يقول خبراء طبيون في أستراليا إنهم اكتشفوا نوعاً جديداً من التوائم "النادرة بشكل استثنائي"، تكوَّن على ما يبدو من بويضة واحدة، واثنين من الحيوانات المنوية.
في حالة الطفلين اللذين يعيشان في مدينة بريزبان الأسترالية، ويبلغ عمرهما الآن 4 سنوات ونصف السنة، خُصِّبَت بويضة الأم مع حيوان منوي يحمل كروموسوم X، وآخر يحمل كروموسوم Y.
وافترض الأطباء بشكل خاطئ في البداية أن الطفلين عبارة عن توأمين متطابقين، لأن الموجات فوق الصوتية التي أُخذت في وقت مبكر من الحمل أظهرت لهما نفس المشيمة.
ولكن عندما كشفت إحدى أشعة الموجات فوق الصوتية، بعد ثمانية أسابيع، عن أن هناك طفلاً ذكراً وآخر أنثى، وهو أمر مستحيل بالنسبة للتوائم المتطابقة، عرف فريق غابيت أن شيئاً غير عادي قد حدث نقلا عن صحيفة The Daily Mail البريطانية.
يقول الباحثون إنه يبدو أنه بعد التخصيب انقسم الحمض النووي الناتج من البويضة والحيوانين المنويَّين الاثنين، ليخلق ثلاثة أجنة.
كان اثنان من هذه الأجنة لديهما ما يكفي من الحمض النووي للبويضة والحمض النووي للحيوان المنوي، لجعل هذين الجنينين قابلين للحياة. أما الجنين الأخير المتبقي، الذي كان يتوافر له الحمض النووي للحيوان المنوي فقط، فقد كان غير قابل للحياة.
ووجد أن التوأمين الذكر والانثى لديهما 100% من الحمض النووي المشترك لأمهما، أما الحمض النووي الأبوي فقد كان متطابقاً بنسبة 78% فقط.
استُئصِل مبيضا الأنثى؛ لأن الأطباء كانوا قلقين من أنها قد تكون عرضةً للإصابة بالسرطان.
وقال غابيت: "اتضح أن الفتاة لديها بعض التغييرات في مبيضها لدرجة تشعر بالقلق، لذلك للأسف كان هناك اضطرارٌ لاستئصال المبيضين".
وأضاف: "الولد يستمر في الخضوع لمراقبة خصيتيه" بالموجات فوق الصوتية.
وقال غابيت: "إنهما طفلان جميلان يتمتعان بصحة جيدة".
جدير بالذكر أن الحالة الوحيدة الأخرى التي أُبلغ عنها، والمسماة توأم sesquizygotic -التي يطلق عليها أيضاً توأم شبه متطابق– قد جرى تحديدها في عام 2007. وقد لفتت هذه الحالة انتباه الأطباء لأن أحد طرفي التوأم كان لديه أعضاء تناسلية غامضة.
وتشير دراسة جديدة في مجلة New England Journal of Medicine إلى أن هذين التوأمين نادران للغاية.
عملياً، تكون كل التوائم إما أخوية، حيث تقوم بويضتان واثنان من الحيوانات المنوية بخلق أجنة منفصلة، وإما متطابقة حيث ينقسم جنين واحد إلى قسمين، قبل أن يستأنف التطور الطبيعي لكل طفل.
ويقول مايكل ترينس غابيت، كبير الباحثين بجامعة كوينزلاند للتقنية في بريزبان: "هذا يؤكد وجود نوع ثالث من التوائم ليس أخوياً وليس متطابقاً، وهو يقع في المنتصف بين النوعين المعروفين".
كل الحيوانات المنوية تحتوي على الحمض النووي للأب، لكن الحيوانات المنوية المختلفة تتضمَّن أقساماً من المادة الوراثية، ما يفسر كيف يبدو التوائم مختلفين، ويمكن أن يكونوا مختلفي الجنس.
وهذا لأن كل إنسان يمثل خليطاً من المادة الوراثية لوالديه، وفي كل مرة تنقسم تشكيلة مختلفة قليلاً من مجموعة الحمض النووي الكامل لتدخل إلى حيوان منوي.
على سبيل المثال، تحتوي بعض الحيوانات المنوية على نسخة من كروموسوم Y الأبوي، الذي يجعل الطفل يتطور إلى صبي، وتحمل بعض الحيوانات المنوية الأخرى كروموسوم X الخاص بالأب، الذي يجعل الطفل يتطور إلى فتاة.
لمعرفة ما إذا كانت هذه الظاهرة أكثر شيوعاً مما يعتقد الأطباء، قام فريق غابيت بفحص قاعدة بيانات دولية تضم 968 توأماً متماثلاً وآباءهم، ولم يعثر الفريق على أي توأمين من نفس النمط.