هل تساءلتَ أو تساءلتِ يوماً عن نوعك المفضّل من الشريك الرومانسي من الجنس الآخر؟ وإذا كان بالفعل لديكم نوع تفضلونه دون آخر، هل تساءلتم عن سبب تفضيلكم لهذا النوع؟
ونقصد هنا بالنوع شكل الشريك الظاهري واختلافه عن بقية الأشخاص، مثلاً هناك مَن يفضِّل العيون الزرق أو الخضر، أو هناك من يفضل الشعر المجعّد عن الأملس، كما أن هناك من يفضّل أصحاب البشرة السوداء عن البيضاء، والعكس صحيح.
دراسة تُظهر سر اختيار شكل الشريك الرومانسي
وفق موقع Psychology Today الأمريكي، فإن العلماء يسعون لتحديد ما إذا كان الأشخاص يُظهرون تفضيلهم لـ "نوع" معين من الشركاء الرومانسيين بصورة مستمرة.
إليك تمريناً سريعاً وممتعاً، فكِّر في جميع شركاء حياتك الرومانسيين السابقين، واكتب ألوان شعرهم وعيونهم.
ثم، دوِّن لون شعرك، ولون عينيك، ولون شعر أحد والديك من الجنس الآخر، ولون العين. هل يمكنك رؤية أي نمط؟
هذا بالضبط ما طلبته مجموعة من الباحثين من جمهورية التشيك من 1048 مشاركاً، للتفكير في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Evolution and Human Behavior.
وعلى وجه التحديد، سعى العلماء إلى تحديد ما إذا كان الأشخاص يظهرون تفضيلهم لـ "نوع" معين من الشركاء الرومانسين بصورة مستمرة، ومن أين يمكن أن يكون مصدر تفضيلهم لهذا "الشكل".
النتائج التي تم التوصل إليها
يختار الناس شركاء رومانسيين لديهم لون شعر ولون عين مُعينان باستمرار. وهذا يشير إلى أن الناس لديهم "أشكال" ثابتة من الأشخاص.
علاوة على ذلك، ظهر هذا النمط في العلاقات القصيرة وطويلة الأجل، على الرغم من أنَّ نسبة حدوث هذا كانت أقوى في العلاقات طويلة الأجل.
كان هناك ارتباط بين لون عين الشريك الرومانسي ولون عين أحد الوالدين من الجنس الآخر. ومع ذلك، كان الارتباط أقوى عندما كان الوالدان لديهما نفس لون العين.
لم يكن لون عين الشخص بمثابة تنبؤ للون عين شريكه.
لم يكن لون شعر الوالدين أو لون شعر الشخص تنبؤاً بلون شعر الشريك الرومانسي.
وراثة أم بحث عن شخص يشبهنا؟
هذه النتائج مهمة لعدة أسباب، على سبيل المثال، توصلت الأبحاث السابقة إلى تفسيرين محتملين للسبب وراء احتمالية أن يكون لدى الأشخاص تفضيلات مُعينة مستقرة للحبيب، أو "أشكال" معينة.
والأول هو تأثير يشبه التطبع، يصف الباحثون هذا بأنَّه عملية "يأخذ فيها الأفراد خصائص معينة من والديهم، ويستخدمون فيما بعد هذه الخصائص المتعلقة بالوالدين كقالب لاختيار شركائهم الرومانسيين".
والعملية الثانية التي أثبتت أنها تؤثر على تفضيل الشريك هي التماثل (أي تشابه الذات).
يميل الناس إلى الانجذاب نحو شركاء يُشبهونهم، على سبيل المثال، لديهم نفس لون الشعر أو لون العين.
ونظراً لأنَّ لون عين الوالدين يمكن أن يتنبأ بما يفضله الشخص في شريكه، بينما لون عين الشخص ليس كذلك، فإنَّ البحث الحالي يُشير إلى أنَّ التطبع هو المحرك الأقوى لتفضيل الشريك.
وكتب الباحثون أنَّ نتائجنا تُشير بالتالي إلى أنَّ تفضيلات لون العين تتحدد من خلال التأثير الذي يُشبه التطبع أكثر من التماثل، وأنَّ هذه التفضيلات تظل ثابتة مع مرور الوقت.
هذه النتائج تدعم بشكل غير مباشر أيضاً افتراض ثبات هذا التأثير الشبيه بالتطبع في البشر، لأنَّ الناس يختارون شركاء لديهم نفس لون عين أحد الوالدين من الجنس الآخر باستمرار.
والأهم من ذلك، قد يؤدي هذا البحث إلى بعض التبصر الذاتي غير المتوقع. إذا كنت غير متأكد من شريكك انظر إلى ملامح وجه والديك.
وإذا كنت تريد أن تفهم ماذا يمكن أن يكون شكل شريكك المحتمل، فقد يكون من الأفضل أن تخرج في موعد مع والديك.