توجد 5 مراحل تمر بها أي علاقة، يتطلب كل منها تصرفات معينة، ولكن معظم الناس ينهون علاقاتهم وزواجهم لأنهم يفشلون عند المرحلة الثالثة، وهي الأهم.
عادةً ما ينتقل مسار العلاقات، في معظم الأحيان، من حالة الإثارة، مروراً بالشعور بالانجذاب، ثم الإحساس بالكراهية، والملل، وصولاً إلى حالة الرضا الذاتي عن النفس دون محاولة التطوير، أو إدراك أن هناك خطراً محدقاً، والشعور المستمر بالضيق.
مما لا شك فيه أن كل مرحلة من مراحل العلاقات تفرض قدراً كبيراً من الأعباء فيما يتعلق بالتزامك وتعاطفك وقدراتك العاطفية ونضجك.
نعدد في ما يلي مراحل العلاقات الخمس كما عددتها صحيفة Guardian:
أولاً: الانجذاب.. عندما تسيطر هرمونات الإثارة على الفكر والجسد
هذه هي المرحلة التي تشعر خلالها دائماً بإحساس رائع. إذ إنها المرحلة التي تُسيطر فيها هرمونات الإثارة عليك تماماً.
تشعر أنك مهووس تماماً في هذه المرحلة. كما تتسم بأنها تشهد ذروة الانجذاب (الجنسي) الجسدي، مما يتسبب في تعرق اليدين، واحمرار الوجه خجلاً، وتسارع نبضات القلب.
تشعر في هذه المرحلة، بالانجذاب والرغبة الدائمة في رؤية وسماع صوت وشم رائحة الشخص الآخر.
ثانياً: الرومانسية.. عندما يفيض الإنسان بالحيوية والافتراضات
تُسيطر عليك في هذه المرحلة أيضاً هرمونات الإثارة تماماً.
وتتسم هذه المرحلة الفريدة بأنها تفيض بالكثير من النشوة والحيوية ويوصف ذلك الشعور بالتعبير الأزلي، أي "الحب أعمى".
في هذه المرحلة يرتفع مستوى الإندورفين على نحو غير مسبوق في جسدك، وتبدأ في الشعور بإحساس فريد بالسلام والأمن حيال هذه العلاقة.
تجذب هذه المرحلة الخادعة للذات انتباهك فقط إلى الأشياء الجيدة في شريكك وتغطي على الأشياء السيئة.
كما تكثُر فيها الافتراضات المُكلفة، وغالباً ما يُطلق عليها "مرحلة الافتراض".
والحقيقة هي أن معظم الافتراضات في هذه المرحلة خاطئة، ويمكن أن تؤدي في الكثير من الأحيان إلى إنهاء العلاقة لاحقاً.
ثالثاً: المرحلة الفكرية.. عندما نكتشف العيوب، فإما نقبلها أو نغادر
قال الروائي الروسي ليو تولستوي، "لا شيء أكثر أهمية بالنسبة لرجلٍ شاب من صحبة امرأة ذكية".
هذه هي المرحلة التي يكون فيها "الذكاء" وليس "الجاذبية الجسدية"، هو السمة المثيرة.
عادة ما يشعر معظم الأشخاص غير المتوافقين فكرياً بأن العلاقة كالجحيم في هذه المرحلة.
فهذه هي المرحلة التي يبدأ فيها الحب الرومانسي في بلوغ مستواه الطبيعي المعقول أو التلاشي تماماً، وتصبح الآن أكثر تفاعلاً في المناقشات الفكرية أو ممارسة العلاقات الحميمية.
إِذْ تبدأ في ملاحظة العيوب وأوجه القصور في شريكك. وتبدأ جميع العيوب الخفية في مواجهة صدامات فكرية مفتوحة.
ربما يعتقد أولئك الذين لا يزالون في مرحلتي الانجذاب والرومانسية أنهم سيقبعون فيهما إلى الأبد، وهو أكثر الافتراضات الخادعة في العلاقات.
كما يُطلق على المرحلة أيضاً "مرحلة الضيق والانزعاج"، وذلك نظراً إلى أن جميع الأشياء التي تثير الانزعاج والإحباطات تصل إلى ذروتها في هذه المرحلة.
في الواقع، يبدأ الأزواج أو الأحباء في هذه المرحلة، في التشكيك والاعتراض على افتراضاتهم السابقة ويؤكدون صحة ادعاءاتهم السابقة.
إنها تلك المرحلة التي قد تنظر فيها إلى شريكك، وتصل إلى استنتاج خاطئ مفاده أنكما لن يكون لديكما مستقبل معاً.
أولئك الذين يقررون البقاء معاً في هذه المرحلة يفعلون ذلك إما عن طريق الاعتراف بالعيوب أو التمسك بالأشياء الإيجابية التي جذبتهم إلى شريكهم في المقام الأول.
تُعد هذه هي المرحلة الأكثر صعوبة في العلاقات، لأنها تتطلب إيماناً راسخاً وتقديم التنازلات والتضحية لكي تظل متمسكاً بشريكك في هذه المرحلة.
تكمن بعض التحديات التي قد تواجهها في المرحلة الفكرية، في المسائل المتعلقة بالمقارنات، وعدم الشعور بالأمان، والتعرض للإساءة، والعُقد (مثل عقدة النقص، وعقدة الشعور بالعظمة)، واتخاذ موقف دفاعي، وأزمة الهوية، وعدم التوافق والتدخُلات الخارجية.
تتطلب كل واحدة من هذه المسائل أساليب مختلفة للتعامل معها، لكن جميعها يتطلب أن يُعزز الأحباء أو الأزواج احترام الذات لديهم بصورة صحية.
وباستثناء حالات التعرض للإيذاء المفرط والاختلافات التي لا يمكن التوفيق بينها، هناك أمل كبير في أن يؤدي إجراء التعديلات اللازمة والالتزامات العميقة والاحترام المتبادل إلى ارتقاء الشركاء إلى المستوى التالي.
رابعاً: القبول.. عندما ننتقل إلى الواقع
هذه هي المرحلة التي ستحتاج فيها إلى إجراء الكثير من التعديلات؛ وهي المرحلة التي تحتاج فيها إلى التكيف مع عيوب الشخص الآخر وأوجه القصور لديه.
تساعدنا مرحلة القبول على الانتقال من مجرد "الافتراض" إلى "الواقع".
هذه هي المرحلة التي تحتاج فيها بشدة إلى تقبل شريكك، بينما تساعده في العمل على التخلص من عيوبه.
في العلاقة الزوجية، يُحدد واقع الحياة والعمل والمسؤوليات الأسرية ورعاية الأطفال وأساليب الحياة الفردية، مدة استمرار هذه المرحلة.
خامساً: النضج.. عندما نتخلى عن تصوراتنا ونتعامل مع الواقع
قال بيل ليملي، "عندما يبدو أنه لا يوجد أحد من حولك يرتقي إلى تطلعاتك، فقد حان الوقت لتتحقق من معاييرك".
هذه هي المرحلة التي نحتاج فيها للتخلي تماماً عن التطلعات والتوقعات غير الصحية وغير الواقعية.
لكي نعيش في علاقة مثمرة ومرضية، يجب أن نتخلى تدريجياً عن التوقعات غير الواقعية.
فعندما نتخلى عن توقعاتنا غير الصحية وغير الواقعية تجاه الآخرين، نبدأ في معرفة قيمتهم وتقديرها.
قد يستغرق الأمر سنوات عديدة لكي ندرك أن الحب الحقيقي هو أكثر من مجرد شعور، بل هو تقبل الآخرين على ما هم عليه واحترام أوجه الاختلاف معهم.
هذه هي المرحلة النهائية التي تتقبل فيها شريكك كلياً، بل وتتغاضى أحياناً عن أشياء كثيرة.
إنها المرحلة التي تتعلم فيها أن تعطي الأولوية لنفسك وأن ترى القوة في اختلافاتكما.
أصعب مراحل العلاقات الخمس الثالثة.. التوافق الفكري ليس سهلاً
في كثير من الأحيان، لا تتمكن العلاقات من تجاوز المرحلة الفكرية، وهي المرحلة التي تشهد معظم حالات الانفصال والطلاق والانعزال.
لذا يتعين عليك أن تكون قادراً على تقييم المرحلة التي تمر بها علاقتك لكي تتمكن من معرفة الأسلوب المطلوب للتعامل معها.
السؤال المناسب الذي ينبغي عليك أن تطرحه هو: ما هي المرحلة التي تمر بها الآن؟ وكيف يمكنك الحفاظ على أو استعادة "الإيجابيات" التي شعرت بها خلال مرحلتي الجاذبية والرومانسية؟
في بعض الأحيان، قد يؤثر التعامل مع عيوب شريكك على انجذابك إليه/ أو إليها.
وهكذا يمكن إبقاء شعلة الحب متقدة حتى بعد سنوات
هل تفقد اهتمامك الرومانسي بشريكك؟ يمكنك إعادة ذلك إلى الحياة مرة أخرى من خلال المواعيد الغرامية الكثيرة.
لا تتوقف عن فعل الأشياء المرحة التي اعتدت فعلها أثناء نمو حبكما. عانق شريكك كثيراً وعبر عن ذلك الحب بحميمية.
استمتع بمرحلتي الانجذاب والرومانسية إذا كنت لا تزال فيهما، ولكن عليك أن تعرف أن هناك مستوى كبيراً من التضحية ينتظرك في المستقبل.
لا يوجد زواج مثالي أو علاقة مثالية؛ بل تشهد كافة الأمور تحسناً عندما نبدأ فقط في العمل عليها.
يجب أن تكون على استعداد لإجراء تعديلات وتغييرات كي تجعل علاقتك مُرضية.
توقف عن مقارنة شريكك مع الآخرين. وبدلاً من ذلك، احرص على عادة تقدير هذا الشريك يومياً ومنحه مساحة لتحسين ذاته.
ولعل الأهم هو التوقف عن اعتبار شريكك أمراً مسلماً به، وأنه سيكون متاحاً دائماً أو أن العلاقة ستبقى على حالها دائماً، لأن ما تعتبره من المسلمات، تخسره.