"الحرب على المخدرات" مصطلح أمريكي أطلقه الرئيس ريتشارد نيكسون في مؤتمر صحفي عقده يوم 18 يونيو/حزيران 1971، أي منذ نحو نصف قرن، فما هي قصة تلك الحرب؟ وماذا كانت نتائجها؟ وهل انتهت أم لا تزال مستمرة؟ وما هو دور المخابرات المركزية الأمريكية (السي آي إيه) في تلك الحرب؟ هذا التقرير يغوص في القصة من شقِّها التاريخي، ويرصد أبرز محطاتها، وأهم رجالاتها، وملخَّص لنتائجها.
كيف بدأت القصة؟
رغم أن تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة كان منتشراً في الولايات المتحدة منذ نشأتها تقريبا، إلا أنه مع تطور أنواع المخدرات وظهور أضرارها المميتة، بدأت المطالبات بالتصدي لها، وتعتبر البداية في ظهور مصطلح الحرب على المخدرات في أواخر ستينات وبداية سبعينات القرن الماضي، في عهد نيكسون، فهو أول مَن أطلق المصطلح بشكل رسمي في مؤتمر صحفي، أعلن خلاله أن المخدرات هي "عدو الشعب رقم واحد" بالنسبة للإدارة الأمريكية.
واتخذ نيكسون عدة إجراءات في هذا الشأن، منها زيادة تمويل أجهزة مكافحة المخدرات الفيدرالية بشكل كبير، وفرض عقوبة السجن الإجباري في جرائم المخدرات.
وفي عام 1973 أنشأ نيكسون إدارة مكافحة المخدرات، والتي تولت إدارة تلك الحرب، وأخذتها خارج حدود الولايات المتحدة إلى أمريكا اللاتينية؛ حيث معامل الإنتاج وخطوط التصدير.
نبدأ القصة بسرد تاريخي مختصر لأبرز المحطات والمدن، وطرق التهريب، وأشهر الكارتلات ورجالاتها.
كولومبيا أرض المعركة
طبقاً لتقارير إدارة مكافحة المخدرات وغيرها من تقارير المنظمات الدولية في هذا الشأن، كانت كولومبيا هي المصدر الرئيسي للمخدرات ليس فقط في أمريكا ولكن حول العالم، حيث كانت أكثر من 90% من المخدرات في الأسواق الأمريكية مصدرها كولومبيا، فكان من الطبيعي أن تتجه أنظار الإدارة الأمريكية إلى المصدر لمكافحة المشكلة.
وكانت مدينة مديين في كولومبيا هي أكثر بقعة تنتج وتصدر المخدرات إلى شواطئ كاليفورنيا، فكانت المواجهة من هناك.
وفي عام 1975، قامت عصابات المخدرات في مديين بقتل 40 شخصاً في يومين بعد أن قامت الشرطة بضبط 600 كجم من الكوكايين في أول عملية ضبط ضخمة من نوعها.
شهدت الفترة من 1975 وحتى 1981 تناقضات كثيرة، حيث زاد التعاون بين إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية والحكومة الكولومبية، وتم توقيع اتفاقية ترحيل تجار المخدرات ليحاكَموا ويقضوا عقوباتهم في السجون الأمريكية، وأدى ذلك لعمليات كثيرة ومتلاحقة تم خلالها ضبط كميات ضخمة من المخدرات وخصوصا الكوكايين وأعداداً كبيرة من رجال عصابات الاتجار والتهريب.
لكن في الوقت نفسه، شهدت عمليات زراعة وتصنيع وتهريب المخدرات في مديين وكالي وغيرها من المدن الكولومبية نمواً وتنظيماً غير مسبوقين.
وفي عام 1981 قام أحد أشهر بارونات المخدرات في كولومبيا والعالم بابلو إسكوبار بتوحيد ودمج عصابات المخدرات في مديين وأسس كارتل مديين (والكارتل كلمة تعني منظمة مسؤولة عن الإشراف على ما يرتبط بتجارة المخدرات من زراعة ومعامل تصنيع وتغليف وتهريب وغسيل الأموال الطائلة الناتجة عن تلك التجارة عن طريق إدخال تلك الأموال في مشاريع قانونية).
وبدأ كارتل مديين في تهريب أطنان من الكوكايين إلى ميامي عبر البحر الكاريبي
وفي عام 1982 فاز إسكوبار بمقعد في الكونغرس الكولومبي تتويجاً لصورة "روبين هود" التي نجح في وضع نفسه فيها، من خلال بناء البيوت لفقراء مديين وبناء مدارس ومستشفيات وغيرها من المشاريع الخدمية، لكن بقاءه كعضو في البرلمان لم يدم طويلاً.
وفي عام 1984 قامت عصابات المخدرات باغتيال وزير العدل الكولومبي وتمت إدانة إسكوبار فهرب إلى بنما. في ذلك العام اكتشف رجال إدارة مكافحة المخدرات والشرطة الكولومبية واحداً من أكبر معامل إنتاج المخدرات داخل الغابات في مديين.
(تريلير مسلسل ناركوس من إنتاج نتفليكس المبني على أحداث حقيقية – الجزء الأول البداية وصعود بابلو إسكوبار)
وفي 1985، بعد نجاح قوات الأمن الأمريكية في كشف وتدمير أسطول القوارب والغواصات المستخدم في التهريب عبر الكاريبي، تحولت مسارات التهريب إلى المسار البري عبر المكسيك.
وكان الأب الروحي للمسار البري لتهريب المخدرات هو المكسيكي ميغيل أنخيل فيليكس غاياردو الذي تولى توصيل البضاعة من كولومبيا إلى الولايات المتحدة.
وفي عام 1989، ألقت الشرطة المكسيكية وإدارة مكافحة المخدرات القبض على غاياردو، فتولى أولاد أخيه بنيامين ورامون وفيليكس إدارة أعماله وانتقلوا لمدينة تيخوانا قرب الحدود الأمريكية وواصلوا تهريب أطنان الكوكايين إلى سوق كاليفورنيا المربحة.
وفي عام 1993 تمكنت الشرطة الكولومبية بمساعدة الولايات المتحدة من تعقب وقتل إسكوبار، مما أدى لتفكيك كارتيل مديين فحل محله كارتيل كالي.
(تريلير مسلسل ناركوس من إنتاج نتفليكس المبني على أحداث حقيقية – الجزء الثاني نهاية كارتل مديين بمقتل إسكوبار)
لم يستمر كارتيل كالي طويلاً، حيث تم تفكيكه هو الآخر عام 1996، ولكن في المكسيك تم تشكيل كارتيل آخر مخيف هو كارتيل الخليج بقيادة أوزيل غارديناس الذي جند عدداً كبيراً من قوات العمليات الخاصة المكسيكية وأسس جناحاً عسكرياً للكارتيل سماه زيزستاس.
(تريلير مسلسل ناركوس من إنتاج نتفليكس المبني على أحداث حقيقية – الجزء الثالث نهاية كارتل كالي)
وفي عام 2000، أعطى الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لكولومبيا مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار بموجب "خطة كولومبيا" التي هدفت إلى تجفيف منابع المخدرات هناك.
وفي عام 2001، نجح واحد من أخطر تجار المخدرات في المكسيك وهو خواكين جوزمان الملقب بالقصير في الهروب من السجن ليشكل تحالفاً من تجار المخدرات ويسيطر على التهريب في المكسيك انطلاقاً من سينالوا.
وشهد عام 2002 نهاية كارتيل تيخوانا بعد أن قتلت الشرطة المكسيكية رامون فيليكس وقبضت على أخيه بنيامين.
وبين عامَي 2004 و2005، ارتفع مستوى العنف المرتبط بمحاولات جوزمان القصير السيطرة على باقي العصابات في المكسيك وفي تكساس الأمريكية، فقام الرئيس المكسيكي.
فيليب كالديرون بإرسال عشرات الآلاف من الجنود عام 2006، في أنحاء المكسيك لوضع حد لذلك العنف.
وفي عام 2007، قامت المكسيك بترحيل أحد أباطرة التهريب كارديناس إلى الولايات المتحدة بعد ضبط 23 طناً من الكوكايين في عملية واحدة (ضبطية تاريخية)، ومنح بوش 1.4 مليار دولار للمكسيك ودول أمريكا اللاتينية لمكافحة المخدرات، لكن العنف والتهريب لم يتراجعا.
وشهد عام 2008 القبض على المئات من عصابات التهريب في المكسيك وكشف معظم طرق ودروب التهريب، ولكن ذلك أدى لارتفاع وتيرة العنف بصورة دموية غير مسبوقة وقتل نحو 6 آلاف شخص في أنحاء المكسيك في عمليات انتقامية بين رجال العصابات بعضهم البعض، وأيضاً استهداف رجال المكافحة.
وفي عام 2009 وضعت مجلة فوربس اسم جوزمان القصير ضمن قائمة أغنياء العالم، بينما نجحت القوات الخاصة المكسيكية في قتل بارون آخر من بارونات التهريب يدعى بلتران ليفيا زعيم كارتيل ليفيا.
هل نجحت حرب أمريكا على المخدرات؟
الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تكون بنعم، فالقوة العظمى الأبرز في العالم التي تمتلك أكثر الأسلحة فتكاً وأقوى الجيوش والنفوذ السياسي وفوق ذلك كله الإرادة للقضاء على المخدرات يستحيل أن تفشل، صحيح؟
دعونا إذن نستعرض بشكل سريع كيف تطورت أنواع المخدرات واستخدامها منذ إعلان الحرب وحتى اليوم، لنقف على ما تم إنجازه في نحو نصف قرن في ذلك الملف.
بحسب التقارير الصادرة بشأن انتشار واستخدام المخدرات في الولايات المتحدة الأمريكية، نلاحظ أنه في منتصف التسعينيات وصلت النسبة المئوية بين طلاب المدارس الإعدادية والثانوية الذين تناولوا المخدرات ولو لمرة واحدة إلى أكثر من 43% وهي نسبة مخيفة بالطبع، وكان ذلك بالتحديد عام 1997. وبحسب تقرير آخر لمعهد جالوب في ذات الشأن وصلت النسبة لـ47% عام 1999!
أي أنه بعد أكثر من ربع قرن من "شن الحرب واعتبار المخدرات عدو الشعب رقم 1″، ظهرت هذه النسب المزعجة للغاية، فماذا كانت تلك النسبة إذن قبل شن تلك الحرب!
الإجابة طبقاً للمعلومات التي رصدها جالوب في فترة السينيات، التي من المفترض أن يكون فيها انتشار المخدرات وصل لمستويات مخيفة استدعت شن تلك الحرب، نجد أن نسبة من تناولوا مخدر الماريغوانا كانت في حدود 4% فقط بين الكبار وكانت تلك النسبة أقل بين طلاب المدارس الثانوية.
فلماذا فشلت الحرب على المخدرات في حل المشكلة؟
بحسب تقرير لمعهد جالوب "هناك عدة أسباب ربما تكون أدت لذلك الفشل، أبرزها البرامج الحكومية غير الناجحة في مكافحة المخدرات والتمويل غير الكافي لقوات المكافحة، إضافة للمحتوى الإعلامي غير المسؤول، ولكن جزءاً من المشكلة نفسها يرجع إلى عدم كفاءة برامج منع وصول المخدرات لأكبر سوق مستهلك لها في العالم وهي الولايات المتحدة".
ونتوقف عند النقطة الأخيرة وهي "عدم كفاءة برامج منع وصول المخدرات للأسواق الأمريكية" في محاولة لاكتشاف السبب.
فتش عن السي آي إيه!
حتى يمكننا ربط خيوط القصة ببعضها البعض كي نصل لتصور واضح نفهم منه أسباب ذلك الفشل الذريع في "الحرب على المخدرات"، لابد أن نستعرض سريعاً الأوضاع السياسية داخل الولايات المتحدة وحول العالم في تلك الفترة التي كانت فيها الحرب الباردة بين المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الرأسمالي بقيادة أمريكا هي المحرك والأساس الأول لكل ما يحدث داخل مؤسسات الإدارة الأمريكية.
ولكي ندخل في صلب القصة مباشرة نتوقف عند أحد أشهر الفضائح في السياسة الأمريكية في عهد رونالد ريغان في الثمانينيات وهي "إيران-كونترا جيت".
جماعات "الكونترا" هي ميليشيات مسلحة كانت تدعمها واشنطن في مواجهة حكومة الساندنيستا الشيوعية في نيكاراغوا، في فترة شهدت أحداث عنف راح ضحيتها الآلاف وكانت دول أمريكا الوسطى والجنوبية أحد مسارح الحرب الباردة.
وقد ارتكبت ميلشيات الكونترا أثناء حربها ضد حكومة نيكاراغوا مخالفات صارخة لحقوق الإنسان واستهدفت المدنيين في مناسبات عديدة لكن إدارة ريغان كانت لا تلتفت لتلك المخالفات أو تقلل من شأنها، فالهدف الأوحد هو هزيمة الشيوعيين بأي ثمن، بل إن الإدارة قامت بحملات سميت "الدعاية البيضاء" لكسب تعاطف الرأي العام مع الكونترا. ولكن الكونغرس اتخذ قراراً بمنع المساعدات عن ميليشيات الكونترا بعد أن أصبحت جرائمها عصية على التبرير.
إدارة ريغان واصلت رغم ذلك دعم الميليشيات، وهنا تأتي النقطة المهمة المرتبطة بالحرب على المخدرات والتي كانت وقتها إدارة مكافحة المخدرات تشنها في كولومبيا، حيث المصدر الرئيسي للزراعة والإنتاج وباقي دول أمريكا اللاتينية حيث مسارات التهريب.
مانويل نورييغا رجل بنما القوي
هنا أتى دور واحد من أبرز الأسماء التي ارتبطت بالحرب على المخدرات وهو الجنرال مانويل نورييغا رجل بنما القوي وأحد أهم عملاء السي آي إيه في تلك الفترة.
منذ بداية السبعينيات كانت سلطات مكافحة المخدرات الأمريكية على علم تام بأنشطة نورييغا في تهريب المخدرات وغسيل الأموال الناتجة عن تلك التجارة، ولكن ذلك لم يمنع السي آي إيه من استخدامه لمد ميليشيات الكونترا بالسلاح فيما عرف باسم "السلاح مقابل المخدرات" وتم توفير الطائرات والطيارين والملاذ الآمن لمسؤولي كارتيلات المخدرات وكانت القواعد العسكرية التابعة للسي آي إيه هي نقاط انطلاق وهبوط لتلك الشحنات التي كانت تصل للأسواق الأمريكية في كاليفورنيا ولويزيانا وتكساس.
المثير للسخرية في هذه النقطة هو خطابات التكريم والمديح التي كانت تكيلها إدارة مكافحة المخدرات ومدير السي آي إيه وقتها ويليام وبستر لنورييغا تقديراً لجهوده في مكافحة المخدرات! نورييغا كان يستهدف تجار المخدرات المنافسين للمورد الرئيسي له وهو كارتل مديين الخاص ببابلو أسكوبار حليف نورييغا وبالتالي كان نورييغا لا يحارب تجارة المخدرات ولكنه يبعد المنافسين ليخلو له الجو مع أسكوبار!
لماذا إذن انقلبت واشنطن على نورييغا وقامت بغزو بنما في ديسمبر 1989؟
لأن السي آي إيه اكتشفت أن نورييغا كان يمد النظام الكوبي والسانديستا في نيكاراغوا بالمعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي، أي أنه كان عميلاً مزدوجاً، ومن الأمور اللافتة هنا أن تهريب المخدرات عبر بنما زاد بصورة ملحوظة بعد الغزو الأمريكي.
لكن ما هو دور إيران في هذه القصة؟
في ذلك الوقت كانت إيران تخوض حرباً ضد العراق وكانت تتعرض للعقوبات الأمريكية وحظر توريد السلاح لها. تم اكتشاف شحنة أسلحة أمريكية في طريقها لطهران ما أدى للتحقيق الذي كشف أن شحنات الأسلحة كانت من أموال المخدرات بإشراف السي آي إيه!
من المهم هنا أن نسترجع الكلمات الحماسية التي أعلنها ريغان بشأن الحرب على المخدرات، لنرى التناقض الصارخ بين ما يقال وما يتم على الأرض فعلياً: "المخدرات سيئة وسوف لن نتوقف عن مطاردتها، لقد ألقينا راية الاستسلام ورفعنا راية المعركة وسوف ننتصر في الحرب على المخدرات".
المخدرات كانت أحد أسلحة السي آي إيه في مواجهة المد الشيوعي
دليل آخر على ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية يكمن في مصطلح "إرهاب المخدرات" – أحد مخرجات إدارة ريغان كذلك – والمقصود به كانت كوبا ونيكاراغوا حيث النظامان الشيوعيان، حيث روجت الإدارة الأمريكية وقتها أن كوبا ونيكاراغوا تهربان المخدرات إلى الأراضي الأمريكية كي تضعف الشعب الأمريكي وتستخدمان أرباح تلك السموم لنشر الفكر الماركسي الشيوعي في المجتمعات الغربية.
بالطبع لم تكن هناك أدلة على مثل هذا الطرح التآمري، ولكن الأدلة التي تكشفت فيما بعد سواء من تحقيقات الكونغرس الأمريكي ذاته أو وسائل الإعلام أوضحت أن تجارة وتهريب المخدرات كانت أحد الأسلحة التي استخدمتها السي آي إيه في مواجهة المد الشيوعي في أمريكا اللاتينية مما أدى لزعزعة استقرار تلك الدول ومنع فرص التنمية الحقيقية فيها إلى جانب ارتفاع معدلات العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
وتأتي في هذا السياق شهادة دينيس دايل، مدير سابق لوحدة العمليات الخاصة في إدارة مكافحة المخدرات، الذي علق مؤخراً على تاريخ السي آي إيه في تهريب المخدرات بقوله: "على مدى 30 عاماً من عملي في إدارة مكافحة المخدرات والهيئات الأخرى المرتبطة بها، اتضح أن معظم الأسماك الكبيرة في تحقيقاتي كانوا يعملون لدى السي آي إيه.
في نفس الإطار، التحقيق الذي استمر 3 سنوات في فضيحة إيران-كونترا، انتهى دون توجيه اتهام مباشر لريغان، لكن جاء في ملخصه: "فشل المسؤولون الأمريكيون العاملون في أمريكا الوسطى في التصدي لقضية المخدرات بسبب خشيتهم المخاطرة بإضعاف الحرب ضد نيكاراغوا.. وفي كل قضية كانت على الأقل هناك هيئة أمريكية واحدة على علم بتورط الهيئة الأخرى سواء أثناء العملية أو بعدها مباشرة.. ولم يكن كبار المسؤولين بمعزل عن معرفة أن أموال المخدرات وفرت الحل الأمثل لتمويل ميليشيات الكونترا."