لم يمنع وقوفه وسط المواطنين الذين يحتشدون حوله، السلطات الجزائرية من اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز.
فأثناء وقوفه بين حشود من المواطنين بقلب بلدية الجزائر الوسطى بالعاصمة، لجمع توقيعات منهم، مساء السبت 23 فبراير/شباط 2019، تم اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز الذي أعلن اعتزامه الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل/نيسان 2019.
وبعد توقيفه، قامت الشرطة الجزائرية بترحيل نكاز من العاصمة إلى مسقط رأسه بقرية عين أمران بولاية الشلف على بعد من 300 كم غرب.
اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز بحسب لطفي دراجي مدير حملته، جاء بطريقة غير قانونية وبعيدة عن أطر الدستور الجزائري.
وقال لطفي إنه نكاز "سيتقدم المعني بشكوى رسمية إلى التنسيقية العليا لمراقبة الانتخابات للبت في هذا التضييق".
وأكد أن اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز، تم من قبل الشرطة الجزائرية، في الوقت الذي كان يجمع فيه توقيعات الشباب لبلوغ عدد 60 ألف توقيع تسمح له بدخول سباق الرئاسيات.
رغم أن رشيد نكاز يضيف "يقوم بعمله وفق ما تنص عليه القوانين الدستورية للبلاد"، حسب ما يقول مدير حملته.
ما هدف السلطات من اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز؟
"سلسلة التضييقات وآخرها اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز تهدف إلى التشويش على البرنامج الذي وضعه لبلوغ جل كل ولايات البلاد"، حسبما قال لطفي دراجي مدير حملته الانتخابية لـ"عربي بوست".
وأوضح دراجي "أن رجال الأمن قاموا باعتقال نكاز لفترة من الزمن قبل اقتياده قسراً إلى بلدية عين المران التابعة لولاية الشلف غرب العاصمة، قبل ساعات فقط من موعد انتقاله إلى ولاية تيزي وزو شرق العاصمة للقاء مؤيديه".
وأعلن مدير حملة رشيد نكاز أن لقاء تيزي وزو صباح الأحد 24 فبراير/شباط 2019، قد يتأخر عن الموعد المحدد سابقاً بسبب هذا التشويش المعتمد، حسب تعبيره.
وقال "إنهم كداعمين للمرشح المستقل رشيد نكاز، سيقومون بنقل هذه التجاوزات للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات".
لماذا اعتقلوه في هذا التوقيت تحديداً؟
هذه التصرفات من رجال الأمن كانت متوقعة وآخرها اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز، حسبما يقول لطفي الدراجي.
وأضاف أن اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز يأتي بعد الضجة التي أحدثها نكاز رشيد في مختلف ولايات الجمهورية" والالتفاف الكبير حوله خاصة من قبل الشباب".
ونشر ناشطون فيديو قالوا بأنه "يوثق للحظة اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز الذي أعلن عزمه خوض الانتخابات ضد بوتفليقة كمرشح مستقل".
ولقد جاء هذا الاعتقال بعد استقبال رسمي نادر للمرشح المستقل
اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز جاء عقب بعد استقبال استثنائي قوبل به المرشح المستقل في قلب الجزائر العاصمة.
ففي حين أن أغلب نشاطات المرشح الحر رشيد نكاز، كان يحتضنها الشارع والشباب، فإن زيارته إلى بلدية الجزائر الوسطى كانت مختلفة تماماً عن سابقتها.
إذ قام رئيس بلدية الجزائر الوسطى، باستقبال المرشح المحتمل، ووعد بتقديم التسهيلات لجمع التوقيعات الخاصة باستمارات انتخابات الرئاسة، حسبما قال نكاز في بث مباشر على صفحته الرسمية بفيسبوك.
وأثنى رشيد نكاز كثيراً على الاستقبال الرسمي من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الجزائر الوسطى، واعتبره وجهاً من وجوه الديمقراطية في البلد.
في المقابل، طالب رئيس بلدية الجزائر الوسطى من رشيد نكاز، تنظيم الوفود الكبيرة من المواطنين والشباب، الذين سيدخلون تباعاً لتوقيع الاستمارات.
رشيد نكاز امام مقر البلدية الجزائر الوسطى. ساحة الامير عبد القادر. من فضلكم يرجى منكم الحضور مرفقين ببطاقة التعريف الوطنية و بطاقة الناخب من أجل توقيع الاستمارات. ———هذا هو الرابط لتصبحوا مراسلين ح.ش.ت ببلديتكم لجمع 60.000 توقيع : http://nekkaz-mjc.com/creer-une-section-du-mjc-dans-votre-ville/——-
Gepostet von رشيد نكاز Rachid Nekkaz am Samstag, 23. Februar 2019
والشرطة تقول إن توقيفه كان لتفريق حشود الشباب
توقيف الناشط والسياسي المرشح رشيد نكاز كان مؤقتاً، وذلك بسبب أمور تنظيمية، حسبما ذكر مصدر أمني لموقع "الجزائرية 1".
وقال إن أسباب اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز تعود إلى "محاولة الأمن تفريق جموع المواطنين الذين تجمهروا في شارع الأمير عبدالقادر للقاء نكاز، رغم أن الكثير منهم جاء بدافع الفضول وليس إيماناً بأفكار نكاز أو مؤيداً له"، حسب المصدر.
وذكر الموقع أن السلطات الأمنية منعت التفاف الشباب حول رشيد نكاز عملاً بقانون منع التجمعات والمظاهرات بالجزائر العاصمة والذي يعود إلى سنة 2001.
وأضاف المصدر أن "توقيف رشيد نكاز وفق الموقع كان بطريقة سلمية ومحترمة ودون تعنيف أو إساءة أو إهانة وتم إبلاغه بأن التوقيف مؤقت وضروري".
لكن مدير حملته الانتخابية لطفي الدراجي قال لـ"عربي بوست" إن التوقيف كان مهيناً، وخارجاً عن الأطر القانونية، وتم نقل رشيد نكاز قسراً إلى ولاية الشلف غرب الجزائر العاصمة.
إنه مرشح الشارع وفيسبوك
عرف رجل الأعمال والناشط السياسي رشيد نكاز الذي يبلغ من العمر 47 عاماً، بنشاطه المكثف على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحرص على بث كل شيء على المباشر، كما أنه يتحرك في الشارع ويحظي بشعبية بين الشباب.
ويرى مصطفى جامل أستاذ العلوم السياسية، أن رشيد نكاز السياسي الوحيد الذي عرف حقيقة المجتمع، خاصة الشباب".
وأضاف "إنه يخاطبهم بطريقة يفهمونها ويعاملهم بطريقة بعيدة عن البروتوكولات التي يعرف بها غيرها من السياسيين".
ويقول جامل لـ"عربي بوست" إن الشباب في الجزائر احتضنوا رشيد نكاز كونه رمى بنفسه وسطهم، ويحاورهم في كل شيء، ويقترب من همومهم ومطالبهم، وبالتالي صنع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشوارع أغلب الولايات التي زارها شرقاً وغرباً".
نريد اكتشاف هذا الرجل الذي تحاربه السلطة
وما زاد من بروز هذا السياسي "هو التضييق عليه من قبل السلطات الأمنية في بعض التجمعات"، حسب جامل.
كما أن محاولة بعض المنتخبين المحليين منعه من تنظيم تجمعات شعبية كما حدث قبل أيام بمدينة خنشلة 600 كلم شرق الجزائر، ترفع من شعبيته.
ويضيف "الشباب في الجزائر كان يريد اكتشاف هذه الشخصية وسر منعه من النشاط السياسي، لذا كانت هبتهم كبيرة في كل الولايات التي زارها".
لكن رشيد نكاز في نظر جامل "يبقى حتى الآن مرشح الفيسبوك، والشارع بعيداً عن الرسميات، لأن ذلك يبدأ أساساً مع قبول ملفه للترشح من قبل المجلس الدستوري، والذي حدد يوم 3 مارس/آذار 2019 كآخر موعد لسحب استمارات الترشح وإيداع الملفات".
وتكشف مقاطع للفيديو الأعداد الكبيرة التي تحضر تجمعات الناشط والمرشح للرئاسيات الجزائرية رشيد نكاز.
ولكن القوانين تطارده.. خبر على الوكالة الرسمية من أجله خصيصاً
يبدو أن اعتقال المرشح الرئاسي رشيد نكاز ليس المشكلة الوحيدة التي ستواجهه في سباق الرئاسة.
فنكاز غير مطارد فقط من قبل الأمن الجزائري في تجمعاته الشعبية ومشواره في جمع التوقيعات، فحتى القوانين تضعه في الدائرة الحمراء للترشح بحسب ما ذكر المجلس الدستوري.
المجلس ذكر عبر خبر نشرته وكالة الأنباء الجزائرية منذ أيام قليلة، بالشروط التي تسمح بالمترشح دخول سباق الرئاسيات، وما يجب أن يحتويه ملف المرشح، وفق القوانين المعدلة إبان تعديل الدستور سنة 2016.
سعيد أيرزي المتخصص في التسويق السياسي يقول إنه "من بين الشروط التي تحرج رشيد نكاز ما تعلق بإثبات الإقامة بالجزائر 10 سنوات دون انقطاع إضافة إلى جنسية الزوجة".
ويحسم أيرزي الأمر من وجهة نظره بالقول "رشيد نكاز ليس له الحق في الترشح، والقوانين هي التي تقول ذلك".
وفي الانتخابات السابقة حدث شيء غريب لاستمارات التوقيعات التي جمعها
خلال رئاسيات 2014 بالجزائر، حدث ما كان يسمى "لغز" اختفاء استمارات التوقيعات التي جمعها رشيد نكاز قبل ساعات عن انقضاء موعد إيداعها لدى المجلس الدستوري، وهو ما حطم آمال نكاز في دخول معترك الانتخابات الرئاسية حينها".
فالسيارة السوداء التي كانت تحمل 62 ألف توقيع، تعرضت للسرقة، بعد استقبال منسق المرشح حينها مكالمة هاتفية مجهولة، تؤكد جمع 7 آلاف توقيع من ولايات الجنوب.
وعندما توجه عبدالله نكاز شقيق رشيد نكاز لإحضارها، تمت سرقة السيارة بما تحتويه من توقيعات.
ولم يتمكن رشيد نكاز حينها أمام المجلس الدستوري من إيداع ملفه رسمياً بعد هذه الحادثة التي بقيت غامضة إلى يومنا هذا، رغم اتهام نكاز النظام حينها بافتعال الحادثة لمنعه من المشاركة في الرئاسيات.
ولكن لا حاجة لهذه الخدعة هذه المرة، فزواجه من أمريكية مخالف للقانون
نكاز سيواجه مشكلة مختلفة هذه المرة، وستكون أمام المجلس الدستوري، حسبما يقول
مصطفى جامل أستاذ العلوم السياسية.
إذ يقول لـ"عربي بوست" "إنه سيصعب عليه الترشح بفعل القوانين الجديدة التي وضعها الرئيس بوتفليقة خلال تعديل الدستور في 2016".
وأضاف إن قضية جنسية الزوجة الأمريكية، وكذا إقامة 10 سنوات دون انقطاع في الجزائر، سيكونان الحلقة المفقودة في ملف رشيد نكاز أمام المجلس الدستوري".