ماكرون يلوح للإثيوبيين بقدرة الفرنسيين على ترميم كنائس لاليبيلا الغامضة.. فكيف يتعاملون معها وهم يجهلون طريقة بنائها

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/13 الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/13 الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش

تفقَّد إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، كنائس لاليبيلا المنحوتة بإقليم أمهرا شمالي إثيوبيا، والتي لَطالما حيّرت العلماء لعقود.

جاءت هذه الزيارة برفقة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، وعدد من المسؤولين في البلدين.

وطاف ماكرون للتعرف على الكنائس المحفورة في صخر بلدة "لاليبيلا" التي تبعد قرابة 680 كلم شمالي العاصمة أديس أبابا.

ويتوقع أن يُعلِن اتفاقاً فرنسياً إثيوبياً حول نظام جديد لحماية الآثار المهددة بفعل النحت والتآكل، في بادرة دبلوماسية ثقافية.

علماً أن علماء الآثار الفرنسيين هم من بين أهم الخبراء العالميين بهذا التراث المسيحي الشرقي، الذي يضاهي آثار البتراء في الأردن.

وتعود الكنائس المحفورة في صخر بلدة "لاليبيلا" إلى القرن الثالث عشر، وتقع في إقليم "أمهرا" الإثيوبي، وهي من أكثر الكنائس قداسة في المسيحية، وأكبر المعابد المتجانسة في العالم المصنوعة من قطعة واحدة من الصخر ومدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1978.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعد ماكرون لدى استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بأن تقترح فرنسا حلولاً لحماية تلك الآثار المهددة بالتآكل.

إنها واحدة من أكثر المباني غموضاً في العالم

وكنائس لاليبيلا تتكون من إحدى عشرة كنيسة مصنوعة من الصخور.

والموقع يعد من أكبر المعابد المتجانسة في العالم، المصنوعة من قطعة واحدة من الصخر، ومن أشدها غموضاً أيضاً.

وهو مدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1978، ومنذ عدة سنوات أقامت اليونسكو أغطية واقية لحماية المباني من عناصر البيئة المحيطة والجو، ومنعاً لوقوع مزيد من التآكل فيها.

كنائس لاليبيلا واحد من أعاجيب المعمار في العالم/مواقع التواصل الاجتماعي
كنائس لاليبيلا واحد من أعاجيب المعمار في العالم/مواقع التواصل الاجتماعي

عمر هذه المباني غير معروف، ولكن الروايات المحلية والمتناقلة عنها تذكر أن حفرها تم في عهد الملك جبري مسكل لاليبيلا، الذي حكم إثيوبيا في بدايات القرن الثالث عشر.

لكن علماء الآثار الإفريقية والكنائس يعتقدون أن تلك المعابد حفرت في الصخور قبل ذلك بعدة قرون، وأن اسم لاليبيلا ترافق معها بعد وفاته، وأطلق على اسم البلدة التي تحمل اسم الملك.

وهي مشيدة بطريقة معاكسة لكل مباني العالم

وطريقة بناء هذه الكنائس هي على عكس أي مبنى في العالم.

فهذه الكنائس لم تُبْنَ من أسفل لأعلى، ولكن حُفرت في الصخر من الأعلى إلى الأسفل.

فقد تم حفر الهياكل الخارجية في مساحات كبيرة من الصخور البركانية، ثم بدأ التجويف فيها وصنع الجدران والأسقف الداخلية وتشكيل المعالم حتى النهاية. ويقول علماء الكنائس إنه لا شيء في العالم مشابه لتلك الكنائس.

والسكان يقولون إن البشر والملائكة تشاركوا في بنائها

الكنائس الإحدى عشرة مرتبة في مجموعتين ترتبطان بممرات عمقها 11 متراً، وأكبر كنيسة فيها تدعى بيت مدهان، وهي على ارتفاع 10 أمتار وطولها 33 مترً وعرضها 22 متراً، ومساحتها تتسع للكثير من المصلين.

ووفقاً للأساطير المحلية أيضاً، فإن البشر والملائكة تشاركوا في بناء الكنائس، فكان البشر يعملون صباحاً والملائكة تعمل ليلاً.

وتضيف الأسطورة أن البناء استغرق 24 سنة.

كيف سيرمّمها الفرنسيون وهم يجهلون طريقة بنائها؟

لا يزال علماء الآثار يعتبرون هذا البناء ضرباً من المستحيلات، بحسب ما ورد في تقرير لموقع صحيفة العربي الجديد.

فتشكيل الصخور البركانية يحتاج إلى إزميل وشفرات حفر من الصلب الماسي شديد القسوة، فكيف جرى العمل بالأدوات البسيطة والبدائية التي كانت معروفة ومتوفرة في ذلك الوقت؟!

وتقول الأساطير التي تعزو البناء للملك لاليبيلا، إن الله أوحى إلى الملك ببناء الموقع، وإن مبعوثاً إلهياً جاء له بتعليمات وتوجيهات حول كيفية بناء الهياكل، وبتفاصيل تصل إلى اختيار الألوان.

وترى أسطورة أخرى أن الملك سمم من قبل أخيه، وراح في غيبوبة لعدة أيام، خلال تلك الأيام كان مقيماً بالسماء، وفي تلك الفترة سلمه الله تعليمات البناء. بينما تفترض أسطورة ثالثة أن لاليبيلا سافر إلى القدس وأراد أن ينشئ هيكلاً للمسيحيين في وطنه فأمر ببناء المنطقة والكنائس.

علامات:
تحميل المزيد