دموع وحزن في تشييع جنازة طفل فلسطيني قتل بدمٍ بارد

شيَّع فلسطينيون، السبت 9 فبراير/شباط 2019، جثمان فتى فلسطيني عمره 14 عاماً، قَتلته قوات إسرائيلية خلال احتجاجات على حدود غزة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/09 الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/09 الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش

شيَّع فلسطينيون، السبت 9 فبراير/شباط 2019، جثمان فتى فلسطيني عمره 14 عاماً، قَتلته قوات إسرائيلية خلال احتجاجات على حدود غزة.

وشارك مئات الفلسطينيين في تشييع جثمان الطفل الذي غطي بالعلم الفلسطيني، ورددوا هتافات تطالب بالرد على "جرائم" إسرائيل وانتهاكاتها ضد الأطفال الفلسطينيين والمتظاهرين في مسيرات "العودة".

ونثر أقارب الطفل الشهيد الورود وقطع الحلوى على جثمانه، بعد إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه في منزله، بمخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، قبل أن يواروه الثرى في مقبرة المخيم.

إسرائيل فتحت النار على صبي عمره 14 عاماً لإلقائه الحجارة

قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الفتى الذي قتل خلال احتجاجات، الجمعة 8 فبراير/شباط، السلمية قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة يدعى حسن شلبي.

فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه فتح النار على الصبي، رداً على إلقاء متفجرات وحجارة عبر السياج الحدودي.

ذهب يطالب بحياة كريمة فعاد دونها!

"يذهب دائماً إلى مسيرات العودة ليُطالب بأن يعيش بكرامة مثل بقية أطفال العالم، لكن في المرة الأخيرة ذهب ولم يعد"، بهذه الكلمات تحدَّثت الفلسطينية فاطمة شلبي بعد إلقائها نظرة الوداع الأخيرة على جثمان طفلها حسن لوكالة أنباء الأناضول.

وقالت والدة الشهيد لمراسل الأناضول: "كان حسن يخبرني أنه ذاهب لمسيرات العودة، وسيعود بعدها كباقي الأطفال المشاركين في المسيرات، لكن هذه المرة غادر ولم يعُد!".

وأضافت فاطمة: "كان طفلي يشارك في المسيرات السلمية، ليطالب بحقه في أن يعيش حياة كريمة، نعيش في ظروف اقتصادية قاسية بسبب تعطل زوجي عن العمل وعدم وجود مصدر دخل ثابت لأسرتي المكونة من 8 أفراد".

وتابعت: "حسن كان متفوقاً في دراسته بالصف الثاني الإعدادي، وعندما يعود من المدرسة يعمل في مخبز أو على بسطة لبيع المأكولات، مقابل مبلغ 5 أو 10 شواكل (1.3- 2.6 دولار) باليوم ليساعد في توفير الطعام لإخوته".

وتكمل: "الظروف القاسية التي نعيشها في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي حرمت طفلي من اللعب والفرح، وأجبرته على العمل رغم صغر سنه".

ولم تتوقع "فاطمة" أن يستشهد طفلها أو يصاب في مسيرات "العودة"، فهو "لا يشكل أي خطر على الاحتلال، وعادة ما يبقى مع الأطفال في الصفوف الخلفية للمسيرات".

زملاء الطفل بالمدرسة عاشوا صدمة لحظة معرفة الخبر

حالة الحزن التي خيَّمت على منزل الشهيد "شلبي" عمّت أيضاً في مدرسته، حيث وضع زملاؤه صوراً له على المقعد الذي كان يجلس فيه، وعلى جدران أروقة المدرسة وساحتها.

وفي حديث مع الأناضول، قال خالد صافي (13عاماً)، وهو صديق الشهيد "شلبي": "حسن كان نشيطاً ويتميز بروح الفكاهة والأخلاق العالية، كنا نلعب معاً كرة القدم التي يجيدها بشكل متميز".

ويضيف الطفل صافي: "عندما سمعت أنه استُشهد صدمت، وركضت لمنزلهم ولم أجده، ووجدت تجمعاً للناس".

وتابع: "لم يرتكب صديقي أي جريمة، فهو ذهب كغيره لمسيرات العودة السلمية، أنا أفتقده كثيراً"، يكمل صافي.

حسن لم يكن الطفل الوحيد ضحية إسرائيل هذا اليوم

الجمعة، 8 فبراير/شباط، استشهد طفلان فلسطينيان، وأصيب 17 متظاهراً، برصاص الجيش الإسرائيلي.

الطفل الثاني الذي قتل خلال مشاركتهم في "مسيرات العودة وكسر الحصار"، قرب السياج الأمني الفاصل شرقي القطاع، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة هو حمزة أشتيوي (17 عاماً)، وقد ووري الثرى هو الآخر السبت 9 فبراير/شباط.

وقد حاول محمد أشتيوي، والد الطفل الشهيد، أن يحبس دموعه بينما كان يلقي النظرة الأخيرة على ابنه البكر، فيما ارتسمت على محياه مشاعر متداخلة من الحزن والألم لدى وداعه فلذة كبده، وفق ما نقلته وكالة أنباء رويترز.

إسرائيل تستخدم القوة

من جانبه، قال مركز "الميزان لحقوق الإنسان" (غير حكومي)، إن "قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة والمميتة في قمع مسيرات الجمعة".

وأشار المركز، في بيان، أن حصيلة ضحايا انتهاكات إسرائيل ضد مسيرات "العودة" منذ انطلاقها، في 30 مارس/آذار 2018، بلغت 188 شهيداً، بينهم 38 طفلاً وسيدتان و8 من ذوي الإعاقة و3 مسعفين، إضافة إلى 14 ألفاً و378 إصابة بجروح مختلفة.

ويشارك فلسطينيون، مساء كل جمعة، في المسيرات السلمية التي تُنظم قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.

تحميل المزيد