بدءاً من عامل مصري بسيط إلى واحد من كبار مشاهير هوليوود، يصعب في كثيرٍ من الأحيانِ تخيُّل الدافع الذي أدَّى إلى إقدام صديق لك، أو فرد لا تعرفه، لكنك سمعت خبر انتحاره المأساوي، فتتسائل عن أسباب التفكير بالانتحار التي تقف وراء هذه الفاجعة.
قد لا تكون هناك أي علاماتٍ تحذيرية، وربما تتساءل عن الإشارات التي أغفلتها أو أغفلها أولئك المحيطون به.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن تقديرات عدد الوفيات الناجمة عن الانتحار في جميع أنحاء العالم بلغ 793 ألف حالة وفاة في عام 2016. وهذا يشير إلى معدل انتحار سنوي قياسي عالمي يبلغ 10.5 لكل 100 ألف من السكان.
بنظرة سريعة على ترتيب الدول طبقاً لحالات الانتحار لكل 100 ألف شخص، سنلاحظ أن الحالات تزداد في الدول الفقيرة عموماً، وبخاصة دول أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا، لكن هناك بعض الاستثناءات الواضحة مثل كوريا الجنوبية وبلجيكا وفنلندا وغيرها من الدول ذات المستوى المعيشي المتقدم، وهو ما يجعلنا نتساءل عن أسباب الانتحار وعلاقته بالسعادة أو بالفقر.
كلمة السر: اليأس وفقدان الأمل
في حالاتٍ كثيرة، تجتمع العديد من العوامل لتتسبَّب في إقدام شخص ما على الانتحار. وغالباً ما يكون قراراً اتُّخذَ في أثناء عاصفة من المشاعر القوية وضغوط الحياة، وليس قراراً نُظِرَ فيه بعناية.
خلصت العديد من الدراسات إلى كون اليأس، سواء على المدى القصير أو بوصفه سمةً طويلة الأمد، يسهم في قرار الشخص بالإقدام على الانتحار. فربما كان يواجه تحدياتٍ اجتماعية أو جسدية ولا يرى بأي حالٍ أنَّ الوضع يُمكن أن يتحسَّن.
حين يُراود شخصاً ما الشعور بفقدان كل الأمل وليس بمقدوره تغيير ذلك، فيمكن أن يطغى هذا الشعور على كل الأشياء الجيدة في حياته، ويجعل الانتحار يبو خياراً مُجدياً. وفي حين قد يبدو من الواضح للمتفرج إمكانية تحسين الأمور، فربما لا يتمكَّن الشخص المُصاب بالاكتئاب من إدراك ذلك بسبب النظرة التشاؤمية واليأس المُصاحبين لهذا المرض.
من وجهة نظر شخص لا يفكر بالانتحار في الوقت الراهن – والذي هو معظمنا، معظم الوقت – من الصعب أن نفهم كيف يمكن لشخص أن يتجاهل غريزة البقاء، ويتجاهل الأشياء الجيدة في الحياة، ويحجب كل إمكانية للسعادة في المستقبل. لماذا لا يرون أنهم أناس صالحون؟ لماذا لا يفهمون أن الأمور سوف تتحسن؟
وإذا نظرنا إلى الرغبة في الانتحار التي مرت على بعض منا، فقد يكون من الأصعب أن نفهم لماذا لا يستطيع هؤلاء التخلص من هذه الرغبة القاتلة.
في غياب تشخيص طبي لا لبس فيه، فإن تصنيف السلوك الانتحاري على أنه شيء مثل "الاكتئاب" لا يفسر المشكلة ويلتف بشكل عام على المصدر الحقيقي للتفكير الانتحاري.
هناك نوع معين من التفكير هو الذي يغذي فكرة الانتحار. بالنسبة لمعظمنا، من الصعوبة بمكان هضم هذه الفكرة، لكن هذا التفكير هو في الواقع هو سلوك لحل المشكلات. ففي ذهن الشخص الذي يفكر في الانتحار، قد يبدو هذا الفعل وسيلة سريعة وفعالة للقضاء على الألم.
هنا بدأت الأمور تتضح: التفكر في الانتحار معناه وجود مشكلة، وفي لحظة ما يحاول الشخص حل هذه المشكلة عبر التخلص من العرض الذي تسببه، وهو الألم. بالتالي، فكل مشكلة تسبب ألماً نفسياً أو جسدياً كبيراً هي في الواقع وسيلة محتملة نحو الانتحار.
غالباً ما يحدث التفكير في الانتحار عندما يشعر المرء بأنه قد نفد من الحلول للمشاكل التي تبدو لا مفر منها ومؤلمة على نحو لا يطاق ولا نهاية له.
كيف يصل الشخص إلى مرحلة اليأس؟
هل كانت مشاكل مالية؟ مشاكل الزوجية؟ مشاكل صحية؟ مشاكل قانونية؟ كآبة؟ الاكتئاب الثنائي القطب؟ الإدمان على الكحول؟
بعد أن أمضى خمسة وعشرين سنة في البحث، وبمساعدة من أحد الرواد في هذا المجال ، الدكتور إدوين شنيدمان، أوضح المتخصص في طب النفس الانتحاري، مارك غولستون، أن أياً من هذه العوامل لا يؤدي إلى الانتحار. صحيح أنها تساهم جميعاً في ذلك، ولكن هناك الكثير والكثير من الناس مع كل أو حتى العديد من الشروط المذكورة أعلاه التي لا تقدم على الانتحار.
ومع ذلك، هناك شيء واحد هو أن جميع الأشخاص الذين يموتون منتحرين يشعرون في اللحظة التي يقومون فيها بسحب الزناد، أو القفز من ذلك المبنى، أو ابتلاع هذه الحبوب، بهذا الشعور الغريب من اليأس المقترن بعدم وجود أسباب للعيش. هذا الشعور متعدد الأسباب كأن يشعر الشخص بـ:
1- اللاأمل، مقترن بعدم وجود مستقبل يستحق الشخص العيش من أجله، خصوصًا أن كل الجهود المبذولة لتخفيف الألم (الأدوية، العلاج، إلخ) لم تنجح.
2- العجز، مقترن بالقدرة على سحب أنفسهم للخروج منه.
3- لا قوة، نفس الشعور في رقم 2 أعلاه لكن أقوى.
4- غير مفيد أو غير مهم، مرتبط بعدم وجود أي حل أو علاج يعمل، أو يشعر بأنه لا يساهم بشيء لأحد وأنه مجرد عبء فقط (حتى لو كان هؤلاء الناس يخبرونه بالعكس).
5- لا قيمة له، غير مرتبط مع واحد من الأسباب الرئيسية للوجود في ها العالم.
6- من دون هدف، غير مرتبط بمهمة للتركيز عليها والتي تمنحه مصدر فخر، وبدون ذلك يمكن للمرء أن يشعر بالخجل كما في عبارة "حياتي ليس لها أي غرض".
7- لا معنى له، وهو ما يرتبط بأن أفعاله لا تقدم شيئاً ما مفيداً أو مهماً، أو أنها بلا داع.
يمكن لهذه الأمور أن تؤدي بشكل عام إلى الألم الذي لم يعد من الممكن تحمله، وذلك عندما يشعر الإنسان بأنه يقترن بالموت كوسيلة لإبعاده عن طريق الذهاب بعيداً.
الفقر أحد أهم أسباب الانتحار
البلدان ذات الدخل المنخفض في آسيا والمحيط الهادئ لديها أكبر عبء من حالات الانتحار في العالم. هذه الدول هي من بين أفقر دول العالم، وتواجه العديد من التحديات الاجتماعية والسياسية.
حوالي 75% من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث معدلات الفقر مرتفعة. وتشير الأدلة إلى وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري. كل هذا يمكن تفهمه بسبب حجم المشاكل التي يعاني منها الفقراء والآلام الناجمة عنها.
وتختلف اتجاهات الانتحار في هذه الدول عن تلك المسجلة في أوروبا وأمريكا الشمالية. على سبيل المثال، بالمقارنة مع البلدان ذات الدخل المرتفع حيث ينتشر الانتحار بين الذكور، تفيد الصين والهند ودول المحيط الهادئ الجزرية بوجود عدد أكبر نسبياً من حالات الانتحار بين الإناث.
يواجه العديد من البلدان المنخفضة الدخل في هذا الجزء من العالم تحديات مثل الفقر وضعف التعليم والتصنيع السريع والخدمات الصحية المحدودة. هذه الأمور تصل بالإنسان بسهولة إلى هذه المرحلة المخيفة: اليأس.
لكن لماذا لا ينتحر كل الفقراء؟
أورد العالِم النفسي البارز جيسي بيرينج بجامعة أوتاجو بنيوزيلندا، في كتابه المرجعي "ذو الميول الانتحارية: لماذا نقتل أنفسنا" Suicidal: Why We kill Ourselves، أنه عادةً ما يُشار بأصابع الاتهام إلى الاكتئاب في العديد من حالات الانتحار، ومع ذلك فإن أغلب الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب لا يقتلون أنفسهم (فقط نحو 5% منهم كما يقول)، ولم يكن ضحايا الانتحار كلهم مصابين بالاكتئاب.
وأوضح بيرينج أن نحو 43% من التنوع في السلوك الانتحاري عند عامة الجمهور يمكن تفسيره عن طريق علم الوراثة، في حين تُعزى نسبة 57% المتبقية إلى عوامل بيئية. هنا قد يبدو الحديث غريباً.
فإن وجود استعداد وراثي للانتحار، مصحوباً بتسلسل معيَّن من الاعتداءات البيئية ضد رغبة المرء في الحياة، يقود بعض الأشخاص إلى محاولة جعل الألم يتوقف.
وبحسب ما ذكر في موقع scientific american الأمريكي، فإنه "مثل معظم السلوكيات البشرية، الانتحار هو فعل ذو أسباب متعددة. يصعب استخلاص أقوى المتغيرات التي يمكن توقُّع السلوك الانتحاري من خلالها، وخاصةً أن تلك الحالات الإدراكية الداخلية قد لا تكون في متناول حتى الشخص الذي يمر بها. إذ لا يمكننا أن نعي طرق العمل الكيميائية العصبية لأدمغتنا، لذا فإن العمليات الداخلية عادةً ما تُعزى إلى مصادر خارجية. وحتى أولئك الذين يتعرضون لأفكار انتحارية قد لا يفهمون سبب تحوُّل تلك الأفكار إلى فعل، ولا حتى إن كانت ستتحول إلى فعل، ولا توقيت ذلك".
الجانب "السعيد" من العالم
البلدان في العالم المتقدم يفترض أن تكون الأمور جيدة ومناسبة لهم، الدخل المرتفع، والرعاية الصحية الجيدة، وانخفاض معدلات الجريمة، والوصول إلى التكنولوجيا الحديثة، وبصفة عامة مستوى معيشة أعلى.
انظر إلى البلدان الاسكندنافية، فهي في القمة أو على الأقل في المراكز العشرة الأولى من كل تصنيف إيجابي يمكنك التفكير فيه أو إنشائه. من كونها واحدة من أكثر البلدان أماناً للعيش فيها، إلى كونها واحدة من أقل الدول فساداً. هم متقدمون في التعليم، والابتكار، ومتوسط العمر المتوقع، والرفاهية الاقتصادية العامة. باختصار، إنهم مجموعة من أسعد الناس على وجه الأرض.
لكن في الواقع هم ليسوا كذلك.
على الرغم من حياة الرفاهية، لا يمكن للمرء فهم الإحصائيات وراء ارتفاع معدل الانتحار في هذه البلدان ذات الدخل المرتفع. أظهرت العديد من الدراسات أن أماكن مثل الدنمارك والسويد التي تسجل باستمرار درجات عالية من السعادة والرضا عن الحياة، لديها أيضاً معدلات انتحار عالية نسبياً.
يتوقع بعض علماء الاجتماع أن الاتجاهات ربما ليست ذات صلة ويمكن تفسيرها بالعوامل الإقليمية مثل الشتاء القاتم أو الاختلافات الثقافية المتعلقة بالانتحار.
لا يقتصر هذا الاتجاه على الدول الاسكندنافية فقط، بل يتعدى ذلك عبر القارات، وعلى وجه التحديد القوى الاقتصادية الكبرى أيضاً. وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الكثير من الأمريكيين يموتون الآن بسبب الانتحار أكثر من حوادث السيارات، وهو إحصاء مزعج يقول بعض الخبراء إنه يشير إلى الأعماق الحقيقية للأزمة الاقتصادية الأمريكية.
من عام 1999 إلى عام 2010، ارتفع معدل الانتحار بين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و64 عاماً بنسبة 30% تقريباً ليصل إلى 17.6 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، ووصل المعدل عام 2016 إلى 13.7 حالة وفاة.
فحص خبراء الاقتصاد من بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، وجامعة وارويك في إنجلترا، وكلية هاملتون في نيويورك نتائج رضا الناس عن حياتهم التي قدمها 2.3 مليون أمريكي في كل الولايات، وقارنوها بمعدلات الانتحار بكل ولاية. ولاية يوتا، على سبيل المثال، تحتل أعلى مرتبة في الرضا عن الحياة، ولكن لديها أيضاً أعلى معدل انتحار في الولايات المتحدة الأمريكية.
المرتبة الثانية لأسعد ولاية في هاواي، والتي تأتي في المرتبة الخامسة في حالات الانتحار. في المقابل، تأتي نيويورك في المرتبة 45 من حيث الرضا عن الحياة، ولكنها تحقق أدنى معدل انتحار في أمريكا.
أكبر الاقتصادات في آسيا لديها أيضاً معدلات انتحار مرتفعة نسبياً مثل كوريا الجنوبية والصين واليابان. كوريا الجنوبية، التي تم تحديدها كواحدة من الاقتصادات الرئيسية لمجموعة العشرين، هي دولة متقدمة ذات دخل مرتفع وتعد من أكثر الدول الصناعية تقدماً. وتحتل كوريا الجنوبية أعلى معدل للانتحار بين الدول الثلاثين الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث تضاعف عدد القتلى من الانتحار في العقد الأخير بمعدل انتحار بلغ 31.7 لكل 100 ألف. الانتحار هو السبب الأكثر شيوعًا للوفاة لمن هم دون سن الأربعين في كوريا الجنوبية.
في كتابه عن الاقتصاد، لخص أستاذ اقتصاد في كلية ميدلبري ما يلي:
"يعيش الفقراء في البلدان النامية، وغالباً ما يجدون متعة في حياتهم الشاقة. هناك عدد قليل من حالات الانتحار في أشد البلدان فقراً. من لديه الوقت للانتحار؟ أنت مشغول للغاية على قيد الحياة".
ربما هذا صحيح نسبياً، لكن إذا ما ارتفع مستوى الفقر بشكل كبير خارج الحدود، فينعكس هذا بوضوح على معدلات الانتحار.
في الغالبية العظمى من الحالات، يقتل الناس أنفسهم بسبب أناس آخرين؛ إذ تؤجج المشاكل الاجتماعية ناراً قاتلة، لا سيما الانشغال المفرط بشأن رأي الآخرين فينا أو ماذا سيكون رأيهم فينا إذا عرفوا فقط ما نعتبره حقيقةً ما غير مستساغة.
من كل ما سبق، يمكننا الوصول إلى بعض العوامل التي تساعد الناس سواء كانوا فقراء أو أغنياء في التفكير جدياً في إنهاء حياتهم، حسب موقع Verywell Mind الأمريكي، الذي عدد أسباب التفكير بالانتحار.
الاكتئاب والأمراض النفسية
في حين أنَّ ثمة عوامل بإمكانها التأثير على قرار الشخص بالانتحار، فأكثرها شيوعاً هو كونه يُعاني اكتئاباً حاداً. إذ يُراود الشخص شعورٌ عظيمٌ بالألم العاطفي، ولكن لا يتسنَّى له إدراك أي طريقة لتخفيف الألم غير إنهاء حياته.
ثمة أمراضٌ نفسية أخرى إلى جانب الاكتئاب بإمكانها كذلك أن يكون لها دورٌ في الإقدام على الانتحار. ومثالٌ على ذلك، رُبما يكون الشخص المُصاب بالفُصام أو أي أمراضٍ أخرى ينتج عنها الذهان أو الاضطراب النفسي، يسمع أصواتاً تأمره أن يقتل نفسه.
وكذلك يُمكن أن يزيد مرض اضطراب ثنائي القطب (الهوس والاكتئاب) خطر إقدام شخص ما على الانتحار. إلى جانب كون اضطراب الشخصية الحدية هو حالة أخرى يصحبها مستوى انتحار مرتفع، فضلاً عن أنَّ اضطرابات الأكل، مُتضمنةً فقدان الشهية العصابي والنهام العصبي (الشره العصبي)، ترتبط بنسبة عالية بالوفاة الناجمة عن الانتحار.
اضطراب ما بعد الصدمة
يُعَدُّ الشخص الذي عايش تجربةً صادمة، كالاعتداء والإساءة الجنسية في مرحلة الطفولة، أو الاغتصاب، أو الإيذاء البدني، أو الصدمة الناجمة عن الحرب، أكثر عُرضة للإقدام على الانتحار، حتى بعد مُضي سنواتٍ عديدة على تعرُّضه للصدمة.
ويزيد تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة أو نتائج أخرى للصدمات من الخطر بدرجةٍ أكبر.
سوء استخدام العقاقير والاندفاع
بإمكان العقاقير المُخدرة والكحول أن تؤثر كذلك على الشخص الذي يشعر بالرغبة في الانتحار، إذ تجعله أكثر اندفاعاً ومُحتملٌ أن يتصرف وفقاً لرغباته مقارنةً بما سيكون عليه حين يكون في حالة وعي واتزان.
ويُمكن أن يُسهم تناول العقاقير والكحول في الأسباب الأخرى التي تدفع الناس للانتحار، مثل فقدان وظائفهم أو علاقاتهم. وكذلك، ترتفع معدلات تعاطي العقاقير المُخدرة وتناول الكحول بين الأشخاص المصابين بالاكتئاب واضطراباتٍ نفسية أخرى. كل هذا معاً يزيد من المخاطر المحتملة.
الفقدان أو الخوف من الخسارة
يُمكن أن يُقرر شخصٌ ما الانتحار حين يواجه شعوراً بالفقدان أو الخوف من الخسارة. ويُمكن أن تتضمَّن تلك الحالات:
– إنهاء علاقة غرامية أو صداقة مُقرَّبة.
– فقدان وظيفة ما أو أن يكون الشخص عاطلاً عن العمل وليس بمقدوره العثور على مصدرٍ كافٍ لدخل مادي ثابت.
– مشاكل مالية.
– فقدان منصب أو مركز اجتماعي.
– تدهور الوضع المعيشي لأسبابٍ مالية أو بسبب انتهاء علاقة ما.
– الفشل الدراسي.
– الانعزال الاجتماعي أو الأسري سبب الكشف عن ميولك الجنسية.
– التنمر، أو التشهير، أو الإهانة والفضيحة، بما في ذلك التنمر الإلكتروني (التنمر على الإنترنت).
– الاعتقال أو السجن.
الألم المزمن والأمراض المُستعصية
إذا كان الشخص يُعاني ألماً مزمناً أو أنه مصابٌ بمرضٍ ما لا أمل في علاجه أو انتشاله من معاناته، قد يبدو حينها الانتحار طريقةً لاسترجاع كرامته والتحكم بحياته. حتى إنَّ المساعدة على الانتحار تكون قانونيةً في بعض الدول لتلك الأسباب.
الاعتقاد بأنَّ حياتك تُشكِّل عبئاً على الآخرين
غالباً ما يذكر الأشخاص المُقدمون على الانتحار أنَّ أحباءهم أو العالم بشكلٍ عام سيكون أفضل حالاً بدونهم. إذ يرى الشخص نفسه عبئاً على الآخرين وعديم القيمة.
ربما لاحظنا انتشار هذه الفكرة في العديد من الأفلام السينمائية، عندما يقرر الأب أو الأم أو الحبيب الانتحار؛ لأنه يريد تخفيف العبء عن أحبائه.
العزلة الاجتماعية
يُمكن أن يصبح الشخص معزولاً اجتماعياً لأسبابٍ عدَّة، تتضمَّن فقدان الأصدقاء أو شريك الحياة، أو بسبب مرضٍ جسدي أو عقلي، أو القلق الاجتماعي، أو التقاعد، أو حتى بسبب الانتقال للعيش في مكانٍ جديد.
كل هذه الأسباب يُمكن أن تؤدي للشعور بالوحدة وعوامل خطرٍ أخرى كالاكتئاب وتعاطي المُخدرات.
صرخة استغاثة
في بعض الأحيان يُقدم الناس على الانتحار ليس لأنَّهم يرغبون في الموت حقاً، ولكن لأنَّهم ببساطة لا يعرفون كيف يتسنَّى لهم الحصول على المساعدة. حينها تصبح محاولات الانتحار وسيلة للصراخ والإظهار للعالم كم أنَّ هذا الشخص يتألم.
ومن المؤسف معرفة أنَّ صرخات الاستغاثة تلك يُمكن أحياناً أن تكون قاتلة إن أخطأ الشخص في تقدير شدَّة فتك طريقة الانتحار التي اختارها.
حوادث الانتحار العرضية
ثمة بعض الحالات التي يكون فيها ما يبدو كأنَّه انتحار هو في الواقع موتٌ عرضي. ومثالٌ على ذلك "لعبة الخنق" حيث يحاول المراهقون خنق أنفسهم ليشعروا بالانتشاء، والولع بالاختناق.