حضر عشرات الآلاف من الكاثوليك وعدة آلاف من المسلمين قداساً عاماً غير مسبوق ترأَّسه البابا فرنسيس، أول بابا للفاتيكان يزور شبه الجزيرة العربية، في الإمارات، الثلاثاء 5 فبراير/شباط 2019.
وتجمع نحو 135 ألف شخص في ملعب بمدينة زايد الرياضية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، لرؤية البابا الذي يزور الإمارات لدعم الحوار بين الأديان.
وقال توماس تيجو (44 عاماً)، من ولاية كيرالا بجنوب الهند، ويعيش في الإمارات وسافر بالحافلة في الساعات الأولى من الصباح للوصول إلى الملعب: "هذا أحد أهم أيام حياتي بصفتي مسيحياً. نحن هنا بعيدون جداً عن الوطن، والأمر أشبه بغطاء مريح".
وأضاف وهو يحمل طفله ماركوس (3 أعوام): "سأصغي إلى ما سيقوله البابا".
يعيش في الإمارات مليون كاثوليكي
ويعيش في الإمارات نحو مليون من مليوني كاثوليكي مقيمين في دول الخليج.
وتجمَّع الآلاف وهُم يلوحون بأعلام الفاتيكان على جانبي مدخل الملعب، القريب من جامع الشيخ زايد الكبير.
وقال منظمو القداس إنه من المتوقع حضور مسيحيين كاثوليك من نحو 100 دولة، إلى جانب نحو 4 آلاف مسلم، منهم مسؤولون حكوميون.
وصل البابا إلى الإمارات بدعوة من ولي عهد أبوظبي
وصل البابا إلى الإمارات، الأحد 3 فبراير/شباط 2019، بدعوة من ولي عهد أبوظبي. وندد خلال زيارته بالحروب المندلعة في المنطقة، وضمن ذلك حرب اليمن، داعياً إلى تعزيز التعاون بين المسلمين والمسيحيين.
ودخل البابا الملعب في سيارة بيضاء مفتوحة السقف، حيث استقبلته الحشود بترحيب هادر.
وقالت جوزفين بريرا (68 عاماً)، وهي معلمة متقاعدة جاءت من سريلانكا لحضور القداس، إنه "لحظة مقدسة سترافقني إلى الأبد".
ويصف قساوسة ودبلوماسيون الإمارات بأنها واحدة من أكثر البيئات انفتاحاً في الخليج بالنسبة لممارسة المسيحيين طقوسهم، المسموح بها في مجمعات كنائس بتصاريح خاصة. لكنها، شأنها شأن جيرانها، لا تسمح بالتجمعات الدينية غير المصرح بها أو التبشير.
ونشرت صحف في السعودية، التي تحظر إقامة الكنائس، صوراً لاجتماعات البابا فرنسيس مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، وولي عهد أبوظبي وحاكم إمارة دبي، في أبوظبي، الإثنين 4 فبراير/شباط 2019.
شيخ الازهر يدعو إلى احتضان الطوائف المسيحية
ودعا شيخ الجامع الأزهر، أحمد الطيب، المسلمين بالشرق الأوسط إلى "احتضان" الطوائف المسيحية في دولهم.
وقال مخاطباً المسلمين، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي خلال مراسم بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، شارك فيها البابا فرنسيس: "استمِروا في احتضان إخوانكم من المواطنين المسيحيين بكل مكان.. فهُم شركاؤنا في الوطن".
ثم وجَّه حديثه إلى المسيحيين، قائلاً: "أنتم جزء من هذه الأمة، وأنتم مواطنون ولستم أقلية. وأرجوكم أن تتخلصوا من ثقافة مصطلح (الأقلية) الكريه؛ فأنتم مواطنون كاملو الحقوق والمسؤوليات".
ودعا شيخ الأزهر كذلك المسلمين في الغرب إلى الاندماج في دولهم المضيفة، واحترام القوانين المحلية.
وتعوّل مصر على علماء الأزهر في حربها ضد المتشددين. واستضاف الأزهر البابا فرنسيس عام 2017، لتحسين العلاقات بين الكاثوليك والمسلمين.