فهمناها بشكل خاطئ.. فماذا تعني لوحة «الصرخة» لإدفارت مونك، وهل ستستغلها بريطانيا لأسباب سياسية؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/23 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/23 الساعة 09:06 بتوقيت غرينتش
لوحة الصرخة للرسام إدفارت مونك

تُعَدُّ لوحة الصرخة للرسام إدفارت مونك من أشهر الصور في تاريخ الفن لدرجة أن لها رموز تعبيرية خاصة بها، وفي حال ظننت أن العمل الفني يُظهر شخصيةً تصرخ

فمن الواضح أنك أسأت فهم عمل مونك على الأغلب.

إذ كان مونك يسترجع إحدى ذكرياته الشخصية عن مشهد غروبٍ رائعٍ بمدينة أوسلو في لوحة الصرخة

حيث تلوَّنت السماء والغيوم بلونٍ أحمرٍ دراماتيكي وفقاً لما أفادت به جوليا بارتروم، القائمة على المعرض المُقبل المُكرَّس لأعمال الفنان داخل المتحف البريطاني بلندن.

وقالت جوليا وفق موقع CNN إن اللوحة "تُعطي السماء الحمراء بلون الدم تأثيراً يُظهره وكأنه يشعر بقلقٍ شديد.

وهذا العمل الفني يُمثِّل انعكاساً لمزاج مونك الشخصي".

ونقش الرسام الكلمات التالية باللغة الألمانية على نسخة الطبعة الحجرية باللونين الأسود والأبيض: "شعرت بالصراخ العظيم للطبيعة". والشخصية الشبحية تُغطي أُذنيها في الواقع لتصُمَّها عن صرخة الطبيعة.

"لحظات اليأس"

وقالت جوليا إن تموُّج الشخصية هو تمثيلٌ مرئيٌّ لمشاعره، فضلاً عن أن الشرائط السوداء والبيضاء في الخلفية تهتز مثل الشوكة الرنانة.

وأضافت جوليا: "اللوحة لها تأثيرٌ عاطفيٌّ واضح. ويُمكنك أن تربطها بمزاجك الشخصي. يُعاني الجميع من لحظات اليأس تلك"، قائلةً إنه من السهل إساءة تفسير العمل على أنه شخصيةٌ تصرخ.

واستُخدِمَت الصورة في الحملات السياسية على مر السنوات، مثل حملة نزع السلاح النووي، لكن مونك أراد التعبير عن مشاعرَ شخصيةٍ ولم يرغب في أن يتم استخدامها في صورة رسالةٍ عامة.

وتقول جوليا إن مونك كان رجلاً يُحب الخصوصية وخشي طوال حياته من أنه فقد السيطرة على أعماله، رغم أن إعادة طباعة الصور كانت تستغرق وقتاً أطول آنذاك.

ومن السهل ربط تلك الصورة العاطفية بقضيةٍ ما، إذ أوضحت جوليا: "يُمكنك أن تستخدمها بطريقةٍ شخصيةٍ أو سياسية. الصورة موجودةٌ وسيتم استخدامها".

مصادفة بريكسيت

لكن القائمة على المعرض حذَّرت من الربط بين وصول لوحة الصرخة إلى المملكة المتحدة والجدل الدائر حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت).

وقالت: "لم نُخطِّط لإقامة المعرض في هذا الوقت. إنها صدفةٌ بحتة".

بدأ العمل على هذا المعرض قبل خمس سنوات، وسينطلق يوم 11 أبريل/نيسان ويستمر حتى 21 من يوليو/تموز.

ومعرض "إدفارت مونك: حبٌ وقلق Edvard Munch: love and angst" هو مجهودٌ تعاونيٌّ بين المتحف البريطاني ومتحف مونك في أوسلو، وهو المتحف الذي أعار المعرض قرابة 50 لوحةٍ مطبوعةٍ من مجموعته.

والمعرض المقبل سيكون أكبر معرضٍ لأعمال مونك داخل المملكة المتحدة منذ 45 عاماً، وسيضُم المعرض أعمالاً أخرى مثل "مصاص الدماء 2 Vampire II" و"السيدة العذراء Madonna" و"رأساً برأس Head by Head".

علامات:
تحميل المزيد