أعلنت حكومة ولاية "النيل الأبيض" السودانية جنوب البلاد، الجمعة 21 ديسمبر/كانون الأول 2018، "حالة الطوارئ، وفرض حظر على التجوال الساعة السادسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، على خلفية احتجاجات شهدتها الولاية ومدن سودانية متعددة".
وشمل القرار الصادر في بيان رسمي، ونشرته وسائل إعلام محلية، "تعليق الدراسة بجميع مراحل التعليم، بما فيها مؤسسات التعليم العالي بالولاية"، لتلحق بذلك العاصمة الخرطوم، التي تعطلت فيها الدراسة للمراحل كافة، إلى أجل غير مسمى.
في حين أكدت مصادر صحافية إيقاف الدراسة بعدة جامعات، منها جامعتي النيلين والسودان في الخرطوم؛ خوفاً من تجمعات الطلاب وتظاهرهم، بحسب ناشطين.
حرصا من جامعة السودان على سلامة طلابها ، فانها تعلن عن ايقاف مؤقت للدراسة
وعلى جميع الطلاب التواصل مع رؤساء الاقسام للمزيد من التوضيح#جامعة_السودان_للعلوم_و_التكنولوجيا— جامعة السودان (@sustech_) December 21, 2018
وبذلك، ترتفع أعداد الولايات السودانية المعلنة في بعض مدنها حالات طوارئ، عقب موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى 4 ولايات من جملة 18 ولاية.
وبحسب مصادر صحافية لـ "عربي بوست"، يتوقع إعلان حالة الطوارئ في ولايات أخرى خلال الساعات القادمة، مثل سنار وسط البلاد، وربما العاصمة الخرطوم أيضاً.
احتجاجات عنيفة في الخرطوم
واتسعت دائرة الاحتجاجات في السودان، منذ صباح الجمعة 21 ديسمبر/كانون الأول 2018، المنددة بالأوضاع الاقتصادية المتردية وغلاء الأسعار، في مدينتي ربك (مركز ولاية النيل الأبيض)، والأبيض (مركز ولاية شمال كردفان)، جنوب العاصمة الخرطوم، وعطبرة (ولاية نهر النيل/ شمال).
ولا تزال الخرطوم تشهد احتجاجات متفرقة في أحياء (الجرافة، والحاج يوسف)، وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة والأمن، وفق شهود عيان.
وأبلغ شهود عيان من مدينة "ربك" (جنوب ولاية النيل الأبيض)، أن المحتجين أحرقوا مقر المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم)، والبوابة الجنوبية لمقر أمانة الحكومة.
حرق مقر حكومة ولاية النيل الابيض بعاصمة الولاية مدينة ربك بواسطة المواطنيين وهروب الوالي وتدمير وحرق دار وامانة المؤتمر الوطني.#مدن_السودان_تنتفض pic.twitter.com/HgZqVYGClY
— Princess 👸 Noura (@Prinoura) December 21, 2018
في حين أفاد شهود عيان آخرين بأن الاحتجاجات اندلعت في "الأبيض"، وأن الشرطة فرقت المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع.
وشهدت أحياء متفرقة من الخرطوم، صباح الجمعة، احتجاجات "عنيفة" على تردي الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار.
ومنذ الأربعاء، تشهد مدن سودانية مظاهرات توسعت يوم الخميس، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص بولايتي القضارف (شرق) ونهر النيل (شمال)، بحسب ما أعلنته السلطات.
كما فرضت السلطات الأمنية حالة الطوارئ في مدينتي دنقلا (شمال) والقضارف، إلى جانب عطبرة.
ويعاني السودان أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحياناً 60 جنيهاً مقابل الدولار الواحد.
حجب الإنترنت وعلامات استفهام أمام شركات الاتصالات
في السياق، اتهم ناشطون سودانيون على شبكات التواصل الاجتماعي السلطات بحجب بعض شبكات التواصل الاجتماعي، وإبطاء سرعة الإنترنت، بعد ساعات من تعيين لواء أمن مديراً لهيئة الاتصالات.
في حين قامت منظمات حقوقية عالمية بالاستفسار من بعض شركات الاتصالات السودانية، مثل شركتي زين و"إم تي إن"، حول حالة الإنترنت في البلاد بعد شكاوى بحجبه.
اصدقائنا في #السودان ! استعملوا #TunnelBear و #Psiphon لتجاوز حجب مواقع التواصل الإجتماعي. اخترناهم لأنهم يحمون بياناتكم. قولوا لنا ما مدى فاعليتها ؟
— Access Now (@accessnow) December 21, 2018
في الوقت الذي انتشرت فيه دعوات لتنزيل برامج تخطي الحجب، لمواصلة بث التطورات على الأرض، والتي تحاول السلطات حجبها، بحسب ناشطين، الذين يتهمون الإعلام الرسمي والخاص في البلاد بعدم تغطية الأحداث ومحاولة إخفائها.