أبدى أعضاء مجموعة الإيغور العرقية الذين يعيشون خارج الصين قلقهم تجاه أقاربهم في الصين، مشيرين إلى أنَّهم إما محبوسون في معسكرات الاعتقال أو موتى.
فعندما نشرت الصين فيديو الأسبوع الماضي لتثبت أنَّ الموسيقي الإيغوري البارز لم يمت في محبسه، كما تقول الشائعات، انتفض مواطنو الإيغور حول العالم.
وكتب أحدهم على تويتر: "أثبتوا لي أنَّ والدي على قيد الحياة وبصحة جيدة".
وتساءل آخر: "أين عائلتي؟". وفي أحد المقاطع، أمسكت طفلة صورة أبيها المفقود، وهي تبكي وتقول: "أعرضوا لنا فيديو له".
ودشن موراتي هاري إيغور، وهو طبيب يعيش في فنلندا، مع مجموعةٍ من النشطاء هاشتاغ للحملة، وهو #MeTooUyghur، أو #MenmuUyghur باللغة الإيغورية، بمعنى "أنا أيضاً إيغور"، وشجع الآخرين على استخدامه.
We are launching new international movement, please join us! Chinese authority show video, as prof of Mr.Heyt is still alive. Now, we want to know, where are millions of #Uyghurs? Please join #MeTooUyghur campaign! Small act, big impact! pic.twitter.com/coNEr3jjVy
— Halmurat Harri Uyghur (@HalmuratU) February 11, 2019
انطلاق حملات إلكترونية لكشف مصير ملايين الأويغوريين
ووفق ما ذكرت صحيفة The New York Times الأمريكية، كتب الطبيب موراتي: "الآن، نريد أن نعرف، أين ملايين الإيغوريين؟".
وأشار إلى التقارير التي تفيد باحتجاز الصين مليوناً أو أكثر من الإيغور، والكازاخستانيين، وأعضاء من الأقليات التركية ذات الأغلبية المسلمة في معسكرات اعتقال في منطقة شينغ يانغ في أقصى غرب البلاد.
وقال إيغور إنَّه والنشطاء الآخرين يأملون أن تلاقي حملتهم نفس الصدى والمردود لحملة #MeToo، التي قادتها ناجيات من الاعتداء الجنسي والتحرش.
في البداية، كانوا خائفين من أن يكون الهاشتاغ مسيئاً للمرأة حسبما أوضح إيغور، وأضاف: "لكنَّنا قلنا إنَّ الإيغور أيضاً ضحية للاعتداءات، وإننا كأمّة تعرضنا لما يشبه الاغتصاب".
مجبرون على التخلي عن دينهم الإسلامي..
من المحتجزون في شبكة المخيمات الممتدة؟ هل هم أحياء أم أموات؟ ما الظروف التي يعيشون فيها؟ وأين الأطفال، والعجائز والمرضى؟
تضرب الحملة في صميم جهود بكين لتصوير المخيمات على أنَّها مرافق للتدريب على العمل، تستهدف تحسين حياة المحتجزين وتعزيز الاستقرار في المنطقة التي كان يسودها الاضطراب.
وأنكر المحتجزون السابقون ذلك، وقالوا إنَّ المخيمات أشبه بالسجون، وكانوا يجبرون على التخلي عن دينهم الإسلامي والإشادة بالحزب الشيوعي الحاكم.
وخلال الأشهر الأخيرة، ظهرت أدلةٌ على استخدام نظام العمل بالسخرة في المخيمات.
أما رد الصين فكان..
وفي بيانٍ صحفي دوري، سعت هوا تشان ينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إلى التشكيك في صحة الحسابات التي نشرت الانتهاكات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام الغربية، قائلةً إنَّها "جاءت من الفراغ"، أو أنَّ أصحابها لا وجود لهم في الواقع.
وبسؤالها عن حملة #MeTooUyghur، قالت السيدة هوا: "يبلغ تعداد سكان الصين أكثر من مليار. هل سنضطر إلى إرسال فيديو لكل واحد منهم؟".
إدانات دولية بدأت من تركيا
وقد أثارت هذه المخيمات حالة من الإدانات الدولية، أولها "توبيخ" الدولة ذات الأغلبية المسلمة تركيا هذا الشهر فبراير/شباط 2019.
وقال البيان التركي إنَّ الموسيقي الإيغوري المعروف عبدالرحيم هييت مات في المعتقلات الصينية، ما دفع وكالة الأخبار الصينية الرسمية إلى نشر فيديو في اليوم التالي، يدَّعي أنَّ السيد هييت بصحة جيدة ويخضع للتحقيق.
وخلال ساعات، بدأ الإيغور في النشر عن أقاربهم المفقودين.
لم يكن صوت الإيغور مسموعاً من قبل إلى هذا الحد. كان الكثير من الإيغوريين والكازاخستانيين يخشون الحديث عن أصدقائهم وعائلاتهم لكيلا تنتقم الصين من عائلاتهم.
وكان إيغور، الطبيب المقيم في فنلندا، من بينهم. عندما احتجزت الحكومة الصينية والدته في أبريل/نيسان 2017، وبعدها والده، التزم الصمت.
لكن بدافع اليأس، سجل في النهاية فيديو لنفسه يشجب فيه سياسات الصين بسبب معاناة والديه.
يُعتبر هذا المقطع، الذي نشره على فيسبوك في مايو/أيار 2018، روايةً شخصية نادرة لما يحدث في برنامج التلقين العقائدي، الذي وصل في هذه المرحلة إلى اعتقال ما لا يقل عن مئات الآلاف من الأشخاص.
والآن، مع عدم إظهار الصين أي علامة لوقف هذا البرنامج، ومع ظهور أدلة بتزايد حجم وعدد المخيمات، لجأ المزيد من الإيغور إلى نشر ما يحدث للعامة.
قام الآلاف منهم بنشر مقاطع فيديو قصيرة أو أضافوا المزيد من الأسماء والبيانات لقوائم المفقودين.
ويقول إيغور: "بدأ شعبنا المقاومة. إنَّهم يعانون على الصعيد النفسي، ولا يعرفون ماذا يفعلون، لكن هذا الذي نقوم به قد يمنحهم بعض الأمل".
ويقول جين بونين، المترجم الروسي الأمريكي، الذي بدأ بجمع قاعدة البيانات في سبتمبر/أيلول مع مجموعة صغيرة من زملائه: "بمجرد أن تكون لديك قائمة بآلاف الشهادات، يمكنك أن تلوح بها في وجوههم".
ويعتقد بعض النشطاء أنَّ حملاتهم صنعت فارقاً بالفعل.
فخلال مجموعة من المقابلات الشهر الماضي في ألماتي بكازاخستان، قال عددٌ من الكازاخستانيين إنَّ المناشدات العامة ضغطت على السلطات لتحريرهم أو تحرير أقاربهم من مخيمات الاعتقال.