مستشارة مخضرمة تتهم الزوجين كلينتون بـ«المحسوبية وحب الانتقام»

اتهمت مستشارة مخضرمة في السياسة الخارجية تنتمي للحزب الديمقراطي بيل وهيلاري كلينتون بالمحسوبية والخداع وحب الانتقام، في هجوم عنيف على جزء لم يتطرَّق أحدهم إليه من قبل في إرث كلينتون السياسي.

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/06 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/06 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
2016 Democratic presidential nominee and former Secretary of State Hillary Clinton (L) arrives with her husband former President Bill Clinton for the inauguration ceremonies swearing in Donald Trump as the 45th president of the United States on the West front of the U.S. Capitol in Washington, U.S., January 20, 2017. REUTERS/Lucy Nicholson

اتهمت مستشارة مخضرمة في السياسة الخارجية تنتمي للحزب الديمقراطي بيل وهيلاري كلينتون بالمحسوبية والخداع وحب الانتقام، في هجوم عنيف على جزء لم يتطرَّق أحدهم إليه من قبل في إرث كلينتون السياسي.

وتزعُم ترينا فارغو، التي كانت أحد الأطراف الأمريكية الفاعلة في عملية السلام في أيرلندا الشمالية من وراء الكواليس، أن الزوجين حاولا الحصول على منحة لأيرلندا لصديق ابنتهما تشيلسي، وفي وقتٍ لاحق خفضا تمويل المنحة لمعاقبة ترينا على دعمها باراك أوباما في سباق ترشيح الديمقراطيين للرئاسة عام 2008.

وعرضت ترينا هذه المزاعم في كتاب: Shenanigans:theUS-Ireland Relationship in Uncertain Times، الذي نُشر هذا الأسبوع في الفترة التي سبقت الاحتفالات بعيد القديس باتريك في أيرلندا.

يتسمان بالتفاهة وحب الانتقام ومتحدث باسمهما ينفي

يزيح الكتاب الستار عمَّا تعتبره ترينا جهوداً خرقاء وخادعة، وفي بعض الأحيان هزلية، يبذلها السياسيون والمسؤولون الأيرلنديون لاستغلال الشتات الأيرلندي والحلفاء المحتملين في واشنطن وهوليوود.

كانت ترينا فارغو، التي أسست منظمة التحالف الأمريكي الإيرلندي، وهي منظمة غير ربحية ومقرها واشنطن، تتنقل بين العاصمة الأمريكية ودبلن وبلفاست لعقدين من الزمان، خلال عملها كمستشارة للسيناتور تيد كينيدي وإدارتيّ كلينتون وأوباما في شؤون أيرلندا الشمالية.

وتُلقي ترينا الصورة التي رسمتها عن بيل كلينتون وزوجته بظلالِها على واحد من أهم إنجازات إرث سياستهما الخارجية، إذ تزعم فيها أنهما كانا يتسمان بالتفاهة وحب الانتقام بعد نجاحهما في التوصل إلى اتفاق السلام التاريخي "اتفاق الجمعة العظيمة" عام 1998.

فيما دافع أنجيل أورينا ونيك ميريل، وهما متحدثان باسم كلينتون وزوجته، عن الزوجين، وأنكرا المزاعم المذكورة في الكتاب. وقالا: "إنهما يفخران بإرثهما هناك أيما فخر، وهو أمر موثق جيداً. إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ويظهر بطلانها جلياً".

كلينتون توسط ليحصل صديقه على المنحة

أطلقت ترينا فارغو منحة دراسية تحمل اسم جورج ميتشل، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق، الذي ساعد في التوصل إلى الاتفاق عام 1999. وترسل هذه المنحة 12 طالباً أمريكياً للدراسة في أيرلندا وأيرلندا الشمالية كل عام.

وتذكر ترينا في كتابها، أنه في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000، أخبرها ميتشل "ببعض الانزعاج" أن بيل كلينتون، الذي كان يقترب من نهاية فترته في البيت الأبيض آنذاك، قد اتصل به ليقول إنه "حزين للغاية"، لأن صديق تشيلسي لم يكن ضمن القائمة المختصرة التي تضم حوالي 200 مرشح، على الرغم من حصوله على خطاب توصية من الرئيس.

وأوضح ميتشل أنه لم يكن يطلب إدراج اسم الصديق، وإنما طلب توضيحاً فحسب. وتكتب ترينا قائلة: "سيكون من الصعب تصديق أن توقيت مكالمة الرئيس لم يكن يهدف إلى التأثير علينا لندرج اسمه في القائمة النهائية للحاصلين على المنحة".

وظلّ اسم صديق الابنة خارج القائمة المختصرة، وهو أمر تعتقد ترينا أنه وضعها في مسار انضمامها إلى "قائمة أعداء" الزوجين كلينتون، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.

انضمام الكاتبة إلى قائمة أعداء الزوجين كلينتون

في العام 2007، كانت ترينا فارغو تقدم استشارات لحملة أوباما، بشأن السياسة مع أيرلندا، خلال معركته ضد هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وقد استغلت هيلاري كلينتون افتقار منافسها إلى الخبرة، وعززت دورها في عملية السلام بصفتها سيدة أولى.

وتقول ترينا إن هيلاري كلينتون ومؤيديها بالغوا في تضخيم تأثيرها على نحو مثير للاشمئزاز. وتقول: "ظلت القصص الأسطورية عن تأثيرها تُنسج… إن تجاهل الحقيقة لم يكن أمراً اخترعه دونالد ترامب، بل أخذه  إلى مستويات جديدة في حملة عام 2016".

وقد ساعدت ترينا حملة أوباما في مهاجمة رواية السيدة الأولى السابقة، وهي تعتقد أن هذا أدى إلى "معاقبتها" بعد عدة أشهر، عندما ألغى بيل كلينتون مشاركته في فعالية منظمة التحالف الأمريكي الأيرلندي في بلفاست، للاحتفال بالذكرى العاشرة لاتفاق الجمعة العظيمة.

ولا يوجد دليل يدعم هذا الزعم. وقد أخبر أحد المساعدين ترينا أن تغيير المواعيد كان وراء القرار، ورفض أن يوضح التفاصيل.

في عام 2012، خفَّضت وزارة الخارجية الأمريكية، التي كانت تترأسها هيلاري كلينتون آنذاك، مساهمتها السنوية البالغة 500 ألف دولار في منحة ميتشل، معلِّلة الأمر بتدابير متعلقة بالميزانية. وتكتب ترينا: "إن سحب التمويل… لم يكن متعلقاً  بالمال".

وقال المتحدثان باسم الزوجين كلينتون إن جون كيري، خليفة هيلاري كلينتون خفض التمويل أيضاً. وأضافا: "وكان الإيقاف في المرتين نتاج معركة مستمرة مع كونغرس يسيطر عليه جمهوريون يقاتلون من أجل الحصول على أموال الدبلوماسية والتنمية، ولاشيء آخر وراء هذا الأمر غير ذلك".

منذ عام 2015، قدَّمت ترينا طلبات حرية الاطلاع على المعلومات لتوضيح سبب خفض التمويل، وتوفير قائمة بالأسماء إلى وزارة الخارجية، ولكنها لم تتلق سوى وثائق تحوي أسماء أخرى أقل أهمية.

ويوجه الكتاب أيضاً اتهامات إلى الساسة والمسؤولين الأيرلنديين. وتقول إن الحكومات الأيرلندية المتعاقبة جلبت عقلية "التسول" إلى واشنطن، من خلال سعيها للحصول على تمويل لمبادرات عملية السلام بعد فقدانها أهميتها بفترة طويلة.

وقد بذلوا أيضاً جهوداً خرقاء للاستفادة من الشتات الأيرلندي، مثل إصدار "شهادة الأيرلندية"، وهي خطة أُلغيت عام 2015 لأنها لم تلق اهتماماً كافياً، وأزعجوا اللاتينيين وبعض مجموعات المهاجرين الأخرى في الولايات المتحدة بسعيهم غير المُجدي لإبرام اتفاقات تميّز المهاجرين الأيرلنديين.

تحميل المزيد