تخيل لو كانت هناك سوق حرة أو صالة انتظار! 8 وجهات رائعة يمكن للسياح في المريخ استكشافها

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/24 الساعة 23:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/25 الساعة 07:19 بتوقيت غرينتش
A young astronaut looks for new ideas and frontiers on another planet.

المريخ كوكب حافل بالمتناقضات: براكين ضخمة، ووديان عميقة، وأخاديد قد تحوي أو لا تحوي مياهاً جارية، أو ربما سوائل أخرى غير المياه! السياحة في المريخ بالتأكيد ليست كأي سياحة عاشها أو تخيلها البشر.

مهما كانت تضاريسه ومعالمه الجغرافية، بالتأكيد سيكون مكاناً مذهلاً يستكشفه السياح في المستقبل، بمجرد أن نؤسس المستعمرات الأولى في الكوكب الأحمر.

من المرجح أن تحتاج مواقع الهبوط لهذه البعثات المستقبلية إلى سهول مسطحة لأسباب تتعلق بالأمان والأسباب العملية، لكن ربما يمكنهم الهبوط في غضون بضعة أيام من القيادة في مناطق جيولوجية أكثر إثارة للاهتمام.

وقبل أن تتخيل وجود مقاهٍ ومطاعم من سلسلة عالمية شهيرة أو حتى سوق حرة في محطة الهبوط، فيما يلي بعض المواقع التي يمكن أن يزورها المريخيون في المستقبل وفق ما عددها موقع SPACE.com:

السياحة في المريخ .. جبل أوليمبوس أو إيفرست

لمشاهدة الجبل انقر على رابط Google Mars

جبل أوليمبوس (Olympus Mons) هو البركان الأكثر عنفاً في النظام الشمسي، يقع في منطقة ثارسيس البركانية، التي تماثل تقريباً نفس مساحة ولاية أريزونا الأمريكية، وفقاً لوكالة الفضاء الأمريكية NASA.

يبلغ ارتفاعه 16 ميلاً (25 كيلومتراً)، ما يقرب من ثلاثة أضعاف ارتفاع جبل إيفرست، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 5.5 أميال (8.9 كم).

يعد جبل أوليمبوس بركاناً درعياً عملاقاً، تشكل بعد زحف الحمم ببطء على منحدراته.

وهذا يعني أن الجبل ربما يكون سهل التسلق على المستكشفين في المستقبل، فمتوسط انحداره يبلغ 5% فقط.

يعلو قمته منخفض مذهل يصل اتساعه إلى حوالي 53 ميلاً (85 كيلومتراً)، تشكل من الفجوات التي خلفتها الصهارة بعدما فرغت من الحُمَم (على الأرجح أثناء ثوران البركان) وانهارت.

براكين ثارسيس.. عمرها نصف عمر الكوكب

بينما تتسلق جبل أوليمبوس، يستحق الأمر النظر إلى بعض البراكين الأخرى في منطقة ثارسيس (Tharsis region).

تحوي المنطقة 12 بركاناً عملاقاً، في منطقة مساحتها تقريباً 2500 ميل (4000 كم)، وفقاً لوكالة ناسا.

ومثل جبل أوليمبوس، تميل هذه البراكين إلى أن تكون أكبر بكثير من تلك الموجودة على الأرض، ربما لأن المريخ له سحب جاذبية أضعف ما يسمح للبراكين بأن تنمو أطول.

قد تكون هذه البراكين قد ثارت لمدة تصل إلى ملياري سنة، أو نصف تاريخ المريخ.

تُظهر الصورة هنا منطقة شرق ثارسيس، كما تم تصويرها من قبل المركبة الفضائية Viking 1 عام 1980.

إلى اليسار، من أعلى إلى أسفل، يمكنك رؤية 3 براكين درعية يبلغ ارتفاعها حوالي 16 ميلاً (25 كم): جبل أسكريوس (Ascraeus Mons) وجبل بافونيس (Pavonis Mons) وجبل أرسيا (Arsia Mons).

في الجزء العلوي الأيمن يوجد بركان درعي آخر يسمى تل ثارسيس (Tharsis Tholus).

وادي مارينريس.. الأكبر في المجموعة الشمسية

لمشاهدة الوادي انقر على رابط Google Mars

لا يحتوي المريخ على أكبر بركان في النظام الشمسي فحسب، بل أكبر أخدود أيضاً.

وبحسب وكالة ناسا، فإن وادي مارينريس (Valles Marineris) يبلغ طوله حوالي 1850 ميلاً (3000 كم).

وهذا حوالي أربعة أضعاف طول الأخدود العظيم (Grand Canyon) في الولايات المتحدة، الذي يبلغ طوله حوالي 500 ميل (800 كيلومتر).

لا يعرف الباحثون على وجه الدقة كيف وصل وادي مارينريس إلى هذا الشكل، لكن هناك العديد من النظريات حول تشكله.

يقترح العديد من العلماء أنه عندما تشكلت منطقة ثارسيس، ساهمت في نمو وادي مارينريس؛ فقد دفعت الحمم التي تتحرك عبر المنطقة البركانية قشرة السطح للأعلى، ما أدى إلى تحطم قشرة السطح إلى أخاديد في مناطق أخرى، ومع مرور الوقت نمت هذه الأخاديد لتشكل وادي مارينريس.

القطبان الشمالي والجنوبي.. حيث يتكثف الغاز من البرودة

يحتوي المريخ على منطقتين جليديتين حول قطبيه، لكن تركيبها مختلف قليلاً.

تمت دراسة القطب الشمالي (في الصورة) عن قرب من خلال المسبار فينكس عام 2008، أما ملاحظاتنا عن القطب الجنوبي للمريخ فتأتي من المركبات المدارية (orbiters).

ووفقاً لوكالة ناسا، فإن درجات الحرارة بالقرب من القطبين الشمالي والجنوبي خلال فصل الشتاء تكون شديدة التجمد، لدرجة أن ثاني أكسيد الكربون يتكثف من الغلاف الجوي إلى جليد على السطح.

تنعكس العملية في فصل الصيف، فيتبخر ثاني أكسيد الكربون عائداً إلى الغلاف الجوي.

يختفي ثاني أكسيد الكربون تماماً في النصف الشمالي من الكوكب، مخلفاً وراءه غطاء ثلج مائي.

لكن بعض جليد ثاني أكسيد الكربون يبقى موجوداً في الغلاف الجوي الجنوبي.

كل حركة الثلج هذه لها تأثيرات هائلة على مناخ المريخ، فتنتج الرياح وغيرها من التأثيرات.

فوهة غيل وقمة شارب (جبل أيوليس).. مياه يعني احتمال الحياة

اشتهرت فوهة غيل (Gale Crater) بهبوط المركبة الفضائية كيوريوستي (Curiosity) عام 2012، وهي تضم دليلاً قوياً على وجود مياه في الماضي.

عثرت المركبة على مجرى مائي خلال أسابيع من هبوطها، ووجدت المزيد من الأدلة على المياه طوال رحلتها بطول أرضية الفوهة.

تصعد المركبة حالياً قمة بركان قريب يدعى جبل شارب (Aeolis Mons) وتفحص المعالم الجيولوجية في كل طبقة من طبقاته.

أكثر ما وجدته المركبة كيوريوستي إثارة للدهشة كان اكتشاف الجزيئات العضوية المعقدة في المنطقة، في مرات متعددة.

عام 2018 أعلنت نتائج اكتشافات هذه المواد العضوية داخل صخور عمرها 3.5 مليار سنة. وبالتزامن مع الاكتشافات العضوية، أعلن الباحثون أن المركبة قد وجدت أيضاً أن تركيزات الميثان في الغلاف الجوي تتغير خلال الفصول.

الميثان هو أحد العناصر التي يمكن أن تنتجها الميكروبات، وكذلك الظواهر الجيولوجية، لذلك ليس من الواضح ما إذا كانت هذه علامة على الحياة.

تجويف ميدوسا.. حتى على المريخ توجد ثورات!

لمشاهدة الجبل انقر على رابط Google Mars

تجويف ميدوسا (Medusae Fossae) هو أحد أغرب المواقع على كوكب المريخ، حتى أن بعض الناس يخمنون أنه يحوي أدلة على تحطم طبق طائر.

التفسير الأكثر احتمالاً هو أنه تكون عن فقاعة بركانية ضخمة، حجمها حوالي خُمس حجم الولايات المتحدة، وبمرور الوقت نحتت الرياح الصخور إلى بعض التكوينات الجميلة.

لكن الباحثين يحتاجون إلى المزيد من الدراسة لمعرفة كيف شكلت هذه البراكين هذا التجويف.

اقترحت دراسة أجريت في 2018 أن التكوين ربما نشأ من ثورات بركانية ضخمة للغاية حدثت مئات المرات على مدار 500 مليون سنة.

هذه الانفجارات أدت إلى احترار مناخ الكوكب الأحمر، حيث اندفعت الغازات المسببة للاحتباس الحراري من البراكين إلى الغلاف الجوي.

سياحة الفضاء في فوهة هيل.. ميكروبات غريبة

يضم المريخ ظاهرة غريبة تسمى الخط المنحدر المتكرر (Recurring Slope Lineae)، والتي تتشكل عادة على جوانب الفوهات المنحدرة أثناء الطقس الحار.

من الصعب معرفة ما هي هذه الظاهرة بالضبط. تظهر الصور الموضحة هنا من فوهة هيل (Hale Crater)، ومن مواقع أخرى أيضاً، المواقع التي رصدت فيها مقاييس الطيف علامات بلل.

في بادئ الأمر أعلنت وكالة ناسا عام 2015 أن الأملاح المائية يجب أن تكون علامات على مياه جارية على السطح، لكن في وقت لاحق أشارت الأبحاث أن هذا الخط يمكن أن يتشكل من المياه في الغلاف الجوي أو التدفقات الجافة من الرمال.

في الواقع قد نحتاج إلى الاقتراب من هذا الخط لنعرف طبيعته الحقيقية.

لكن هناك صعوبة؛ إذا كان الخط يحوي بالفعل ميكروبات غريبة، فإننا لا نريد أن نقترب أكثر في حالة التلوث.

وبينما تتحدث ناسا عن كيفية التحقق في إطار بروتوكولات الحماية الكوكبية، فإن المستكشفين البشريين في المستقبل قد يضطرون إلى الإعجاب بهذه الظاهرة الغامضة من بعيد، باستخدام مناظير.

"كثبان الشبح".. أثر الحياة من الماضي

يتشكل كوكب المريخ بتأثير الرياح غالباً في هذه الأيام، منذ تبخر الماء مع ضعف الغلاف الجوي.

لكننا يمكن أن نرى دليلاً قوياً على وجود الماء في الماضي، في منطقة مثل "كثبان الشبح" الموجودة في متاهة نوكتيس (Noctis Labyrinthus) وحوض هيلاس (Hellas basin).

ويقول الباحثون إن هذه المناطق كان فيها كثبان يبلغ ارتفاعها عشرات الأمتار، وفي وقت لاحق غمرتها الحُمَمُ أو المياه، فبقيت قواعدها بينما تآكلت قممها.

تظهر الكثبان القديمة مثل هذه كيف كانت الرياح تهب على المريخ القديم، ما يعطي بدوره علماء المناخ بعض اللمحات عن البيئة القديمة للكوكب الأحمر.

وفي تطور أكثر إثارة، يمكن أن تكون هناك ميكروبات مختبئة في المناطق المحمية من هذه الكثبان، في مأمن من الإشعاع والرياح التي من شأنها أن تجرفها.

والآن متى ستحجز رحلتك إلى المريخ؟

علامات:
تحميل المزيد