"عندما شاهدت أحفادي أصابتني صدمة كبيرة، لقد كانوا على وشك الموت بسبب سوء التغذية"، بهذه الكلمات عبَّر جدٌّ سويدي يحاول استعادة أحفاده من سوريا، عن المأساة التي وقع فيها.
فقد قُتلت ابنته والدة الأطفال وزوجُها خلال قتالهما مع تنظيم داعش، ولم يبق له سوى أحفاده، الذين يحاول استعادتهم من أتون الحرب في سوريا.
جدّ سويدي يحاول استعادة أحفاده من سوريا قبل فوات الأوان
تمكَّن الجد السويدي أخيراً بعد جهد، من لقاء أحفاده من ابنته وزوجها مايكل سكرامو، اللذين كانا قد انضما لتنظيم داعش في سوريا، وذلك في مخيم الهول في سوريا، كما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام سويدية.
ونقل موقع "الكومبس" عن الجد (والد الأم) باتريسيو غالفيز، قوله لصحف سويدية، إنه وجد الأطفال وهم في حالة صحية مزرية، ويعانون من المرض ويتضوّرون من الجوع، وأن الأطباء في المخيم نصحوه أن يسارع في أخذهم قبل فوات الأوان.
الأب هو أحد أشهر وجوه داعش الأوروبيين
وكان سكرامو قد غادر وزوجته أماندا إلى سوريا في العام 2014، مع أطفالهما الأربعة، وأنجبا ثلاثة أطفال آخرين فيما كانوا موجودين في عاصمة التنظيم المزعومة الرقة.
وتحوّل سكرامو لاحقاً إلى أحد أوجه بروبغاندا التنظيم الإرهابي البارزة، حيث ظهر في مقاطع فيديو وهو يحمل رشاش كلاشنيكوف، يدعو الأوروبيين إلى السفر لسوريا للانضمام للتنظيم.
وكانت وسائل إعلام قد ذكرت في الخامس من شهر مارس/آذار 2019، أنه تم القبض على سكرامو في قرية الباغوز بمحافظة دير الزور في سوريا، التي كانت آخر منطقة تحصن فيها من تبقّوا من مقاتلي داعش.
إلا أنه تم الإعلان عن مقتله لاحقاً، في مارس/آذار الماضي، خلال الأيام الأخيرة للخلافة المزعومة التي أعلنها التنظيم. وكانت زوجته أماندا قد قُتلت مطلع هذا العام.
وسبق أن ناشدت العائلة الوالدين إعادة الأطفال
وكان مراسل تلفزيون "itv" البريطاني قد قال يوم الجمعة الماضي، إنه تمكن من تحديد مكان الأطفال اليتامى السبعة -تتراوح أعمارهم بين عام و8 أعوام- الذين كانت هناك مخاوف من ضياعهم، وإنهم موجودون في مشفى قرب مخيم الهول شمال شرقي سوريا، يتلقون العلاج من قبل أطباء أكراد، وإنه قام بإخبار عائلتهم بذلك.
ونشر التلفزيون مقطع فيديو للطفل محمد سكرامو (عام واحد) في المستشفى، حيث كان يُعالج من سوء تغذية، ونقل عن مسؤول كردي قوله إن أشقائه وشقيقاته الآخرين موجودون في مكان آمن قريب.
وكانت عائلة سكرامو في السويد قد ناشدت الزوجين السماح للأطفال بالعودة للوطن، أو جعلهم يهربون دونهما.
سأتواصل معك يا أمي إن شاء الله
وأظهرت سلسلة من مراسلات برنامج "واتساب" بين سكرامو ووالدته قبل مقتله بأيام، اطَّلع عليها التلفزيون المذكور، كيف أخذت والدته ترجوه أن يسمح بمغادرة الأطفال ليصبحوا بأمان، وكيف رد بالقول "سأتواصل معك يا أمي عندما أخرج. إن شاء الله"، لكنه لم يتواصل معها بعد ذلك، لأنه قُتل.
هل سيتمكن الجد من إعادتهم جميعاً للسويد؟
وتوجه باتريسيو غالفيز إلى سوريا، في محاولة لإعادة أحفاده المصابين بسوء التغذية للسويد.
وقال الجد للتلفزيون السويدي: "أريد أن أحضن جميع الأطفال وأظهر لهم أننا لم ننسَهم".
وعلَّق على المأساة قائلاً: "لم يعد الأمر يتعلق بأي مساعدة قنصلية، بل يتعلق بحالة إنسانية، فهؤلاء الأطفال الصغار هم ضحايا لكل ما حدث".
ولكن الحكومة السويدية تتعامل مع مصير الأطفال السبعة بطريقة غريبة
ونقلت إذاعة Ekot عن وزارة الخارجية السويدية قولها إنه إذا ذهب الجد باتريسيو غالفيز إلى أي بعثة دبلوماسية سويدية لطلب المساعدة، فإن السلطات في البعثة ستقوم بالتحقيق في إمكانية عودة الأطفال إلى السويد، بحسب ما ذكر موقع "الكومبس" اليوم الثلاثاء.
لكن تلفزيون "itv" نقل يوم الجمعة الماضي عن متحدث باسم الخارجية السويدية تحذيره من أن قضية إعادتهم للوطن تمثل "تحدياً كبيراً"، لأن 3 من الأطفال السبعة وُلدوا في سوريا، وليس في السويد، وأن وضع مواطنتهم ليس واضحاً.
وأكد المتحدث أنهم يحللون وضع الأطفال في المنطقة، ويمكنه أن يعلن بأن الوضع معقد من الجانبين القانوني والأمني.
المفارقة أن سكرامو حصل على معونات الأطفال من السويد وهو يحارب في الرقة!
وكانت جدة الأطفال (والدة الأم أماندا) قد التحقت بالتنظيم الإرهابي أيضاً، إلا أنها عادت إلى السويد. وتزعم الآن أنها نادمة على الذهاب إلى هناك، وأنه تم منع وصول أخبار فظائع "داعش" إليها.
وكانت صحيفة محلية سويدية قد كشفت في نهاية عام 2016، أن سكرامو والد الأطفال، حصل نتيجة تباطؤ السلطات في التعامل مع وضعه، على معونات أطفال بقيمة تعادل 5425 دولاراً، فيما كان يعيش في الرقة.
ونقل موقع "لوكال" الأوروبي عن صحيفة (GT) أن الأمر استغرق 8 أشهر حتى قطعت وكالة الضمان الاجتماعي السويدية معونات البطالة والسكن عن العائلة.