لاقت آخر تغريدة نشرتها الشابة السعودية رهف القنون، أكثر من 3 آلاف تعليق وإعادة نشر هي الأعلى لها في مجمل ما تنشره، ليس لتصريح جديد صادم كتبته الفتاة، وإنما لكلام عميق، كبير ومؤثر لم يسمع به -على ما يبدو- كثيرون من متابعيها.
لكن هذه التغريدة التي تفاعل معها كل هؤلاء هي ليست من تأليف رهف أو خواطرها.
فهذه الكلمات هي من كتاب "النبي"، أشهر أعمال اللبناني جبران خليل جبران، الذي ألّفه بالإنجليزية ويضم 26 قصيدة نثرية وتُرجم إلى أكثر من 50 لغة.
ورغم ذلك، فإن رهف نست أن تنهي تغريدتها بذكر صاحب هذه الكلمات الراحل جبران خليل جبران، ولا حتى المصدر كتاب "النبي".
فكان كلّ ما كتبته مقطعاً صغيراً على الشكل التالي:
"أولادكم ليسوا لكم
أولادكم أبناء الحياة المشتاقه إلى نفسها. بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم.
ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم.
أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكارًا خاصة بهم."— Rahaf Mohammed رهف محمد (@rahaf84427714) January 21, 2019
وهو ما يختلف قليلاً عن ترجمات كثيرة تعددت لكتاب "النبي" كهاتين الصورتين، لكنّها تحمل المعنى نفسه إلى حد ما.
وكانت رهف في هذه الكلمات تخاطب العائلات السعودية في المملكة بعد رحلة الشقاء التي مرّت بها وتحوّلت إلى قضية تابعتها الصحف العالمية في الفترة الماضية.
وحصلت رهف القنون على اللجوء في كندا فيما تبرأت عائلتها في السعودية منها.
أول تصريح لرهف القنون بعدما تبرأت عائلتها منها
وكان أول تصريح للشابة الصغيرة بعدما تبرأت أسرتها منها في مقابلة أجرتها مع قناة ABC الأسترالية: "أحاول أن أستوعب ما حدث، لقد كنت في خطر، والآن أنا بأمان، لذلك لم أستطع استيعاب ما حدث".
وقالت إن السبب الذي دفعها للهروب من السعودية هو "العنف والاضطهاد النفسي والكبت".
وأشارت إلى أنها أرادت أن تكون إنسانة مستقلة، واشتكت من أنها لم تستطع الزواج بالشخص الذي تريده، أو تتوظف دون موافقة ولي أمرها.
وأعربت المراهِقة السعودية عن حزنها من البيان الذي نشرته عائلتها وتبرأت فيه منها، قائلة: "أحزنني أن تتبرأ عائلتي مني لمجرد أنني أردت أن أكون إنسانة مستقلة، وأنني هربت من عنفهم (أفراد العائلة)".
في حين قال والدها في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية، إن ما أقدمت عليه ابنته هو نتيجة بحثها عن بيئة خصبة تحتضن فكرها، مبيناً أنه يجهل ما إذا كانت ابنته قد وقعت ضحية لأجندة خارجية تستهدف تسييس قضيتها أو لا.
أستراليا تودع الطالبة الفلسطينية التي اغتصبت وقتلت بطريقة وحشية