الجزائر منقسمة بين أنصار الاستمرارية ومناهضي خامسة بوتفليقة.. ومخاوف الفوضى قاسم مشترك

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/25 الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/30 الساعة 14:59 بتوقيت غرينتش
مظاهرات سلمية في الجزائر احتجاجاً على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

تسير التجمعات الشعبية الرافضة لترشح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، لتصبح طقساً يومياً للجزائريين، حتى قبل ضبط القائمة النهائية للمرشحين للاستحقاقات المقررة في 18 أبريل/نيسان 2019.

وانقسم البلد في هذه المرحلة بين الداعمين لاستمرار الرئيس، الذين يرفعون شعار "لا للفوضى، لا للفتنة، لا للربيع العربي"، وبين الرافضين الذين يقولون "لا للخامسة، لا للملكية، سلمية.. سلمية".

واعتقلت الشرطة الجزائرية، أمس الأحد 24 فبراير/شباط الجاري، نشطاء حقوقيين وسياسيين، تظاهروا بساحة أودان وسط العاصمة ضد رغبة بوتفليقة في الاستمرار بالحكم، حيث تجمع عشرات الأشخاص ما دفع قوات الأمن إلى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.

هل تريدون العودة إلى سنوات الدم؟

في ولاية أدرار، الواقعة أقصى جنوب البلاد، قررت الحكومة إحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، وجهزت لذلك قاعة ضخمة ومدعوين لحضور خطاب رسالة الرئيس بوتفليقة بالمناسبة وكلمة رئيس المركزية النقابية عبدالمجيد سيدي سعيد الذي كان مرفوقاً بعبدالمالك سلال، مدير حملة بوتفليقة، ووزير الداخلية نور الدين بدوي.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، استقبل حوالي 70 شخصاً، وفق ما أفاد به شاهد عيان لـ"عربي بوست"، الوفد الرسمي، بأهازيج معارضة للعهدة الخامسة.

رياح الحرية هبت اليوم من الجنوب اطلاق صراح كل الشباب المعتقلين بأدرار

Gepostet von El-Houari Dilmi El Djazaïri am Sonntag, 24. Februar 2019

وتعرف ولاية أدرار بولائها الكبير للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة منذ انتخابه سنة 1999، واختيرت سنة 2014 لتكون نقطة بداية حملته الانتخابية للعهدة الرابعة، ولم تسجل بها أية اعتراضات على مساره في الحكم.

وأمام عشرات المواطنين، تقلد رئيس المركزية المنبر ليخطب قائلاً: "أتكلم معكم من قبلي، هل نريد الرجوع إلى الدم والدموع، هل نريد العودة إلى اليتامى للمنازل والمصانع المحروقة"، ليضيف على وقع التصفيقات: "اليوم من أدرار نقول: لا لا للرجوع.. قفوا وقولوها لا للفتنة".

وسبقت كلمة سيدي سعيد، رسالة بوتفليقة، التي قرأها عنه وزير الداخلية نور الدين بدوي، أكد فيها عزمه على التقدم لعهدة خامسة، من خلال دعوته الجزائريين إلى "دعم الاستمرارية لمنافسة الأمم في التقدم والرقي"، متجاهلاً مسيرات الجمعة 22 فبراير الجاري.

وأكد سيدي سعيد أن ترشح عبدالعزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة خيار لا رجعة فيه.

  التجمعات الشعبية الرافضة لترشح الرئيس الجزائري .. يتوقع عودة الهدوء

من جهته، صرح عبدالمالك سلال، الوزير الأول الأسبق ومدير حملة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، من أدرار، أنه يتوقع عدوة الهدوء في الأيام المقبلة، قائلاً: "أنا على يقين أن الأيام المقبلة ستكون بهدوء".

وأكد سلال أن للشعب الجزائري كامل الحق في التعبير عن رأيه بخصوص الانتخابات المقبلة، مفيداً: "نحن لم نرَ الشباب ولو ليس متوافقاً معاً، ليس مشكلة أبداً ولكن لا بد  أن نحافظ على السلم والأمان لبلدنا لأن هذا هو الهدف الذي جاء به رئيس الجمهورية".

🔴#الجزائر أول تعليق لعبد المالك #سلال حول #المظاهرات_السلمية التي شهدتها معظم ولايات الوطن ⬇⬇⬇

🔴#الجزائر أول تعليق لعبد المالك #سلال حول #المظاهرات_السلمية التي شهدتها معظم ولايات الوطن⬇⬇⬇

Gepostet von ‎النهار الجديد‎ am Sonntag, 24. Februar 2019

لن نعود للتسعينيات

وكان لوزير الداخلية نور الدين بدوي اجتماع مع ممثلي المجتمع المدني، أكد فيه أن الجزائر لن تعود لسنوات الدمار والفوضى "بفضل المؤسسات الدستورية القوية، وبفضل الوعي الراقي للمواطن الجزائري".

وقال بدوي إن أطراف تسلط الأضواء على الجزائر تنتظر عودة "الفوضى والدمار وما جرى سنوات التسعينيات".

#بدوي..#Les_Projecteurs "للي يحبو الدمار لا يستطيعوا بفضل المؤسسات الدستورية"

#بدوي..#Les_Projecteurs "للي يحبو الدمار لا يستطيعوا بفضل المؤسسات الدستورية"

Gepostet von ‎الصوت الآخر – Assawt Al Akhar‎ am Sonntag, 24. Februar 2019

تلاميذ الثانوية يخرجون للشارع

وبولاية جيجل، شرق البلاد، خرج حوالي 1000 تلميذ يدرسون في المرحلة الثانوية، في تظاهرة ضد العهدة الخامسة، وتجمعوا أمام مقر البلدية، ولم تسجل أية تجاوزات أو صدامات مع قوات الأمن، وفق ما أفادت به مصادر من عين المكان لـ"عربي بوست".

وتظاهر مغتربون جزائريون في العاصمة الفرنسية باريس ضد ترشح بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقبلة مثلما أظهرته فيديوهات موثقة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسجلت وقفات احتجاجية أيضاً بمختلف ولايات الوطن، على غرار وهران، تيزي وزو، والبويرة.

مسيرة للطلبة الجامعات

وسيأتي الدور الثلاثاء 26 فبراير/شباط، على فئة الطلبة الجامعيين، للخروج في مسيرات مناهضة للعهدة الخامسة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

وتناقلت مواقع إلكترونية دعوات تحت شعار "الكلمة للطالب في كافة جامعات الوطن"، على نطاق واسع، ويبدو أن التنظيمات الطلابية التي أعلنت في وقت سابق دعمها للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، ستجد صعوبة في كبح جماح الطلبة الراغبين في الاحتجاج.

1⃣ مسيرة للطلبة يوم الثلاثاء على العاشرة صباحا 26 فيفري في كامل الجامعات ضد العهدة الخامسة.سلمية.2⃣ مسيرة للشعب في…

Gepostet von Eto Ile am Sonntag, 24. Februar 2019

وفي السياق كشف كريم (شاب) الذي سبق وأن ناضل في جمعية طلابية، لـ"عربي بوست"، أن "التنظيمات الطلابية ليس بإمكانها التحكم في الطلبة؛ لأنها في نظر الأغلبية متحالفة مع الإدارة ولا تدافع كما ينبغي على حقوق الطالب مثلما يجب".

ارتياح للسلمية

في المقابل، سجلت أحزاب التحالف الرئاسي، الذي يضم حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم)، حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حزب تجمع أمل الجزائر تاج، وحزب الحركة الشعبية الجزائرية، ارتياحها للطابع السلمي الذي أخذته المسيرات الرافضة لترشح عبدالعزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة.

ودعت في المقابل، كافة مناضليها إلى التجند من أجل إنجاح الحملة الانتخابية لبوتفليقة، وتفادي الانسياق وراء ما سمّوه "الاستفزازات".

بالزغاريد والورد والأعلام.. هكذا صنع الجزائريون وعناصر الشرطة أضخم مسيرة سلمية في تاريخ البلاد

 

 

تحميل المزيد