نفت السعودية، مساء الأربعاء 9 يناير/كانون الثاني 2018، حديثاً إعلامياً لسفيرها في القاهرة أسامة نقلي، يشير فيه إلى تأييد المملكة الاحتجاجات بالسودان.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية بالسعودية (واس)، الأربعاء، "أوضح السفير أسامة نقلي، أنه لم يُدلِ بأية تصريحات إعلامية بشأن الأحداث الأخيرة في السودان".
وقال نقلي، وفق بيان، إن "التصريح الذي زعمت الوكالة الفلسطينية المستقلة للأنباء (سوا) أنه صُرِّح به، تصريح مفبرك، ولا صحة له جملةً وتفصيلاً".
والإثنين 7 يناير/كانون الثاني 2019، نقلت "سوا" عن "نقلي" قوله إن عاهل السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز، "يولي تطلعات الشعب السوداني اهتماماً كبيراً، ويثني على صبره، على الفترات العصيبة التي يعيشها".
وتابع "نقلي"، وفق المصدر ذاته، أنه "على السلطات السودانية أن تمتنع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وتحترم رغبات الشعب، وتضمن حرية الرأي والتعبير".
ولم تعلن السعودية موقفها من الأوضاع في السودان منذ تطورها قبل 20 يوماً وحتى الآن.
ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، يشهد السودان احتجاجات واسعة على تدهور أوضاع معيشية، عمت عدة مدن، بينها الخرطوم، وشهدت بعضها أعمال عنف.
واعلن البشير، أمام حشد ضم الآلاف من أنصاره، الأربعاء 9 يناير/كانون الثاني 2019، أنه سيبقى بالسلطة، في حين تجمَّع محتجون على بُعد بضعة كيلومترات، مطالبين إياه بالتنحي، بسبب الأزمة الاقتصادية.
وتحدى البشير معارضيه بأن يهزموه في صندوق الانتخابات، وألقى باللوم على قوى أجنبية -لم يسمها- في تأجيج الاحتجاجات شبه اليومية، المستمرة منذ أسابيع، بسبب نقص الخبز والعملة.
وقال البشير، الذي استهل خطابه وختمه بالرقص على موسيقى وطنية وهو يلوح بعصاه في الهواء: "إحنا بنأكّد تداول السلطة مرحب، لكن طريق واحد والقرار قرار الشعب السوداني، قراركم أنتم من خلال صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة".
تظاهرت ضده
وعبر نهر النيل في أم درمان، ردد مئات المتظاهرين هتاف "حرية حرية"، في حين أُغلقت عدة طرق رئيسة. وفي وقت سابق، وبالتوقيت نفسه تقريباً الذي كان البشير يتحدث فيه، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، لتفريق احتجاج قريب ضم أكثر من 200 شخص.
وقال محتج، يبلغ من العمر 43 عاماً، طلب عدم نشر اسمه: "نعاني لتوفير احتياجاتنا الأساسية اليومية.. سنواصل الاحتجاج حتى تسقط حكومة البشير".
وذكر شهود أن الشرطة طاردت المتظاهرين في الشوارع الجانبية التي أعادوا فيها تنظيم أنفسهم لاستئناف الاحتجاج. وأضاف الشهود أن المئات أغلقوا طريقاً رئيساً.
وأظهر مقطع فيديو، نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي وتحققت منه "رويترز"، مجموعة من المحتجين وهُم يحملون لافتات ويرددون هتاف: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو الهتاف الذي اشتهر خلال احتجاجات الربيع العربي في 2011.
وبدأت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز ونقص العملة، يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، في مدينة عطبرة بشمال البلاد، وامتدت بعد ذلك وتحولت إلى احتجاجات ضد البشير.
وفاز البشير، وهو قائد سابق بالجيش أطاح الحكومة المنتخبة عام 1989، في انتخابات متعاقبة، وصفها معارضوه بأنها لم تكن حرة وغير نزيهة.