فيديو لبابا الفاتيكان يركع ليُقبّل أقدام زعماء جنوب السودان

ركع البابا فرنسيس بعد خلوة روحية غير مسبوقة في الفاتيكان، لتقبيل أقدام زعماء جنوب السودان المتحاربين السابقين وحثهم على عدم العودة الى الحرب الأهلية.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/11 الساعة 18:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/12 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
بابا الفاتيكان يقبل أرجل زعماء جنوب السودان لحثهم على المصالحة/ رويترز

ركع بابا الفاتيكان فرنسيس لتقبيل أقدام زعماء جنوب السودان المتحاربين السابقين مساء الخميس 11 أبريل/نيسان 2019، وذلك بعد بعد خلوة روحية غير مسبوقة حثّهم فيها على عدم العودة إلى الحرب الأهلية.

ودعا البابا رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق الذي تحول إلى زعيم للمتمردين ريك مشار وثلاثة نواب آخرين للرئيس، دعاهم لاحترام الهدنة والالتزام بتشكيل حكومة وحدة الشهر المقبل.

بابا الفاتيكان يُقبّل أرجل زعماء جنوب السودان

وقال البابا في كلمة مرتجلة: "أطلب منكم كأخ أن تبقوا في سلام. أنا أطلب منكم من قلبي، دعونا نمضِ قدماً. ستكون هناك عديد من المشكلات، لكنها لن تتغلب علينا. حلّوا مشاكلكم".

ويبدو أن القادة انتابتهم الدهشة، لأن البابا البالغ من العمر 82 عاماً، والذي يعاني ألماً مزمناً في الساق، كان يعاونه مساعدوه وهو يركع بصعوبة لتقبيل أحذية الزعيمين الخصمين وعدة أشخاص آخرين في الغرفة.

وأصبحت دعوته أكثر إلحاحاً مع تزايد القلق في جنوب السودان من أن يتسبب الانقلاب الذي وقع الخميس 11 أبريل/نيسان 2019، بالسودان المجاور، في تقويض اتفاق السلام الهش الذي أنهى الحرب الأهلية الوحشية التي استمرت خمس سنوات في جنوب السودان.

وجمع الفاتيكان زعماء جنوب السودان على مدى 24 ساعة من الصلاة والوعظ بمقر إقامة البابا، في محاولة لرأب الانقسامات المريرة قبل التشكيل المقرر لحكومة وحدة.

وقال بابا الفاتيكان باللغة الإيطالية في حين كان أحد مساعديه يترجم حديثه إلى الإنجليزية: "ستكون هناك صراعات وخلافات فيما بينكم، ولكن احتفظوا بها بينكم، داخل المكتب، إذا جاز التعبير… لكن أمام الناس، ضعوا أيديكم في أيدي بعض، لتأكيد الوحدة. لذا، كمواطنين بسطاء، ستصبحون آباء للأمة".

وحثّهم على وقف الصراع على السلطة والحروب الأهلية

وخاض السودان صراعاً استمر عقوداً مع الجنوب قبل أن ينال جنوب السودان استقلاله عام 2011. وبعد ذلك بعامين، اندلعت حرب أهلية في جنوب السودان عندما أقال كير وهو من قبيلة الدينكا مشار وهو من جماعة النوير العرقية من منصب نائب الرئيس.

وقُتل نحو 400 ألف شخص، ونزح نحو ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة؛ وهو ما تسبب في اندلاع أسوأ أزمة لاجئين بإفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

ووقع الجانبان اتفاقاً لتقاسم السلطة في سبتمبر/أيلول 2018، والذي يدعو الفصائل الرئيسية المتناحرة إلى تجميع وتدريب قوات كل منهما، لتشكيل جيش وطني قبل تشكيل حكومة الوحدة الشهر المقبل.

وفي خطاب معَد أُلقي في وقت سابق من الخميس، قال بابا الفاتيكان فرنسيس إن شعب جنوب السودان منهك بسبب الحرب، وإن على القادة واجب بناء دولتهم الفتية بالعدالة. كما كرر رغبته في زيارة البلاد مع زعماء دينيين آخرين لتوطيد السلام.

وكان من بين من حضروا الخلوة الروحية جاستن ويلبي كبير أساقفة كانتربري، وهو الزعيم الروحي لأتباع الكنيسة الإنجيلية في جميع أنحاء العالم، وأعضاء مجلس كنائس جنوب السودان، وغيرهم من قادة الكنيسة الكاثوليكية في إفريقيا. وويلبي هو الذي اقترح على البابا فكرة الخلوة الروحية.


تحميل المزيد