يقترب القتال في ليبيا من العاصمة طرابلس، ما يزيد من خطر حدوث انقطاعات جديدة في إمدادات النفط من ليبيا، البلد العضو بمنظمة أوبك. إذ ينقل أمير الحرب خليفة حفتر قواته التي يطلق عليها اسم "الجيش الوطني الليبي"، غرباً إلى طرابلس مقر الحكومة المنافسة المدعومة من الأمم المتحدة والمعترف بها دولياً.
وكان إنتاج النفط قد ارتفع في الشهور الأخيرة مع استتباب سلام هش، لكنَّ المعارك الأخيرة تمثل تذكيراً بأنَّ تدفقات النفط الخام لا يمكن استمرارها بانتظام دون حل سياسي لهذا الصراع المستمر منذ 8 سنوات.
1- ما الذي يحدث في طرابلس؟
يرسل حفر، الذي عزز سيطرته على الشرق واجتاح الجنوب في شهر يناير/كانون الثاني، قوات إلى الغرب لـ "تطهيره ممن يسميهم المتطرفين". ولا تزال الاشتباكات مستمرة في ضواحي العاصمة، بما في ذلك الضربات الجوية، على الرغم من نداءات القوى العالمية لوقف هذا الهجوم.
2- ألم تكن البلاد في طريقها لتتوحد؟
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في 31 مارس/آذار إنَّ الجانبين يقتربان من تشكيل حكومة انتقالية موحدة. لكنَّ جهود الوساطة هذه في طور التعثر، وتهدد هذه المواجهة العسكرية بمزيد من الفوضى في هذا البلد المقسم. ذلك أنَّ لكل من طرابلس وجارتها مصراتة قواتها الخاصة ثقيلة التسلح، لذا فمن المرجح أنَّ أي مواجهة مع حفتر سوف تؤدي إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
3- هل يمكن أن يستولي حفتر على العاصمة؟
تقول صحيفة The Washington Post الأمريكية إن هذا الكلام سابق لأوانه. ذلك أنَّ مقاومة حفتر عميقة الجذور في طرابلس، ويستقر معظم سكان ليبيا حول العاصمة. وتعد قوات حفتر الضعيفة أفضل تنظيماً من منافسيها وقد استولت على الجنوب بسهولة، بما في ذلك أكبر حقول النفط، حقل الشرارة، من خلال المفاوضات لا القتال.
ومع ذلك، فإنَّ تحرك حفتر إلى الغرب أثار رد فعل حاداً من طرابلس. وقال محمد دروازة، المدير بشركة Medley Global Advisor للأبحاث والتحليلات: "من المبكر في الوقت الراهن الوصول إلى أي استنتاجات نهائية، وفي النهاية قد يستمر القتال لأسابيع".
4- هل سيؤثر ذلك على صادرات النفط؟
ليس في الحال. ذلك أنَّ معظم حقول النفط وموانئ التصدير الرئيسية بعيدة عن الاشتباكات، لكنَّ التاريخ يُظهر أنَّ القتال في أي مكان في ليبيا من الممكن أن يتسبب في تقلبات كبيرة للغاية في الإنتاج. ففي شهر يونيو/حزيران علقت شحنات النفط الخام الليبي لأسابيع بعد استيلاء حفتر على ميناءين نفطيين وتحويل مسؤولية الإشراف عليهما إلى مؤسسة للنفط موازية في شرق ليبيا.
وكذا فقد انخفضت الصادرات بمقدار 800 ألف برميل يومياً، وخسرت ليبيا حوالي مليار دولار قبل إعادة الميناءين إلى المؤسسة الوطنية للنفط التي تتخذ من طرابلس مقراً لها.
وقال دروازة: "عمليات (إنتاج وتصدير) النفط طبيعية إلى حد كبير لكنَّ أي قتال مستمر من شأنه إعادة ليبيا سريعاً إلى (معدل إنتاج) أقل من مليون برميل يومياً".
5- هل ثمة منشآت نفطية في غرب ليبيا مُعرضة للخطر؟
سوف يتسبب أي اضطراب في ميناء الزاوية، وهو ميناء التصدير الأساسية لحقل الشرارة، في إغلاق جزئي أو كلي لهذا الحقل الذي تبلغ طاقته 300 ألف برميل يومياً.
ومن المقرر أن يصل معدل تحميل النفط في ميناء الزاوية إلى 6 ملايين برميل من النفط الخام في شهر أبريل/نيسان. وفي حال استولى حفتر على الميناء النفطي، فسوف يسيطر فعلياً على صناعة النفط في ليبيا.
6- هل يهم إذا حكم حفتر طرابلس؟
بعد حرب طاحنة استمرت عامين في الشرق وحملة سريعة في الجنوب فإنَّ حفتر الآن يسيطر على أكثر من مليون برميل يومياً من إنتاج النفط، الذي يُعتبر مصدر معظم دخل البلاد، وله أقوى قوة عسكرية في البلاد.
وعلى الرغم من أنه مدعوم من روسيا والإمارات وفرنسا ومصر، فحتى داعموه الأجانب عبروا علناً عن قلقهم إزاء هذه الجولة الأخيرة من العنف التي أعلنها على طرابلس.