السعودية تلجأ لدولة عربية لتدريب كوادرها على تصنيع مزيج اليورانيوم المستخدم في السلاح النووي

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/12 الساعة 19:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/12 الساعة 19:40 بتوقيت غرينتش
Nuclear power plant after sunset. Dusk landscape with big chimneys.

السعودية قد تصبح دولة نووية قريباً، فقد أعلنت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة (KACARE) مؤخراً، عن إطلاق برنامج تطوير الكوادر السعودية في مجال استخراج اليورانيوم.

والبرنامج السعودي منضوٍ تحت مظلة مشروع تعدين اليورانيوم بمنطقة وسط الأردن، بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية، وشركة تعدين اليورانيوم الأردنية (JUMCO)، وسوف يستمر لمدة عام واحد.

برنامج تطوير الكوادر السعودية في مجال استخراج اليورانيوم يعتمد على الأردن.. فما السبب؟

سيقوم مشروع تعدين اليورانيوم لمدة عام بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية، وشركة تعدين اليورانيوم الأردنية بتدريب السعوديين على استكشاف خام اليورانيوم وتطوير أكسيد اليورانيوم ودراسة الجدوى.

وحسب موقع مدينة الملك عبدالله، فإن لدى الأردن تجربة جيدة في مجال استكشاف وتعدين اليورانيوم. وفي إطار البرنامج الجديد تم إيفاد أول دفعة متدربين سعوديين للأردن، مكونة من 13 مختصاً، بهدف نقل التقنية وتدريب الكوادر الوطنية في مجال استكشاف خامات اليورانيوم، وعمل دراسة الجدوى الاقتصادية القابلة للتمويل، وإنتاج أكسيد اليورانيوم الذي يعرف بالكعكة الصفراء (يورانيوم مركز ويستخدم لإعداد وقود للمفاعلات النووية غير أنه يمكن أيضاً تخصيبه بهدف تصنيع سلاح نووي)

هذه الأهداف الطموحة تأتي تنفيذاً لرؤية السعودية 2030

مشروع تعدين اليورانيوم هو أحد مكونات المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة العربية السعودية لتوفير متطلبات التنمية الوطنية المستدامة الذي طرح في الرؤية الطموحة لتطوير البلاد التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسماة رؤية السعودية 2030.

ويعتبر مشروع تعدين اليورانيوم أحد مكونات المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة العربية السعودية، الذي سوف يعزز زيادة المحتوى المحلي في سلاسل القيمة الصناعية والخدمية، وتوطين المعرفة الفنية في تقنيات الطاقة الذرية واستثمارها تجارياً.

برنامج يأتي في إطار رؤية السعودية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي
برنامج يأتي في إطار رؤية السعودية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي

وتهدف مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة إلى المساهمة في تنويع مزيج الطاقة الوطني، لتوفير متطلبات التنمية الوطنية المستدامة التي تنص عليها رؤية المملكة الطموحة 2030.

 وتعمل المدينة حالياً بالشراكة مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية على المرحلة الأولى لمشروع استكشاف خامات اليورانيوم والثوريوم بالمملكة، الذي يتطلب عدداً كافياً من الكفاءات الوطنية المؤهلة في هذا المجال، حيث سيُمَكن البرنامج التدريبي من إكساب المختصين المهارات الفنية اللازمة للعمل في المشروع السعودي.

وبدايات هذا التعاون تعود لفترة طويلة

ووقعت المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية اتفاقية تعاون نووي، في يناير/كانون الثاني 2014.

وفي عام 2017، وقع الأردن والمملكة العربية السعودية اتفاقيات حول التعاون في استكشاف اليورانيوم، وإجراء دراسة جدوى في بناء مفاعلين صغيرين (SMRs) في الأردن.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم في ذلك الوقت بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ولجنة الطاقة الذرية الأردنية (JAEC).

ومحادثات سرية مع إدارة ترمب لشراء تقنية نووية

وكشف تحقيق أجراه الكونغرس الأمريكي مؤخراً عن تفاصيل محادثات سرية بين مسؤولين مقربين من الرئيس دونالد ترامب وبين مسؤولين سعوديين، بشأن بيع تقنية نووية أمريكية للرياض، فيما حذَّرت جهات أمنية في واشنطن من هذه الخطوة.

وقالت صحيفة The Guardian البريطانية إنه وفقاً للتحقيق فإن جنرالات متقاعدين وأفراداً من أسرة ترامب وأشخاصاً مقربين منه في مجال الأعمال يحاولون تنفيذ خطة تقدر بمليارات الدولارات، لعقد اتفاق نووي مع الرياض.

السعودية تتفاوض للحصول على تقنية نووية من إدارة ترمب/ رويترز
السعودية تتفاوض للحصول على تقنية نووية من إدارة ترمب/ رويترز

وتذكر التقارير أنّ المحادثات لا تزال مستمرة، رغم زيادة تدقيق الرأي العام في العلاقات مع السعودية، والنصيحة القانونية بأنّ نقل التقنية إلى السعودية دون شروط مقيِّدة يمكن أن يمثل خرقاً للقانون الأمريكي، وأن يخالف المحاذير الدولية لمحاربة الانتشار النووي، وأن يؤجج سباق تسلحٍ نووي.

بل يقال إنها تسعى لامتلاك مفاعل قادر على صنع قنابل ذرية

وزعمت صحيفة  New York Times  الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تخطط لبيع السعودية مفاعلاً نووياً يمكن استخدامه في إنتاج أسلحة نووية.

وأشارت الصحيفة في خبرها، الذي كتبه الصحفي نيكولاس كريستوف، إلى أن غاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، بحث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، البرنامج النووي للمملكة، ودور أمريكا في تقديم المساعدة بهذا المجال.

وادَّعى كريستوف أن الإدارة الأمريكية تنوي بيع السعودية مفاعلاً نووياً يمكن استخدامه في إنتاج أسلحة نووية.

وأشار الخبر إلى أن فكرة بيع مفاعل نووي إلى السعودية تقف وراءها مجموعة من المسؤولين، بينهم مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، وأن الخطة تقضي ببناء محطتين نوويتين مبدئياً، وبناء 40 مفاعلاً في نهاية المطاف.

في 30 مارس/آذار 2015، أعلن السفير السعودي الأسبق في واشنطن، عادل الجبير، في حوار مع شبكة CNN الأمريكية، أن السعودية "ستبني برنامجها النووي الخاص"، وقد تصنّع قنبلة نووية لمواجهة برنامج إيران النووي.

وفي السياق نفسه، قال سفير السعودية السابق لدى بريطانيا، الأمير محمد بن نواف آل سعود، في مقابلة أجراها مع صحيفة الغارديان البريطانية عام 2015: "نأمل أن نحصل على تأكيدات تضمن أن إيران لن تسعى إلى الحصول على هذا النوع من الأسلحة، ولكن إن لم يحصل ذلك فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة لنا".

وأشار إلى أن السعودية على استعداد لتطوير برنامجها النووي، إذا لم تتوقف إيران عن تطوير قنبلتها النووية.

تحميل المزيد