أقال تنظيم داعش أبومصعب البرناوي قائد فرع التنظيم في غرب إفريقيا، المعروف باسم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (التي انشقت عن بوكو حرام).
وقال الصحفي النيجيري البارز أحمد سلكيدا على تويتر، إن أبومصعب البرناوي (المدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية) أُقيل من منصبه بواسطة التنظيم، بعد عامين من توليه زعامة جماعةٍ منشقةٍ من بوكو حرام، الجماعة الجهادية الرئيسية في نيجيريا.
وأضاف سلكيدا، المعروف بتغطيته البارزة للأخبار الجهادية داخل نيجيريا: "الوالي (الأمير) الجديد هو أبو عبدالله ابن عمر البرناوي، بحسب تسجيل صوتي مدته 18 دقيقة و13 ثانية".
ولم تُنشر أسباب طرد أبو مصعب (حبيب).
ويستقبل البرناوي، الوالي الجديد لداعش في غرب إفريقيا، الذي عيَّنه البغدادي (أبوبكر البغدادي) قسم الولاء من الخلايا في كافة أنحاء غرب/وسط إفريقيا بحسب المصادر".
وأضاف أن أبومصعب البرناوي "حيٌّ يُرزق"، ولا يزال جزءاً من التنظيم. ولم تُنشر تفاصيل عن أسباب تخفيض رتبته.
تنظيم الدولة الاسلامية يثير تكهنات حول زعامة بوكو حرام.. والشيخ ابو مصعب البرناوي… https://t.co/Zcic5c5LcN pic.twitter.com/ghDFUI2HOT
— راي اليوم (@raialyoum1) August 3, 2016
وانقسمت جماعة "بوكو حرام" في أعقاب تعيين الدولة الإسلامية لأبومصعب البرناوي قائداً في أغسطس/آب عام 2016.
رفض أبوبكر شكوي، الوجه المعروف لجماعة بوكو حرام، تعيين البرناوي، وأصرَّ على أنه لا يزال أميراً للجماعة الجهادية.
قصة صعود الرجل الذي جعل داعش إمبراطورية تمتد لغرب إفريقيا
ولد حبيب بن محمد بن يوسف البرناوي (المعروف بأبو مصعب البرناوي) عام 1991 تقريباً، وهو الابن الثاني لعائلته التي تنتمي إلى قبائل البورنو الناطقة بلغة الهاوسا والمستوطنة لشمال شرقي نيجيريا.
انخرط البرناوي مبكراً في صفوف جماعة بوكو حرام التي أسسها والده محمد بن يوسف البرناوي عام 2002 في مايدوجوري (عاصمة ولاية بورنو).
وحين قتل الأخير أواخر يوليو/تموز 2009، واصل نشاطه في الجماعة -التي تشكل قبيلته العمود الفقري لها- تحت قيادة خليفة والده أبو بكر شيكاو البرناوي.
ومنذ يناير/كانون الثاني 2015، بدأ البرناوي يظهر في أشرطة فيديو بصفته متحدثاً باسم بوكو حرام، فكان يتولى الإعلان عن مواقفها وعملياتها العسكرية، رغم تأكيد قائد الجماعة أبو بكر شيكاو مرات أن المتحدث "الرسمي" باسمها هو "أبو زنيرة".
وفي مرات ظهوره الإعلامي المسجل كان أبو مصعب البرناوي يتحدث بلغة الهاوسا، فيشدد على مواقف جماعته الرافضة للديمقراطية ومناهج التعليم الغربي.
ويحذر من أن المدن والقرى التي ترفض الخضوع لدولة بوكو حرام "الإسلامية" ستُسوى بالأرض.
خلاف ثم انشقاق يجعله قائداً للجماعة التي أسسها والده
وقد نشب خلاف بين شكاو والبرناوي بسبب بعض توجهات وتصرفات الجماعة، خاصة "قتل المدنيين"، وذلك بعد أشهر من إعلانها في مارس/آذار 2015، مبايعة تنظيم داعش بزعامة أبو بكر البغدادي، وتغيير اسمها إلى "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، وإطلاق اسم "ولاية غرب إفريقيا" على مناطق سيطرتها.
وأدى هذا الخلاف إثر تصاعده إلى انشقاق البرناوي -مدعوماً من قيادة تنظيم داعش- بمجموعة من مقاتلي الجماعة تدعى فصيل "الأنصار"، أصبحت تنظر إليه على أساس أنه "أمير الجماعة الشرعي"، وترى ضرورة التركيز على محاربة الجيش النيجيري، بدلاً من مهاجمة الأهداف المدنية.
أبو مصعب "البرناوي".. قائداً لـ "بوكوحرام" بعد انقلاب
https://t.co/WQW6qg7NrD#عكاظ pic.twitter.com/Zi8i5PQ2vf— صحيفة عكاظ (@OKAZ_online) August 5, 2016
وفي أغسطس/آب 2016، أعلن تنظيم داعش أن جماعة بوكو حرام اختارت أبو مصعب البرناوي "قائداً جديداً" لها، دون التطرق إلى مصير قائدها سابقاً أبو بكر شيكاو، المختفي منذ أغسطس/آب 2015، والذي أعلن الجيش النيجيري مراتٍ قتله.
وتحت قيادة يوسف الذي كان زعيماً قبل البرناوي أصبحت بوكو حرام أكثر راديكالية، ونفذت عمليات قتل أكثر، وأعلنت ولاءها لتنظيم داعش في مارس/آذار من عام 2015، حسبما ورد في تقرير لـ "بي بي سي".
وسخر شيكاو من السلطات النيجيرية في العديد من الفيديوهات، واحتفل بأعمال العنف التي نفذتها الجماعة، ومن بينها اختطاف أكثر من 200 فتاة من تلميذات المدارس في بلدة شيبوك، في أبريل/نيسان من عام 2014.
وأعلن الجيش النيجيري مرات عديدة أنه قتل شيكاو، ولم يظهر في أي فيديو منذ إعلان بوكو حرام ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية.