لماذا تعتبر الانتخابات الهندية كارثة تهدد البيئة؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/15 الساعة 16:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/30 الساعة 16:58 بتوقيت غرينتش

اعتبر موقع QUARTZ الهندي أن اللافتات التي عُلقت في كل شوارع البلاد تزامناً مع الانتخابات المزمعة قريباً كابوس يهدد البيئة، مشيراً إلى أن الديمقراطية التي تمارَس بلا مبالاة، قد تكون خطيرة.

وقال الموقع الهندي إنه يتعين على المرء فقط أن ينظر إلى اللافتات العملاقة التي تحتفي بإنجازات الحكومة أو تزدري إخفاقاتها، والتي تبرز من كل ركن وزاوية في أنحاء الهند خلال الانتخابات. المشكلة أن أغلبها مصنوع من بلاستيك البولي فينيل كلوريد (PVC)، الذي يعد من أكبر المخاطر الصحية والبيئية.

ومع تحديد موعد إجراء الانتخابات خلال أسابيع قليلة، ستصبح المشكلة أسوأ.

وبالنسبة للانتخابات العامة 2019، اقترحت لجنة الانتخابات الهندية أن تتجنب الأحزاب السياسية كافةً استخدام مادة البولي فينيل كلوريد (PVC)، في حملاتهم الدعائية، بالنظر إلى "التأثير الضار على المدى الطويل لمواد مثل البلاستيك والبولي إيثيلين وغيرها على البيئة".

وللأسف، فإن اقتراح لجنة الانتخابات ليس جزءاً من مدونة قواعد السلوك النموذجية، والذي كان وحده كفيلاً بأن يكون ملزماً للأحزاب السياسية.

وعلى هذا النحو، اصطفت لافتات PVC العملاقة بالفعل خارج المقرات الرئيسية في نيودلهي لحزب بهاراتيا جاناتا الهندي الحاكم، وغريمه حزب المؤتمر الوطني الهندي، وحزب عام آدمي، صاحب السلطة في دلهي.

ومن ثم، يعتبر هذا الموسم فرصة مثالية لشرح وفهم خطورة الوضع.

سامة، ومسرطنة

في الهند، تتم طباعة 90% من الإعلانات الخارجية على بلاستيك (PVC)، وتتم طباعة ما يصل إلى 216.000 طن من اللافتات المرنة من البوليمرات سنوياً، وفقاً لوكالة التصنيف الائتماني ICRA، التابعة لشركة Moody، بحسب الموقع الهندي.

وبين أبريل/نيسان 2017 ومارس/آذار 2018، أنفق حزب بهاراتيا جاناتا وحده 147.10 كرور روبية (21 مليون دولار) على الدعاية الخارجية، وفقاً للمعلومات التي أصدرها بموجب قانون الحق في المعلومات الصادر عام 2018. يشمل ذلك اللوحات الإعلانية والحملات الدعائية المطبوعة على الجدران والسيارات.

ويبلغ نشاط الطباعة ذروته خلال موسم الانتخابات. يقول سانجاي أوبادهياي، محامٍ بالمحكمة العليا وشريك إداري لشركة إنفويرو للدفاع القانوني في دلهي، والمتخصص بقضايا قانون البيئة: "خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الخاصة بعملية الانتخابات، ما يتم استهلاكه من البلاستيك يفوق ما يُستهلك خلال عامين أو 3 أعوام من دون انتخابات".

ويقول أوبادهياي إن ما يفاقم المشكلة هو إعادة تدوير أقل من 1% من بلاستيك (PVC) فقط. وينتهي الحال بمعظم المواد القابلة للاشتعال في مكب النفايات، حيث يطلق البولي فينيل كلوريد مواد كيميائية سامة إلى التربة.

ولكونها مادة مسرطنة معروفة، حرصت حكومات الولايات الهندية على الحد من استخداماتها، إلى جانب مواد أخرى مشابهة. كما حددت الحكومة المركزية أيضاً، عام 2022 لحظر المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام، والتي يتم تصنيع 13.4 مليون طن منها سنوياً بالبلاد، وفقاً لمعهد الطاقة والموارد في دلهي.

تحديات التنفيذ

وكتب سي كي ميشرا، أمين وزارة البيئة والغابات والتغير المناخي، في خطابه إلى الولايات وأقاليم الاتحاد يوم 17 يناير/كانون الثاني 2019: "تقدم لنا الانتخابات فرصة ممتازة لتقديم نموذج سلوكي مغاير في الحملات الانتخابية وتعزيز الممارسات المستدامة للحفاظ على الموارد".

وفي خطابه، اقترح ميشرا بدائل مثل القماش والورق القابل لإعادة التدوير للدعاية الانتخابية، حيث تحتاج الأقمشة القطنية نحو 5 إلى 6 أشهر لتتحلل، عكس البلاستيك (PVC) الذي يحتاج نحو 500 عام.

وبعدها بشهر، حذت لجنة الانتخابات حذوه.

في خطابها بتاريخ 26 فبراير/شباط 2019، قالت: "تكرر اللجنة تأكيدها على كل الأحزاب السياسية بضرورة اتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة لعدم استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام كمواد للحملات الانتخابية (ملصقات، لافتات، إلخ) خلال الانتخابات، لمصلحة صحة الإنسان والبيئة".

وفي الوقت نفسه، تمكن أوبادهياي وفريقه من الوصول إلى المحكمة الوطنية الخضراء، محكمة هندية متخصصة بقضايا البيئة، في سعيهم إلى حظر استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام في لافتات الدعاية الانتخابية. وفي 4 مارس/آذار 2019، أوصت المحكمة الوطنية الخضراء كلاً من لجنة الانتخابات، والحكومة المركزية، والمجلس المركزي لمكافحة التلوث بالاجتماع والنظر في هذا الحظر.

ولكن، هل مجرد توصيات قد تقنع الأحزاب السياسية بالامتثال؟

يقول أوبادهياي: "ما لم يكن الحظر ملزماً بطبعه، فلن يساعد أي شخص… أتمنى لو يصبح هذا الحظر جزءاً من مدونة قواعد السلوك النموذجية، عندها سيصبح طريقة حاسمة للحد من استخدام البلاستيك". عندها سيتمكن المواطنون من الإبلاغ عن الانتهاكات عبر تطبيق cVIGIL الذي تم إطلاقه مؤخراً.

ولم تردَّ أحزاب المؤتمر وعام آدمي وبهاراتيا جاناتا على طلبات التعليق على هذا الخبر. كما لم تعلق لجنة الانتخابات ولا المجلس المركزي لمكافحة التلوث أيضاً.

لم نخسر كل شيء

في الوقت نفسه، أصدرت المحكمة العليا في كيرالا تعليمات للأحزاب السياسية بتجنب استخدام مواد البولي فينيل كلوريد (PVC) في حملاتها الانتخابية بالولاية الجنوبية.

وصرح إس سوريش، رئيس مقاطعة حزب بهاراتيا جاناتا في عاصمة الولاية ثيروفانانثابورام، لجريدة New Indian Express: "على الرغم من أن المنتجات صديقة البيئة أعلى تكلفة مقارنة بلوحات الفنيل المرنة، فإننا سنستخدمها إذا لزم الأمر. وعلى النهج نفسه، صرّح حزب المؤتمر للجريدة ذاتها بأن "توجيه لجنة الانتخابات ذو طبيعة استشارية وليس ملزماً. وسنبذل قصارى جهودنا لالتزام هذا البروتوكول".

وفي دلهي، ينتظر أوبادهياي ليرى ما إذا كانت توصية المحكمة الوطنية الخضراء للجنة الانتخابات والحكومة والمجلس المركزي لمكافحة التلوث ستؤتي ثمارها. ويقول: "كانت هذه التوصيات مخيبة بالنسبة لي. بالكاد يمكننا اعتبارها استشارية. قد نعود إلى المحكمة مطالبين بالاجتماع نفسها إذا لم يحدث قريباً، خلال الأيام القليلة المقبلة".

علامات:
تحميل المزيد