مصدر سوداني يكشف المسؤول عن مرور طائرة نتنياهو.. إليك كواليس القرار الذي وصفه الإسرائيليون بالتاريخي

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/23 الساعة 10:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/23 الساعة 10:24 بتوقيت غرينتش
الرئيس السوداني عمر البشير / رويترز

يبدو أن السودان يحاول التبرؤ من قرار السماح بمرور طائرة نتنياهو في أجواء جنوب السودان بعد الجدل الذي أثاره القرار الذي وصفته المصادر الإسرائيلية بالتاريخي.

فقد كشف مسؤول سوداني تفاصيل جديدة بشأن قرار عبور طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمجال الجوي لدولة جنوب السودان الخاضع لسلطة الطيران المدني في الخرطوم ، خلال عودتها من تشاد.

السودان يحاول التبرؤ من قرار السماح بمرور طائرة نتنياهو.. لم تدخل مجالنا الجوي

كانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قد ذكرت أن السودان سمح الأحد الماضي لطائرة إسرائيلية تقل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالعبور فوق مجال دولة جنوب السودان الجوي التي استقلت عن السودان منذ عدة سنوات.

وأثار القرار الجدل لأن المجال الجوي لدولة جنوب السودان يخضع لسلطة الطيران المدني السودانية في ظل عدم امتلاك الجنوب المستقل حديثاً للمرافق اللازمة لتسيير حركة الطيران.

دبلوماسية الطيران أحد وسائل إسرائيل لتطبيع علاقتها مع دول الجوار/مواقع التواصل الاجتماعي
دبلوماسية الطيران أحد وسائل إسرائيل لتطبيع علاقتها مع دول الجوار/مواقع التواصل الاجتماعي

وتعاملت كثير من وسائل الإعلام مع القرار وكأن طائرة نتنياهو عبرت الأجواء السودانية نفسها.

ولكن المسؤول السوداني الذي رفض الإفصاح عن هويته قال لصحيفة "سودان تربيون" إن قرار تحليق الطائرة الإسرائيلية فوق سماء جنوب السودان يعود بالدرجة الأولى للسلطات في جوبا.

وأضاف: "هذا قرار سيادي تتخذه حكومة الجنوب".

إذ إن حكومة جنوب السودان تتمتع بعلاقات ودية مع إسرائيل

وأوضح المسؤول أن مهمة سلطة الطيران المدني السودانية تنحصر فقط في متابعة إجراءات السلامة والملاحة للطائرات والرحلات.

ولكن الخرطوم لا تتدخل في قرار جوبا بشأن من يُسمح أو لا يُسمح له بالتحليق فوق المجال الجوي لجنوب السودان، حسب قوله.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن تل أبيب تتمتع بعلاقات ودية مع جوبا، لكن المجال الجوي للبلاد تسيطر عليه جارتها الشمالية – في إشارة للخرطوم- التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بالدولة اليهودية.

ونتنياهو طلب عدم الإعلان عن مسار الطائرة لتجنب إحراج السودان

وقال مسؤولون في الوفد المرافق لنتنياهو، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، إن رحلة الأحد كانت المرة الأولى التي يسمح فيها لطائرة إسرائيلية بالتحليق فوق جنوب السودان.
وأضافوا: "طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي من الصحفيين الذين رافقوا نتنياهو من وإلى تشاد ألا ينشروا أن رحلة العودة إلى إسرائيل كانت عبر أجواء جنوب السودان قبل أن تهبط الطائرة في مطار بن غوريون في تل أبيب في وقت متأخر من ليل الأحد الماضي، لأسباب أمنية على الأرجح، لمنع أي جهود في اللحظة الأخيرة من أطراف أخرى لتغيير قرار السلطات السودانية".

وبعد وقت قصير من الإقلاع، أعلن قائد الطائرة أن هذه كانت "رحلة تاريخية"، وبفضل الاختصار، ستكون رحلة العودة أقل ساعة تقريباً من المعتاد.
وعند إقلاعها من تل أبيب صباح الأحد، سلكت طائرة رئيس الوزراء طريقاً أطول إلى تشاد.

إذ حلقت جنوباً فوق البحر الأحمر، ثم عبرت إريتريا وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى قبل دخول المجال الجوي التشادي.

ولكن اللافت أن الرئيس التشادي التقى البشير قبل استقباله لرئيس الوزراء الإسرائيلي

وكان نتنياهو سافر جوا إلى تشاد الأحد لإعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الدولة ذات الأغلبية المسلمة.

ولم يتضح ما إذا كان قرار السودان بترك تحليق نتنياهو فوق جنوب السودان مرتبطاً بخطوة تشاد لاستئناف العلاقات.

ولكن صحيفة سودان تربيون لفتت إلى أن الرئيس التشادي إدريس ديبي أجرى قبل يوم من زيارة نتنياهو للعاصمة التشادية مباحثات خاطفة مع نظيره عمر البشير في مطار الخرطوم.

رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس التشادي/ مواقع التواصل الاجتماعي
رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس التشادي/ مواقع التواصل الاجتماعي

في المقابل، أكدت الخرطوم مؤخراً أنها لم تغير سياستها الخاصة بمنع الطائرات الإسرائيلية من دخول مجالها الجوي.

وفي مطلع يناير/كانون الثاني 2019 ذكرت محطة تلفزيونية سودانية أن الرئيس السوداني عمر البشير رفض طلب شركة طيران كينية لاستخدام مجالها الجوي لرحلة إلى تل أبيب.

وهناك من يرى أن القرار لم يفرض على السودان بل جاء لأهداف سياسية وتمهيداً لما هو قادم

وكشف البشير  مؤخراً عن نصائح تلقاها من جهات لم يسمها للتطبيع مع إسرائيل حتى تنصلح أحوال البلاد، التي تشهد مظاهرات حاشدة ضد حكمه.

إذ قال الرئيس السوداني: "نصحونا بالتطبيع مع إسرائيل لتنفرج عليكم، ونقول الأرزاق بيد الله وليست بيد أحد".

وفي حين أن السودان يحاول التبرؤ من قرار السماح بمرور طائرة نتنياهو،  فإن البعض يرى أن رحلة الأحد غير المسبوقة تشير إلى أن الخرطوم ترغب في إبداء المرونة فيما يتعلق بتحليق الطائرات الإسرائيلية في دولة ثالثة خاضعة لسيطرة هيئة الطيران المدني التابعة لها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أثار جدلاً بتصريحات حول إمكانية التطبيع الجوي مع السودان قريباً.

وأعلن أن شركات طيران بلاده ستتمكن من التحليق فوق أجواء السودان في طريقها إلى أمريكا الجنوبية.

لكن الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدنية السودانية، عبد الحافظ عبد الرحيم، قال في تصريح نقلته صحيفة السوداني المقربة من الحكومة السودانية إن "الطائرات الإسرائيلية لن تعبر أجواء السودان دون إذن".

وأضاف: "لن تتمكن أي طائرات من عبور السودان إلا بإذن من الخارجية وتنفيذ من سلطة الطيران المدني".

تحميل المزيد