بدأ ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات استعداداتهم لـ "يوم الأرض" الذي يتم إحياؤه سنوياً، في 30 مارس/آذار، وسط حالة من الترقب، في وقت حشدت فيه إسرائيل قواتها على الحدود، تحسباً لمسيرات مليونية.
وكانت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار" (مؤلفة من الفصائل الفلسطينية)، قد دعت في بيان، إلى إضراب عام في الأراضي الفلسطينية، ومشاركة واسعة بمسيرات "مليونية الأرض والعودة"، قرب الحدود الشرقية لغزة.
حشود فلسطينية بدأت بالتدفق إلى الحدود
وبدأ مئات الفلسطينيين، صباح السبت، التوجّه إلى المناطق الحدودية شرقي غزة، للمشاركة في مسيرة "مليونية الأرض والعودة".
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وردَّدوا هتافات تطالب برفع الحصار عن القطاع، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، ورحيل الاحتلال.
ومع بداية المسيرات، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن شاباً فلسطينياً قُتل، السبت 30 مارس/آذار 2019، بنيران القوات الإسرائيلية، قرب الحدود بين غزة وإسرائيل.
وتتزامن الاحتجاجات مع إعلان مسؤولين من الفصائل الفلسطينية التوصل إلى تفاهمات جديدة مع إسرائيل، عبر الوساطة المصرية، للمحافظة على الهدوء على السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.
إسرائيل تحشد قواتها على الحدود وتنشر القناصة
بدورها، حشدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المدرعات على طول الحدود، ووضعت عشرات القناصة على أهبة الاستعداد.
وتأتي المسيرات قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الإسرائيلية، وبعد أيام قليلة من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وحماس، في تصعيد أثارَ مخاوفَ من وقوع حرب رابعة بين الطرفين.
وزارة الداخلية الفلسطينية تنشر 8 آلاف عنصر أمن في غزة
على الجانب الفلسطيني، نشرت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة 8 آلاف عنصر أمن في محافظات القطاع والطرق المؤدية إلى المناطق الحدودية لتأمين فعاليات مسيرات "مليونية الأرض والعودة".
وأضافت أن "نشر هذه العناصر يأتي في إطار مساندة جماهير شعبنا في إحياء فعاليات مليونية الأرض والعودة".
الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة يصادف يوم الأرض
وما قد يزيد من توتر الأوضاع، في غزة، يصادف اليوم الذكرى الأولى لانطلاق مسيرات "العودة وكسر الحصار" قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن القطاع.
ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين، وإصابة آلاف.
ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم أو غادروا لدى قيام دولة إسرائيل في 1948.
ويعيش مليونا فلسطينيٍّ في القطاع الفقير الذي تحاصره إسرائيل، بينما تغلق مصر في كثير من الأحيان معبرَ رفح الحدودي مع غزة.
ويعود "يوم الأرض" إلى عام 1976، عندما قُتل ستة فلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية، خلال تظاهرات خرجت احتجاجاً على مصادرة أراضٍ.
كما دعت هيئة "مسيرات العودة" إلى إضراب شامل السبت 30 مارس/آذار.