قصة الضحية الرابعة بتفجير مطعم «الشاورما» ودورها «الخطير» مع الجيش الأمريكي.. سورية ولكنها ستدفن في أمريكا

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/23 الساعة 10:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/23 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش
غدير طاهر/سوشيال ميديا

الحزن يخيم على عائلة في مدينة إيست بوينت الأمريكية بولاية جورجيا، بعد الخسارة الفادحة التي ألمّت بابنتهم المحبوبة، السورية في الجيش الأمريكي التي كانت تعمل مترجمة للغة العربية، إذ لقيت حتفها في التفجير الانتحاري بمنبج الذي وقع يوم الأربعاء 16 يناير/كانون الثاني في سوريا.

يقول علي، الشقيق الأصغر لغدير طاهر التي تخرجت في مدرسة تراي سيتيز الثانوية، في حديثه لجريدة The Atlanta Journal-Constitution الأمريكية، يوم الجمعة 18 يناير/كانون الثاني، إنَّ أخته ماتت متأثرة بالجراح التي أُصيبت بها من جراء التفجير.

كانت غدير واحدة من بين أربعة أمريكيين قُتلوا على يد انتحاري فجر نفسه، مستهدفاً مطعماً قبل أسبوع من اليوم، في شمالي سوريا، في مدينة منبج، مما أسفر أيضاً عن إصابة 15 آخرين.

تحدَّث علي إلى شقيقته غدير للمرة الأخيرة منذ أسبوعين.

السورية مع الجيش الأمريكي

وكان يخطط لمفاجأتها قريباً، قائلاً: "كان عيد ميلادها سيحل خلال الأسبوعين المقبلين، وكنت أخطط لمفاجأتها بهدية".

وأضاف: "كان الجميع يحبونها هناك، لقد عرفوا قيمتها، لم تكن منحازة لأي جانب سياسي، كانت فقط ترعى الجميع. كانت لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي وهي ترى الظلم، وكانت تملأ أي مكان تخطو فيه بالبهجة".

بيرفا باتل وأتزاري فرانكو هما اثنتان من أقرب أصدقاء غدير. تقول بيرفا: "إننا فخورون بها فحسب، لأنَّها اتخذت هذه الخطوة الشجاعة من أجل أمريكا، ومن أجل سوريا، ومن أجل الناس".

وأضافت: "لقد كانت امرأة شجاعة للغاية، ومستعدة دائماً للتحديات".

وقالت أتزاري: "لقد كانت بالأساس حلقة الاتصال بين القوات الأمريكية في سوريا والسكان المحليين".

ولدت غدير في سوريا، وأصبحت بعد ذلك مواطنة أمريكية بعد أن هاجرت مع عائلتها إلى جورجيا في عام 2001، لكن الفتاة ذات السبعة والعشرين عاماً لم تنس جذورها أبداً.

فحسب رواية العائلة والأصدقاء كانت غدير تعمل لدى شركة ValiantIntegrated Services التي تقدم خدمات للجيش عندما أصبحت إحدى ضحايا التفجير الانتحاري.

وقال علي إنَّها كانت تعرف أنَّ وظيفتها مع الشركة وظيفة خطرة، لكنها كانت تشعر بأهمية عملها.

غير أنَّ شغفها واجتهادها في العمل لن يذهبا أدراج الرياح؛ إذ يعمل أصدقاؤها على تكريم ذكراها عن طريق تمويل منحة دراسية باسمها، تُمنح لطلاب المدرسة الثانوية المتفوقين.

طلبت الأسرة من قناة FOX 5 الأمريكية عدم إظهار مكان منزلهم أو عرض لقطات له في إيست بوينت التي يعتبرونها وطنهم منذ سنوات عديدة؛ خوفاً على سلامتهم، وطلباً للخصوصية.

وبعد أن تحدثت الأسرة إلى قناة FOX 5، توجه أفرادها إلى مطار مجاور في طريقهم إلى قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير لتسلم جثمان غدير.

قال علي: "لا نعلم متى ستصل الطائرة، لكننا سنكون هناك عندما تصل"، مضيفاً أن شقيقته ستُدفن "بالقرب من المنزل".

علامات:
تحميل المزيد