منذ زمن لا بـأس به وهناك حالة من الخلاف حول المكان الحقيقي الذي كلم الله فيه نبيه موسى عليه السلام قبل الخروج من مصر، فبينما يرى كثير من الباحثين أن الجبل هو جبل الطور في سيناء المصرية يزعم علماء دين يهود بأن المكان هو جبل اللوز في المملكة العربية السعودية.
الأسبوع الفائت زعم علماء يهود أنَّ ثمة دليلاً يشير إلى أنَّ قمة جبل اللوز في المملكة العربية السعودية هي في الواقع الجبل الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا من الله لبني إسرائيل.
وبحسب موقع Daily Star البريطاني فإن جبل اللوز تصل قمته إلى 8460 قدماً، ويقع في الشمال الشرقي للسعودية بالقرب من الحدود مع الأردن.
وبحسب سفر الخروج في الكتاب المقدس، فإنَّ النبي موسى قاد بني إسرائيل إلى الجبل المغلف بالنار والدخان والرعد.
بعد ذلك صعد النبي موسى جبل سيناء حيث التقى بالله ليتلقى منه الوصايا العشر.
وكان خبراء من مؤسسة the Doubting Thomas Research Foundation قد تسلقوا الموقع الكائن في سيناء، وأشاروا أيضاً إلى حقيقة أنه يقع بالقرب من مدينة نيوم السعودية الضخمة المقترحة.
نيوم مشروع اقترحته الرياض سوف يغطي مساحة 10200 ميل مربع – وهي مساحة أكبر من مساحة نيويورك بـ 33 مرة – وسوف ينتهي به المطاف بتغطية الموقع المشتبه في أنه المقصود من الكتاب المقدس.
وقد أصدر المحلل الأمني رايان مورو ومؤسسة the Doubting Thomas Research Foundation وثائقياً فصل دليلهم بأنَّ سيناء (المقصودة) موجودة في السعودية.
إذ يُزعم أنَّ ثمة دليلاً على أنَّ بني إسرائيل خيموا عند سفح الجبل ذي القمة المسودة كما لو كانت قد أضرمت فيها النيران.
كيف يؤثر مشروع نيوم في الجبل المقدس؟
ولا يزال المؤرخون وعلماء يهود منقسمين حول موقع جبل سيناء الحقيقي في الشرق الأوسط، ما بين مصر والسعودية.
ومع ذلك، يخشى الباحثون والمستكشفون من أنَّ موقع جبل سيناء قد لا يكتشف أبداً لو هدم مشروع نيوم المنطقة بالجرافات.
وقد عرض الباحثون أدلتهم، في هذا الفيلم الوثائقي المعنون Finding The Mountain of Moses: The Real Mount Sinai in Saudi Arabia (اكتشاف جبل موسى: جبل سيناء الحقيقي في السعودية)، وسلطوا الضوء على الخطر الذي يشكله مشروع نيوم.
وقال مورو: "يشيد السعوديون مدينة ضخمة من المخطط لها أن تكون أكبر من مساحة نيويورك بـ33 مرة. إذا لم نتحرك كلنا، فربما يدمر التشييد السعودي في المنطقة أدلة رئيسية ويمنع التنقيب في المستقبل المنظور".
وقد أنشئ مشروع The Sinai in Arabia (سيناء في شبه الجزيرة العربية) في محاولة لحشد السلطات السعودية للحفاظ على المواقع لإجراء المزيد من الأبحاث.
وكان الأمير السعودي محمد بن سلمان، قد أعلن عن مشروع نيوم عام 2017، بوصفه جزءاً من برنامج استثماري هائل لتغيير السعودية.
وكان من المأمول الانتهاء من الأجزاء الأولى من هذا المشروع، البالغ تكلفته 500 مليار دولار، عام 2025، وسوف تمتد هذه المدينة بطول 286 ميلاً على طول ساحل البحر الأحمر.
ومع ذلك، فقد توقفت الخطط لبناء هذه المدينة بعد الاشتباه في ضلوع الأمير السعودي في مقتل الصحفي جمال خاشقجي – واعترف الأمير محمد بن سلمان بأنَّ "أحداً لن يستثمر لمدة سنوات".
مزاعم بالصور
ويزعم خبراء مؤسسة Doubting Thomas Research Foundation وجود دليل حول جبل اللوز يشمل رسومات كهف لعجول، تتوافق مع قصة الكتاب المقدس عن الصنم الذهبي.
ويُزعم أيضاً أنَّ ثمة "مقبرة قديمة ضخمة" بالقرب من الجبل، حيث دفن عابدو الصنم بعد إعدامهم بحسب الكتاب المقدس.
كما زعم أنَّ الهياكل القديمة على الموقع دليل هي الأخرى على الوقت الذي قضاه بنو إسرائيل على سفح الجبل، بما في ذلك ما يمكن أن يكون الـ"الأعمدة الـ12″ الموصوفة في الكتاب المقدس.
السعودية تحصّن الجبل!
وكانت السلطات السعودية قد أقامت أسواراً حول الجبل جاعلة إياه موقعاً أثرياً، لكنَّ خبراءهم رفضوا مزاعم كون جبل اللوز هو جبل سيناء.
وكان جبل اللوز قد اقترح سابقاً بوصفه مرشحاً محتملاً ليكون هو جبل سيناء الأصلي، لكنَّ مؤرخين آخرين انتقدوا هذا الزعم.
ووصف البروفيسور جيمس كارل هوفمير "أخطاء فادحة" أدت إلى هذا الاستنتاج بأنَّ جبل اللوز هو المقصود في الكتاب المقدس.
ورفض الباحث المؤمن بنظرية الخلق، جوردون فرانز، هو الآخر هذا الزعم بأنَّ جبل سيناء موجود في السعودية.
وقال فرانز: "ليس ثمة أي دليل تاريخي أو جغرافي أو أثري أو توراتي موثوق به يدعم النظرية القائلة بأنَّ جبل سيناء هو جبل اللوز في السعودية".