المصالح أهم!.. دافوس “يصم آذانه” عن انتهاكات الرياض بفعالية اقتصادية في نسخته الأصلية

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/24 الساعة 11:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/30 الساعة 18:18 بتوقيت غرينتش

رغم أن الفعالية الأخيرة من "دافوس"، التي كانت قبل 3 أشهر، كانت الحدث الأهم فيها هو أصداء اغتيال الصحفي السعودي المرموق جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول، إلا أن النسخة الأصلية من هذا المؤتمر، التي تقام في سويسرا تجاهلت كل ما يحدث في الرياض.

ومن المقرر أن يستضيف المنتدى الاقتصادي العالمي، اليوم الخميس 24 يناير/كانون الثاني 2019، في دافوس، فعالية بعنوان "الخطوات التالية للمملكة العربية السعودية".

ويذكر توصيف الفعالية على الموقع الإلكتروني للمنتدى: "واجهت خطة التحول الوطني للسعودية رياحاً اقتصادية وجيوسياسية معاكسة عام 2018".

"فكيف ستواجه البلاد سياقاً عالمياً وإقليمياً جديداً؟"

صعوبات تنتظر الرياض

وبحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، فإنه بالفعل تواجه السعودية صعوبات في الأشهر الأخيرة، في ظلِّ عددٍ من التطورات الصادمة التي تلفت الانتباه السلبي إلى حكام المملكة.

ومن بين ما يُسمى بـ "الرياح الجيوسياسية والاقتصادية المعاكسة" التي "واجهتها الرياض" اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول، وتقطيع جثته، في عملية وصلت وكالة الاستخبارت المركزية الأمريكية إلى شبه يقين أنَّها تمت بعلم وإيعاز من الأمير محمد بن سلمان.

ومن بين مساحات الجدل الأخرى حول المملكة الصراع الدائر في اليمن، حيث تُتهم السعودية بارتكاب جرائم حرب، وكذلك احتجاز ناشطات حقوق الإنسان، وما ظهر من تقارير عن تعرضهن للتعذيب والإساءة الجنسية.

هذه التطورات، وغيرها كثير، لطَّخت صورة قيادة المملكة، وكانت محلَّ استهجان العديد من حلفائها.

المنتدى العالمي يصُم آذانه

غير أنَّ المنتدى الاقتصادي العالمي يصمّ آذانه عن كل هذا، حسبما ذكرت سارة ليا ويتسون، مديرة مكتب منظمة هيومان رايتس ووتش في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لموقع Middle East Eye البريطاني.

وقالت ويتسون: "نظراً لأنَّ هذا ليس مؤتمر "دافوس في الصحراء"، فإنه أمرٌ بالغ الغرابة أن يصم منتدى دافوس الأصلي آذانه عن التطورات الصادمة التي تشهدها السعودية على مدار السنوات الماضية".

وأضافت: "وكأنّ السعودية لم تعتقل تعسفياً المئات من قادة الأعمال والإعلام؛ بل وعذَّبت بعضَهم، وقتلت أحدَهم، وأجبرت بعضَهم على التنازل عن أصولهم في حملة ابتزاز جماعية لمبلغ يصل إلى 100 مليار دولار، دون أي عملية قانونية واضحة"، بحسب الموقع البريطاني.

وأضافت أيضاً: "بدلاً من إيجاد طريقة لمُساءلة المسؤولين السعوديين عن الهجمات الشرسة على مواطنيها، يبدو منتدى دافوس العالمي وكأنه يساعد المملكة على تطبيع حالة بالغة الشذوذ وجديرة بالاستنكار".

حضور غير مؤكَّد لشركة مورغان ستانلي

كانت هيئة المتحدثين تضم في الأساس وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي محمد التويجري، ووزير المالية محمد الجدعان، والرئيس التنفيذي لشركة مورغان ستانلي جيمس جورمان، وأحد قيادات عالم الأعمال السعودي، ومحللاً من معهد تشاتام هاوس ومقره لندن.

غير أنَّ بنك الاستثمار مورغان ستانلي صرَّح يوم الأربعاء، بعد طلب من موقع Middle East Eye بالتعليق على مشاركة جورمان، قال إنّه تواصَل مع منتدى دافوس وطلب حذف اسمه من قائمة المتحدثين.

وقال المتحدث باسم مورغان ستانلي هيو فرازير، إن رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها الموقع تسبَّبت في حالة "ذعر شديد"، وإنّ جورمان لم يوافق أبداً على الظهور في لجنة المتحدثين، ولم يؤكد حضوره.

غير أنَّه في وقت لاحق من يوم الأربعاء نفسه، ظلَّ اسمه موجوداً مع إضافة اسم توتال باتريك بويانيي، الرئيس التنفيذي لعملاق النفط "توتال".

ورفض فرازير التعليق على ما إذا كانت مورغان ستانلي لا تجد غضاضة في الفعالية، أو في اللغة المستخدمة لوصف التطورات الأخيرة حول السعودية.

وقالت ويتسون: "ربما يمكن للمعلّقين السعوديين المشاركين في الفعالية توجيه النصح لقادة الأعمال حول كيفية حماية أنفسهم من أن يكونوا الهدف التالي لمحمد بن سلمان، وكيفية الفرار من الخطف أو تقطيع الأوصال في القنصليات السعودية إذا ما حاولوا مغادرة البلاد".

دافوس الصحراء

وللسعودية سابقة في عقد مؤتمرات اقتصادية كبيرة كهذه.

وفي شهر أكتوبر/تشرين الماضي، بعد أيام من قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، استضافت الرياض مبادرة استثمار المستقبل، في مؤتمر اشتهر باسم "دافوس في الصحراء".

ومع تزايد ظهور الأدلة على تورط كبار المسؤولين السعوديين في اختفاء خاشقجي، بدأ قادة الأعمال على المستوى العالمي بالانسحاب من المؤتمر.

وبدا وضع ولي العهد على الساحة الدولية، وتطور خطته الاقتصادية التي اشتهر بها، والمعروفة باسم رؤية السعودية 2030 تحت التهديد.

غير أنَّ كريستين هينديرسون، الخبيرة في سياسات الشرق الأوسط قالت إنَّ الإشارات التي ترسلها فعالية دافوس تشير إلى أنّ ممارسات السعودية لم تمر مرور الكرام.

وقالت لموقع Middle East Eye: "من الواضح أنَّ القطاع الخاص حريصٌ على الدخول إلى السعودية، ولكني لا أرى أنَّ هذه الفعالية تعني أن جميع التحفظات على المملكة قد انتهت".

وأضافت: "وهل يحتاج مستثمرو القطاع الخاص الضوء الأخضر الذي يبدو واضحاً في فعاليات كهذه، لمشاركة المملكة".

 ولم يردّ القائمون على منتدى دافوس العالمي على طلب التعليق حتى نشر هذا المقال.

تحميل المزيد