بعد يوم من خروج حشود معترضة في المدن الجزائرية، الحزب الحاكم الجزائري يرد على المظاهرات التي خرجت حيث صرح حزب جبهة التحرير الوطني بأن المظاهرات الرافضة لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لعهدة خامسة لن تغيّر موقفه، وأنه "ماض في الحكم لتنفيذ إصلاحات جوهرية".
وقال منسق قيادة الأفلان رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، خلال تجمّع شعبي، السبت 23 فبراير/شباط الجاري، في وهران، إن معارضي ترشح بوتفليقة "حالمون، نقول لهم أحلام سعيدة وصح النوم".
وفجّرت تصريحات بوشارب ردود فعل سريعة على الشبكات الاجتماعية، حيث وصفت بالمستفزة لمشاعر عشرات الآلاف الذين تظاهروا أمس الجمعة 22 فبراير/شباط بكافة أنحاء البلاد ضد العهدة الخامسة.
بوتفليقة مبعوث من عند الله
ونفت، ليلة الجمعة إلى السبت، قيادة الحزب أخبار تحدثت عن تأجيل نشاطات دعم العهدة الخامسة بمختلف ولايات البلاد.
وكتبت في بيان أنها "لا أساس لها من الصحة، وعلى الأمناء الولائيين للحزب التقيد بالتعليمات المحددة لمواعيد برامج دعم مرشح الحزب عبدالعزيز بوتفليقة".
ونظم منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطنية معاذ بوشارب تجمعاً شعبيا بقصر المؤتمرات التابع لشركة سونطراك بولاية وهران غرب البلاد.
قال فيه "إن الله بعث بوتفليقة للجزائر سنة 1999 ليصلحها".
واستعان بوشارب بالحديث النبوي الشريف قائلاً: "إن الله يرسل على رأس قرن رجلاً يصلح للأمة أحوالها".
هل رأيتم ما حل بدول الربيع العربي؟
وتطرق بوشارب للمسيرات التي عرفتها البلاد الجمعة ضد العهدة الخامسة لبوتفليقة، مستعيناً بلغة التخويف والتحذير من سيناريو الربيع العربي.
ودافع عن منتسبي الحزب قائلاً: "أولاد جبهة التحرير مستعدون للموت جوعاً، وأناس تناور عليهم بالقول أنتم تأكلون الكاشير".
في إشارة إلى السخرية التي طالت المشاركين في تجمع القاعة البيضاوية بالعاصمة، يوم إعلان ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وروج على مواقع التواصل أنهم تم شراؤهم بساندويش الكاشير (اللحم المفروم).
أحلام سعيدة
وهاجم معاذ بوشارب الرافضين لاستمرار بوتفليقة في الحكم واتهم المعارضة بالكذب على الجزائريين، معتبراً أن "جهات سياسية تمثيلها مجهري وتقول افعل كذا واعمل كذا ولدينا برامج"، ليضيف نقول لهم أحلام سعيدة وصح النوم.. ونقول لهم أيضاً الأطفال الصغار دائماً يحلمون فتمتعوا بحلمكم".
ماض في الحكم
وفي الوقت الذي فتحت فيه برقية وكالة الأنباء الرسمية للاحتجاجات الرافضة للعهدة الخامسة، الباب أمام عدة تأويلات من بينها "عدول الرئيس عن الترشح"، أوحى خطاب بوشارب بأن بوتفليقة عازم على مواصلة المسيرة، وتنفيذ الإصلاحات العميقة التي وعد بها في ندوة الوفاق الوطني التي ستعقب الرئاسيات.
وأعلن بوتفليقة في رسالة ترشحه عن تنظيم وفاق وطني وتعديل عميق للدستور، إذا فاز بالانتخابات المقرر في 18 أبريل/نيسان 2019.
وقال بوشارب: "اليوم خارطة الطريق التي جاء بها الرئيس وهي الندوة الوطنية أشبهها بميثاق 1976 هذا الميثاق الذي أدى في شهر نوفمبر من نفس السنة إلى دستور جديد وأحيا سلطة الثورة التشريعية في البرلمان".
ودافع عن ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة قائلاً: "الخيار جاد (خيار الترشح) بالنظر للحصيلة التي أنجزها منذ 1999 وقبل هذا التاريخ وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية، ولا يمكن إنكارها".
اعتبروا تصريحاته استفزاز
وصنعت تصريحات معاذ بوشارب ضجة على الشبكة الاجتماعية، حيث اعتبرت من قبل صحفيين وسياسيين بأنها مستفزة لمشاعر آلاف الجزائريين الذين خرجوا في مسيرات حاشدة بطريقة سلمية ضد العهدة الخامسة.
مايزال الاستفزاز لمشاعر شعبنا متواصلا للأسف! ..رئيس برلمان "الكادنات" "اللاشرعي" يتحدى الشعب بتصريح استفزازي جديد،…
Gepostet von Hafid Derradji – حفيظ دراجي am Samstag, 23. Februar 2019
أفلان معاذ بوشارب ضد الإرادة الشعبية..ضد الاستقرارأفلان بوشاربتهديد للأمن العام
Gepostet von Riad Houili am Samstag, 23. Februar 2019
وقد وصل معاذ بوشارب إلى رئاسة المجلس الشعبي الوطني بعد عزل رئيسه السابق سعيد بوحجة، بطريقة منافية للدستور، إذ لم يقدم الأخير استقالته وعمد النواب إلى غلق باب البرلمان بالأصفاد والأغلال لمنعه من دخول مكتبه.
غول يدعم مطالب الإصلاح
من جانبه، صرّح رئيس حزب تجمع أمل الجزائر تاج، عضو التحالف الرئاسي الداعم لبوتفليقة، السبت 23 فبراير/فبراير، بشأن احتجاجات الجمعة قائلاً: "إن مطالب الإصلاح العميق شرعية".
فيما أشاد رئيس حزب جبهة المستقبل، عبدالعزيز بلعيد، بالمسيرات السلمية التي خرجت ضد العهدة الخامسة، وأعلن في الوقت ذاته ترشحه لهذه الاستحقاقات.