحديث في الصحافة والإعلام وبعيداً عن مناصب الحشد الجماهيري.

أدار الجاز وزارة التجارة والتموين في بداية حكومة الإنقاذ بعد إنقلاب البشير، ثم تولَّى وزارة الطاقة والتعدين عندما تم تصدير أول شحنة نفط عام 1999، ثمّ تولى وزارة الصناعة ثمّ وزارة الماليّة.

بجانب هذه المناصب ظلّ الجاز عضواً لمجلس إدارة عدد من المجالس، من ضمنها المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي، وعضو لجنة الخطة الاستراتيجية ربع القرنية، وعضو لجنة الشراكة الاستراتيجية الصينية السودانية.

 كما أصبح رئيس مجلس إدارة دار الوثائق القومية ورئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للكهرباء، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية ورئيس مجلس إدارة مصفاة الخرطوم.

يندر ظهور عوض الجاز في الصحافة والإعلام، كما ظلّ لفترةٍ طويلة بدرجة مساعد رئيس الجمهورية عمر البشير.

عبدالرحيم محمد حسين من وزير دفاع إلى والي الخرطوم

تولى عبدالرحيم محمد حسين مناصب مهمة للغاية في نظام الرئيس السوداني عمر البشير آخرها والي الخرطوم.

تقول السيرة الذاتية لعبدالرحيم محمد حسين إنه من مواليد كرمة البلد بدنقلا في العام 1949م.

وقد عمل عبدالرحيم بالزراعة في بعض الفترات، كما أنه عمل معلماً ببربر ثم التحق بشركة الحديد والصلب ببحري حتى صار مهندساً بسلاح الطيران، ثم عمل مهندساً ميكانيكياً وقبل ذلك كان ناشطاً في اتحاد الطلاب في منطقة كرمة البلد.

انخرط في السلك العسكري عام 1973، وتلقى تدريباً عسكرياً بالكلية الحربية لمدة عام وتخرج ضابطاً وعمل بمعهد القوات الجوية.. حيث تلقى عدة دورات تدريبية أبرزها دبلوم صيانة المقاتلات بالاتحاد السوفيتي وماجستير لتصميم الطائرات بإنجلترا بجانب حصوله على ماجستير للعلوم العسكرية من كلية القادة والأركان.

عسكري ذو توجهات إسلامية

لم يقتصر دور الرجل على الجانب العسكري فقط وإنما تولى عملية الاتصال والتنسيق بين العسكريين وقيادات تنظيم الحركة الإسلامية وذراعه السياسي الجبهة الإسلامية، باعتباره أحد أعضاء الحركة الإسلامية الذين التحقوا بالجيش.

 ولاحقاً تم تعيينه في موقع الأمين العام لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ بعد أن أدى مهمة استلام منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان يوم الانقلاب الذي نظمه البشير والترابي على أكمل وجه.

ثم تولى وزارة الداخلية ولكن حادثاً أليما أدى إلى استقالته

عبدالرحيم كلف بوزارة الداخلية وقدم كثيراً من الخدمات للوزارة وأحدث فيها نقلة واسعة من حيث بيئة العمل وشهدت فترته قيام عدد من المنشآت قدم بعدها الرجل استقالته لرئيس الجمهورية في عام 2005، على خلفية انهيار مبنى جامعة الرباط.

وحينما تلقى البشير استقالته قال تلك هي استراحة محارب.

 وبعد نصف عام من ذلك تم تعيينه وزيراً لرئاسة الجمهورية وظل طيلة فترة وجوده بالقصر ملازماً للبشير في تحركاته المحلية والخارجية بحكم موقعه الوزاري كوزير لشؤون الرئاسة.

وزير الدفاع الذي تريد المحكمة الدولية القبض عليه

وفي التشكيل الوزاري عقب الفترة الانتقالية في سبتمبر/أيلول 2005، تم تكليفه بحقيبة وزارة الدفاع التي استمر فيها إلى يوليو/تموز 2015.

وفي عام 2012، وعندما كان وزيراً للدفاع، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمراً بالقبض عليه في ما يتصل بإحدى وأربعين جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب ارتُكبت في إطار حملة الحكومة في دارفور.

أهم الإنجازات التي ارتبطت بالرجل خلال شغله لموقعه بالوزارة إجازة القوانين الخاصة بالقوات المشتركة المدمجة والقوات المسلحة بجانب إعادة تنظيم وهيكلة الجيش السوداني بشكل جديد يقوم على إنشاء هيئة أركان مشتركة تنضوي تحتها ثلاث هيئات لكل من القوات البرية والجوية والبحرية.

ومتمردو دارفور كادوا يقتحمون الخرطوم خلال توليه منصب وزارة الدفاع

وأهم الأحداث التي وقعت إبان تولي الرجل للوزارة هجوم العدل والمساواة على أم درمان في مايو/أيار 2008، واحتلال أبو كرشولا من قبل الجبهة الثورية قبل أن تتمكن القوات المسلحة السودانية من استعادتها.. وغيرها من الأحداث.

السكرتير الصحفي الأسبق لرئيس الجمهورية محجوب فضل بدري قال عن عبدالرحيم.. في عهده شهدت وزارة الدفاع طفرة لم تحدث في عهود الذين سبقوه.. فقد عمل على تنظيم الجيش.

وقال إن أفكاره بسيطة وجريئة ومفيدة للمؤسسة العسكرية بالإضافة إلى تأهيل البنية التحتية لها من مبانٍ وآليات وزي.

صديق والدة البشير

اشتهر الرجل بحسن علاقاته الاجتماعية.. وقال عنه بدري تجده في الملمات سواء كانت أفراحاً أم أتراحاً يحب البساطة بعيداً عن التكلف، فهو بسيط في حياته ويتعامل بدون بروتوكولات ويقود سيارته بنفسه، ويكرم ضيوفه ويقدم لهم أكلته المفضلة "القراصة" كما أنه يحب الأطفال ويقدم لهم الحلوى ويساعد الفقراء والمساكين.. بجانب أنه صاحب شخصية قوية.

الرجل اشتهر بعلاقته بأسرة الرئيس خاصة الحاجة هدية والدة البشير.. وعن علاقتهما ببعض يقول محجوب إن البشير قريب من عبدالرحيم فهو جاره وشريكه في الأسرة التنظيمية.

وقال حينما يرافقه في المشاوير الاجتماعية كان يحرص على أن لا يتحدثا عن العمل.

وعندما تولى منصب ولاية الخرطوم في 2015، اعتبر أن المنصب الجديد ليس بعيداً عن وزارة الدفاع في المسؤوليات.. إذ أنها تعتبر جمهورية مصغرة.

نافع علي نافع: الرجل الذي أطاح به مبارك

يعدّ من الشخصيات المثيرة للجدل في النظام السوداني بسبب مواقفه التي يصفها بعض خصومه بالعدائية والمتشددة تجاه المعارضة، في حين يراه آخرون عنصراً فعالاً ينفذ رغبة حزبه دون مواربة.

 ولد نافع علي نافع عام 1948 في مدينة شندي بولاية نهر النيل شمال السودان.

 تخرج في كلية الزراعة بجامعة الخرطوم، ثم ابتعث منها لنيل درجة الدكتوراه في علم الوراثة من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، التي عاد منها عام 1980 ليعمل أستاذا في جامعة الخرطوم.

 كان عضواً في تيار الحركة الإسلامية بجامعة الخرطوم، لكنه لم يكن فعّالاً بالقدر الذي يجعله قائداً طلابياً حينها.

محاولة اغتيال مبارك أدت إلى إعفائه

عُيِّن مديراً لجهاز الأمن العام مع قيام ثورة الإنقاذ بسبب خلفيته الدقيقة في المعلومات ورصدها، ثم مديراً لجهاز الأمن الخارجي برتبة لواء، قبل أن يعفى من منصبه بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية عام 1995.

وعُيِّن وزيراً للزراعة والغابات، ثم مستشاراً لرئيس الجمهورية للسلام، ثمَّ وزيراً لديوان الحكم الاتحادي، قبل أن يصبح مؤخراً مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً لرئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم.

رفض ترشيح البشير وكان عهده في المخابرات الأسوأ بالنسبة للمعارضين

كان نافع علي نافع، الذي عمل من قبل مساعداً لرئيس الجمهورية، ونائباً لرئيس الحزب الحاكم حتى عام 2013.

 وقد قاد تياراً رافضاً لترشيح الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية جديدة خلال انتخابات عام 2020، لدواعٍ يراها "ضرورية ومهمة تتعلّق بإكمال عملية الإصلاح والتجديد التي دشنها الحزب منذ عام 2013".

وتُعد فترته في المنصب "الأسوأ"، بحسب تقديرات المعارضين للحكومة.

ويعتقد أنه مخترع بيوت الأشباح

 إذ يلقون عليه مسؤولية التضييق على النشاط الحزبي والاعتقال التحفظي الطويل، وتعذيب المعارضين والناشطين والتنكيل بهم في معتقلات عُرفت في بواكير حكومة البشير بـ"بيوت الأشباح"، ويُعتقد أن الرجل هو أول من أسّس لها.

 ويتهم نافع بأنه واحد من ثلاثة أنشأوا السجون والمعتقلات التي تسمى بـ"بيوت الأشباح" لتعذيب المعارضين السياسيين، عندما كان مديراً للأمن العام ومديراً للأمن الخارجي.

تحميل المزيد