نخشى الإرهاب أكثر من الاحتباس الحراري مع أنه أخطر.. هكذا تقف عقولنا حائلاً بيننا وبين العمل المناخي

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/16 الساعة 04:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/16 الساعة 04:08 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: People take part in protests ahead of the upcoming G20 summit in Hamburg

نحن نُدرِكُ أن التغيُّر المناخي يحدث الآن. ونعلم أيضاً أنه يحدث نتيجة زيادة انبعاثات الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية مثل انحلال التربة وحرق الوقود الأحفوري. ونحن نُدرِكُ كذلك خطورة الأمر.

وأظهر تقريرٌ نشره خبراء المناخ العالميون مؤخراً أنه من المتوقع أن نصل إلى زيادةٍ بمقدار 1.5 درجة مئوية عن مُعدَّل الاحترار العالمي في غضون 11 عاماً فقط.

وحينها يُتوَقَّع "زيادة المخاطر على الصحة وسبل المعيشة والأمن الغذائي وإمدادات المياه والأمن البشري والتنمية الاقتصادية".

ووجد أولئك الخبراء أيضاً أن ارتفاع درجات الحرارة غيَّر الأنظمة الطبيعية والبشرية من جذورها، مما أدَّى إلى مناخٍ أكثر تشدُّداً وذوبان القمم الجليدية القُطبية وارتفاع منسوب مياه البحر والجفاف والفيضانات وفقدان التنوع الحيوي.

لكن تلك المعلومات لم تَكُن كافيةً لتعديل سلوكياتنا بما يكفي لوقف التغيُّر المناخي.

وتطوُّرنا الشخصي هو أحد الأسباب الرئيسية لذلك. إذ أن السلوكيات التي ساعدتنا على النجاة في وقتٍ من الأوقات، أصبحت تعمل ضدنا اليوم.

لكن من الضروري أن نتذكَّر أمراً واحداً: لم يتطوَّر أي نوعٍ آخر من الكائنات لدرجةٍ تُمكِّنه من خلق مُشكلةٍ بهذا الحجم، لكن الأنواع الأخرى أيضاً لم تتطوَّر لدرجةٍ امتلكت معها القدرة الرهيبة على حل مشكلةٍ بهذا الحجم.

في ورقة أعدها الدكتور الأميركي ماثيو ويلبرن كينغ، استشاري دولي وناشط بيئي ورئيس مؤسسة COMMON لشبكة BBC البريطانية، قال إن عدم اتخاذ خطوات حقيقية نحو حل هذه المشكلة يعود لتغير نمط تفكير البشر على مر العصور وتركيزنا على التهديدات المباشرة فقط.

التحيُّزات العقلية: الإنسان يخشى الإرهاب أكثر من المناخ مع أنه أخطر

يقول كينغ:

نحن نفتقر إلى الإرادة الجماعية في التطرُّق لمشكلة التغيُّر المناخي نتيجة الطريقة التي تطوَّرت بها عقولنا على مدار المليوني عامٍ الأخيرة.

أما كونور سيل، عالم النفس السياسي ومدير الأبحاث في مؤسسة One Earth Future -حاضنة البرامج التي تُركِّز على تعزيز السلام على المدى البعيد فيوضح بدوره: "البشر سيئون للغاية في إدراك الاتجاهات الإحصائية والتغيُّرات بعيدة المدى. إذ تطوَّرنا بطريقةٍ تدفعنا للتركيز على التهديدات المباشرة. ونُبالغ في تقدير التهديدات التي يسهل تذكُّرها رغم قلة احتماليتها، مثل الإرهاب. ونميل في الوقت ذاته للتقليل من شأن التهديدات الأكثر تعقيداً مثل التغيُّر المناخي".

وفي المراحل المُبكِّرة من الوجود الإنساني، واجهنا سلسلةً من التحدِّيات اليومية التي هدَّدت بقاءنا وقدرتنا على التكاثر -بدايةً من الحيوانات المفترسة ووصولاً إلى الكوارث الطبيعية.

كثرة المعلومات جعلتنا نركز على الفوري أكثر

وقد تُؤدِّي كثرة المعلومات إلى إرباك عقولنا، مما يدفعنا إلى التقاعس عن العمل أو اتِّخاذ خياراتٍ سيئةٍ تضعنا في طريق الخطر.

ونتيجةً لذلك، تطوَّرت عقولنا لتتمكَّن من تصفية المعلومات بسرعةٍ والتركيز على ما هو ضروريٌ وفوريٌ من أجل بقائنا وتكاثرنا.

وتطوَّرنا أيضاً بطريقةٍ تسمح لنا بتذكُّر التهديدات، لنتجنَّبها مستقبلاً، والفرص، لنستدعي من ذاكرتنا مصادر الطعام والمأوى بسهولة.

وضمنت هذه التطوُّرات الحيوية قدرتنا على التكاثر والبقاء بتوفير الوقت والطاقة على عقولنا حين تتعاطى مع قدرٍ هائلٍ من المعلومات.

ومن هنا ظهر الانحياز المعرفي.. 150 بالتحديد

لكن فائدة تلك الوظائف تناقصت تدريجياً في واقعنا المعاصر وسبَّبت أخطاءً في اتِّخاذ القرارات العقلانية المعروفة باسم "الانحياز المعرفي".

ويقول سيل: "الانحياز المعرفي الذي ضمن بقاءنا في البداية يزيد صعوبة التطرُّق للتحدِّيات المُعقَّدة وبعيدة المدى التي تُهدِّد وُجودنا في الوقت الحالي، مثل التغيُّر المناخي".

وحدَّد علماء النفس أكثر من 150 انحيازاً معرفياً نتشاركها جميعاً كبشر. ويُساعد بعضها في تفسير أسباب افتقارنا للإرادة اللازمة من أجل العمل على التغيُّر المناخي.

  • المبالغة في الحسم: هذا هو تصوُّرنا بأن الحاضر أهم من المستقبل. إذ كان من الأفضل لنا، على مدار غالبية مراحل تطوُّرنا، التركيز على الأشياء التي ستقتلنا أو تأكلنا الآن وليس مستقبلاً.
    ويُعرقِل هذا الانحياز الآن قدرتنا على اتِّخاذ قرارٍ بشأن التطرُّق إلى التحدِّيات التي تبدو بعيدةً وبطيئةً وأكثر تعقيدا.

  •  عدم اكتراثنا بالأجيال المستقبلية: تقترح نظرية التطور أننا نهتم أكثر بأمر بضعة أجيالٍ فقط من أبناء العائلة: بدايةً من أجدادنا الأوائل ووصولاً إلى أحفاد أحفادنا.
    ورغم أننا نُدرِكُ ما علينا فعله من أجل التصدِّي للتغيُّر المناخي، لكننا نرى أن التضحيات اللازمة للأجيال المقبلة الأبعد لا تستحق العناء.

  •  تأثير المتفرج: نميل للاعتقاد بأن شخصاً آخر سيَحُلُّ المشكلة نيابةً عنَّا. وتطوَّرت تلك الظاهرة لسببٍ وجيه: ففي حال شكَّل حيوانٌ برِّيٌ تهديداً لمجتمع الصيد وجمع الثمار الخاصة بنا، سنجد أن تحرُّك كافة أعضاء المجتمع للقضاء عليه هو إهدارٌ للمجهود -فضلاً عن أن ذلك قد يُعرِّض عدداً أكبر من الناس للخطر دون الحاجة لذلك.
    وفي المجتمعات الأصغر، كان الأشخاص المنوط بهم التصدي لهذا النوع من التهديدات معروفون بوضوح، لذا نجح الأمر.
     ولكن في عالمنا المُعاصر، يقودنا ذلك إلى افتراضٍ (خاطئ على الأغلب) بأن زعماءنا سيفعلون شيئاً من أجل التصدِّي لأزمة التغيُّر المناخي.
    وتتناسب قوة هذا الانحياز طردياً مع حجم المجتمع.

  •  مغالطة التكلفة الغارقة: ننحاز للتمسُّك بمسارنا في مواجهة النتائج السلبية.
    وتزداد أرجحية تمسُّكنا بالمسار في ظل زيادة الوقت والطاقة والموارد المستثمرة من أجله -حتى لو بدا أن هذا المسار لم يَعُد الخيار الأمثل.
    ويُفسِّر ذلك، مثلاً، مواصلتنا الاعتماد على الوقود الأحفوري كمصدرٍ أساسيٍ للطاقة في مواجهة عقودٍ من الزمن تُؤكِّد قدرتنا وضرورة التحوُّل إلى الطاقة النظيفة من أجل مستقبلٍ مُحايدٍ كربونياً.

وتطوَّرت تلك الانحيازات المعرفية لأسبابٍ وجيهة، لكنها تُعرقِلُ قدرتنا الحالية على الاستجابة للأزمة التي قد تُمثِّل أكبر أزمةٍ خلقتها البشرية أو اضطُّرت لمواجهتها.

الجانب الإيجابي للتطوُّر.. سفر البشر عبر الزمن

الأخبار الجيدة هي أن تطوُّرنا الحيوي الذي عرقل تصدِّينا لتحدِّي التغيُّر المناخي، سلَّحنا أيضاً بالقدرة على تجاوز ذلك التحدي.

وخير مثالٍ على ذلك هو قدرتنا على "السفر عبر الزمن" عقلياً. إذ نتميَّز عن بقية الحيوانات الأخرى لدرجةٍ تُمكِّننا من استرجاع أحداث الماضي وتوقُّع السيناريوهات المستقبلية.

ويُمكِنُنا تخيُّل وتوقُّع الكثير من النتائج المُعقَّدة وتحديد الأفعال اللازمة في الحاضر من أجل تحقيق النتائج المرجُوَّة مستقبلاً.

ونُبرهن عادةً على قدرتنا الفردية في التعامل مع تلك الخطط.

إذ نستثمر في حسابات التقاعد ونشتري التأمين مثلاً كوسيلةٍ لمواجهة مصالحنا على المدى القريب من أجل المصالح بعيدة المدى.

وللأسف، تنهار قدرتنا على التخطيط الذي يضمن النتائج المستقبلية حين نكون بحاجةٍ إلى عملٍ جماعيٍ على نطاقٍ واسع -كما هو الحال مع تغيُّر المناخ.

ونحن نعلم ما الذي ينبغي علينا فعله حيال التغيُّر المناخي كأفراد. لكن التصدِّي للأمر يتطلَّب عملاً جماعياً على نطاقٍ يتجاوز قدراتنا التطوُّرية.

ويزداد حجم التحدي بزيادة حجم المجتمع، وذلك نتيجةً لتأثير المتفرج.

لكن الأمر مُختلفٌ بالنسبة للمجتمعات الأصغر.

تأثير المتفرج يتضاءل في المجتمعات الصغيرة التي تتحرك أكثر

إذ تطوَّرنا، بوصفنا من الرئيسيات، على العمل التعاوني من أجل الدفاع عن الأرض وحصاد الغذاء والموارد بصورةٍ مستدامةٍ لمجتمعنا، مع ضمان وجود تنوُّعٍ وراثيٍ كافٍ للتناسل.

وأظهرت لنا تجارب علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) أن أي فردٍ قادرٌ على الاحتفاظ بعلاقةٍ مستقرةٍ مع 150 شخصاً آخر، في المتوسط -وهي الظاهرة التي تُعرف باسم "رقم دنبار".

وعند تخطِّي ذلك الرقم، تبدأ العلاقات الاجتماعية في الانهيار، مما يُقوِّض قدرة الفرد على الثقة والاعتماد على أفعال الآخرين من أجل تحقيق الأهداف الجماعية بعيدة المدى.

وتستخدم شركة إكسبوجر لابس Exposure Labs، شركة إنتاج الأفلام التي أنتجت فيلمي Chasing Ice وChasing Coral، أفلامها لتحفيز المجتمعات على التحرُّك محلياً من أجل التصدي للتغيُّر المناخي.

إذ عرضت الشركة فيلماً في ولاية كارولاينا الجنوبية مثلاً، التي تَعُجُّ بالزعماء الذين يُنكرون التغيُّر المناخي، وأسَّس الفيلم لحوارٍ حول القضية ودعا أشخاصاً من مجموعات المصالح المختلفة -مثل صناعات الزراعة وصيد الأسماك والسياحة- للحديث عن تأثير التغيُّر المناخي عليهم بشكلٍ شخصي.

ثم عملت الشركة مع هذه المجموعات الصغيرة من أجل تحديد الإجراءات العملية التي يُمكن اتِّخاذها فوراً على المستوى المحلي لصُنع الفارق -مما ساعد على تكوين الضغط السياسي اللازم لإجبار المُشرِّعين على تمرير قوانينٍ ملائمةٍ محلياً أو على مستوى الولاية.

وحين تُشكِّل المجتمعات المحلية الخطاب الدائر حول المصالح الفردية، يُصبح الناس أقل عرضةً للخضوع لتأثير المتفرج وأكثر ميلاً للتحرُّك.

المقارنة مع الآخرين تحث على التحرك لتحقيق الأهداف

وتعتمد هذه التوجُّهات على استراتيجيتين نفسيتين أخريين أيضاً.

  • الأولى هي أن المجتمعات الصغيرة تنهمك في البحث عن حلولٍ بنفسها، لأنها تَقَع تحت تأثير الوقف: لأننا نميل للإفراط في تقدير الأشياء التي نمتلكها (حتى ولو كانت مجرد فكرة).
  • والثانية هي المقارنة الاجتماعية: إذ نميل لتقييم أنفسنا بالنظر إلى الآخرين. وفي حال كُنَّا مُحاطين بأشخاصٍ في مجتمعنا يتحرَّكون من أجل التصدِّي للتغيُّر المناخي، تزيد احتمالية تحرُّكنا لفعل الشيء نفسه.

 وهذا هو أيضاً الدافع المُحرِّك لبرامج مثل مقارنة استهلاك الطاقة بين منزلٍ وآخر داخل المجتمع.

وتُظهِر الأبحاث أن الأشخاص الذين يُقارنون استهلاكهم للكهرباء بجيرانهم، من خلال البيانات الموجودة على فواتير الكهرباء، تزيد احتمالية تخفيضهم للاستهلاك.

حين تُصاغ التحديات بصورةٍ إيجابيةٍ يتحرك البشر

لكن تأثير التأطير يُعَدُّ واحداً من أقوى الانحيازات المعرفية التي تُؤثِّر على عمليات اتِّخاذ القرار.

إذ يميل الناس إلى تغيير سلوكياتهم حين تُصاغ التحديات بصورةٍ إيجابيةٍ وليست سلبية.

أي أن الطريقة التي نعرض بها قضية التغيُّر المناخي تُؤثِّر على كيفية استجابتنا لها.

إذ يميل الناس للتحرُّك وفقاً لإطارٍ إيجابيٍ ("سيُنقِذُ المستقبل ذو الطاقة النظيفة عدداً x من الأرواح") أكثر من التصريحات السلبية على غرار: ("سننقرض بسبب التغيُّر المناخي").

وتقول سامانثا رايت، المدير الإداري لإكسبوجر لابس: "يعتقد غالبية الناس أن التغيُّر المناخي هو أمرٌ حقيقي، لكنهم يشعرون بالعجز عن التحرَّك حيال عواقبه البعيدة عن أنظارهم. ولتشجيع الناس على التحرُّك، يجب أن نصوغ القضية في إطارٍ مباشرٍ وشخصيٍ بالتركيز عليها محلياً، والإشارة إلى التأثيرات والحلول المحلية: مثل تحويل إحدى المدن إلى الطاقة المُتجدِّدة بنسبة 100%".

كوستاريكا تبدأ بحل المشكلة وحماية أراضيها

وبالمثل، يجب تحفيز التغيُّر السلوكي على المستوى المحلي أيضاً.

وتُعَدُّ كوستاريكا دولةً رائدةً في هذا المجال، إذ فرضت ضريبة كربونٍ مُبتكرةٍ على الوقود عام 1997 حتى يُؤكِّدوا لدافعي الضرائب على الرابط بين استهلاك الوقود ومصالح مجتماعاتهم المحلية.

وخُصِّص جزءٌ من ريع تلك الضرائب لصالح المزارعين ومجتمعات السكان الأصليين من أجل حماية وإعادة تشجير الغابات الاستوائية الكوستاريكية.

وقال كارلوس مانويل رودريغيز، وزير البيئة والطاقة الكوستاريكي، إن نظام كوستاريكا "يُولِّد الآن 33 مليون دولار سنوياً لتلك المجتمعات، وساعد ذلك البلاد أيضاً على عكس اتجاه فقدان الغابات الاستوائية مع تنمية وتحويل الاقتصاد".

وبحلول عام 2018، أصبحت 98% من الكهرباء المستهلكة داخل البلاد تأتي من مصادر الطاقة المُتجدِّدة.

ويقول رودريغيز إن البلاد ستتوغل في ذلك الطريق أكثر، إذ أعلنوا هدفهم أن يُصبحوا دولةً مُحايدةً كربونياً بحلول عام 2050.

وتشمل تلك الجهود أسطولاً من الحافلات التي يعمل 70% منها بالكهرباء بحلول عام 2035 وخفض عدد السيارات المستخدمة في المدن إلى النصف بحلول عام 2040.

ويكمُن السر هنا في الجهود المنظمة على نطاقٍ واسع -وهي جهودٌ تُدركها وتدعمها مئات الجماعات والمجتمعات الصغيرة.

اتفاق باريس للمناخ يعزز هذه السياسات دولياً

ويُؤدِّي اتفاق باريس للمناخ وخطة الاتحاد الأوروبي للحياد الكربوني بحلول عام 2050 الدور نفسه على نطاقٍ أوسع، عن طريق خلق إطار عملٍ مُتعارفٍ عليه بين الدول والمدن والبلدات والقطاع الخاص.

وتقول باتريسيا زوريتا، الرئيسة التنفيذية لجمعية الطيور العالمية -الشراكة العالمية لمنظمات الحفاظ على الطيور: "خطة الاتحاد الأوروبي للحياد الكربوني بحلول عام 2050 هي ما نحتاجه على المستوى الدولي لخلق الزخم والوعي والتحرُّك الكافي، فضلاً عن أنها تضع مثالاً ليحتذي به الآخرون ويُقلِّدوه، وهي النقطة الأهم".

إيقاف الاحتباس الحراري الذي تسببنا به هدف قابل للتحقيق

وتُعَدُّ قدرتنا على الابتكار واحدةً من أكثر سماتنا التطوُّرية إفادة.

إذ استخدمنا تلك المهارة في الماضي لاكتشاف النار واختراع العجلات وزراعة الحقول المُبكِّرة.

ويظهر الأمر جلياً اليوم في ألواح الطاقة الشمسية ومزارع الرياح والمركبات الكهربائية وتسعير الكربون.

وفضلاً عن الابتكار، تطوَّرنا أيضاً لتُصبح لدينا القدرة على التواصل والتكنولوجيا اللازمة لتمرير تلك الابتكارات والسماح للفكرة أو الابتكار بالانتشار خارج نطاق عائلتنا أومدينتنا.

وساعدتنا النتائج التطوُّرية، مثل السفر عبر الزمن عقلياً والسلوك الاجتماعي التعاوني وقدرتنا على الابتكار والتعليم والتعلُّم، دائماً على تأمين بقائنا الشخصي -وستواصل فعل ذلك حتى في مواجهة تحدٍ مُختلفٍ عن التحديات التي واجهتنا في أيام الصيد وجمع الثمار.

لقد تطوَّرنا وأصبحنا نمتلك القدرة على وقف التغيُّر المناخي الذي سبَّبه الإنسان. وعلينا التحرُّك الآن.

تحميل المزيد