أطلق نشطاء سياسيون في الجزائر هاشتاغ "حراك 22 فبراير/شباط"، الذي لقي تفاعلاً من الشارع الجزائري، بدأ في الانتقال تدريجياً من الفضاءات الافتراضية إلى الشارع، للتعبير عن معارضة القرار الذي حُمل إليهم عبر رسالة خطية تناقلتها وسائل الإعلام. وبالفعل، خرجت مظاهرات تعارض ترشح الرئيس الجزائري، خلال الأيام القليلة الماضية.
وتدعو هذه النداءات إلى نزول الجزائريين إلى الشارع، للتعبير عن رفضهم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للعهدة الخامسة، منذ إعلانه ترشحه في 10 فبراير/شباط 2019، في رسالة وجهها إلى الشعب الجزائري.
البداية كانت مع احتجاجات مدينة خنشلة بالشرق الجزائري
رغم أن كثيراً من الجزائريين متخوفون من هذه الاحتجاجات، فإن آخرين يصرون على تنظيمها، لإيصال أصواتهم.
وكانت البداية من الشرق الجزائري بمدينة خنشلة، حيث تظاهر المئات من سكان المدينة أمام مقر البلدية؛ احتجاجاً على منع رئيس بلديتهم، الناشطَ السياسي والمرشح الرئاسي المعارض رشيد نكاز من تنظيم تجمُّع يلتقي فيه أنصاره. وفي سابقة هي الأولى من نوعها ومشهد غير مألوف، نزع المحتجون صور الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة من واجهة مقر البلدية.
وعلى أثر هذه الحادثة، تم تجميد مهام رئيس بلدية خنشلة من طرف والي الولاية؛ بعد أن تسبب الأخير في غضب المواطنين وسخطهم، حسب ما نشرته وسائل الإعلام الجزائرية.
خنشلة: مواطنون يحاصرون البلدية بعد تهديد رئيسها لكل من يساند رشيد نكاز https://t.co/Ot3mWaIMFc pic.twitter.com/VQXywlZqoj
— Algeria Tweet (@Algeria_Tweet) February 19, 2019
تحذير واعتقالات لنشطاء سياسيين ومدونين
وفي السياق نفسه، كان حزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض بالجزائر، قد أعلن الأربعاء 20 فبراير/شباط 2019، اعتقال الشرطة 3 من مناضليه، وسط العاصمة الجزائرية، عندما كانوا يوزعون منشورات تحرّض على مقاطعة الانتخابات الرئاسية، المقررة في 18 أبريل/نيسان 2019، ليتم الإفراج عنهم في اليوم نفسه.
اعتقال 3 مناضلين من الأفافاس وسط العاصمة https://t.co/jbjnKLut9T pic.twitter.com/Q2Qn2VzfFf
— سبق برس (@SabqpressAlg) February 20, 2019
وفي حادثة مماثلة، تناقلت مراجع إعلامية جزائرية، صبيحة الأربعاء 20 فبراير/شباط 2019، خبر اعتقال المدون بوغربي مهدي (22 عاماً)، من ولاية البويرة بالوسط الجزائري، بسبب إانشائه صفحة على موقع فيسبوك رافضة للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وصرح أصدقاء بوغربي لوسائل الإعلام الجزائرية، بأن مصالح الأمن اعتقلته في سرية تامة، وذلك بهدف تفادي استفزاز الشعب، ليتم الإفراج عنه في ساعات متأخرة من اليوم نفسه، بعد حجزٍ دامَ ساعات، كان فيها على ذمة التحقيق في قضية إنشائه صفحة على الفضاء الإلكتروني، كما حُجز هاتفه الجوال وحاسوبه المحمول.
يشار إلى أن مهدي بوغربي يملك ويدير صفحة بـ "فيسبوك"، تحت اسم "لا للعهدة الخامسة الجزائر في خطر".
مراكز تجارية تغلق أبوابها بسبب العهدة الخامسة
أصدرت إدارة المركز التجاري والترفيهي بالجزائر العاصمة قراراً يقضي بإغلاق أبواب المركز الجمعة 22 فبراير/شباط 2019، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام الجزائرية. القرار نفسه اتخذته مراكز تجارية أخرى باعتباره إجراء احترازياً، لتجنب ما قد يحدث في احتجاجات يوم الجمعة، واحتسبت إدارة المراكز التجارية يوم الجمعة عطلة مدفوعة الأجر للعاملين بها.
كما يُتوقع أن يخرج الجزائريون، الجمعة 22 فبراير/شباط 2019، في مختلف المدن الجزائرية، منددين بالعهدة الخامسة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
ويشار إلى أن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، يبلغ من العمر 81 عاماً، وتعرض في عام 2013، لجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة، لكنه واصل الحكم، حيث يظهر نادراً في التلفزيون الرسمي لدى استقباله ضيوفاً أجانب، أو ترؤُّس اجتماعات لكبار المسؤولين، إلى جانب رسائل يوجهها من حين لآخر إلى مواطنيه في المناسبات الوطنية والدينية..