نقلت وكالة رويترز عن مصدرين سعوديَّين، الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول 2018، أن سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد السعودي، الذي أُقيل لدوره في مقتل جمال خاشقجي، أشرف شخصياً على تعذيب ناشطة سعودية معتقلة هذا العام (2018).
وظل سعود القحطاني يشغل منصب مستشار لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حتى أكتوبر/تشرين الأول 2018، عندما أقيل، ثم فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات بسبب مقتل خاشقجي، الذي كان كاتباً لمقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست".
ويقول 3 مصادر مطلعة على الطريقة التي تتم بها معاملة الناشطات، إن مجموعة من الرجال عذبوا تلك الناشطة و3 ناشطات أخريات من خلال التحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والجلد، في الفترة ما بين مايو/أيار وأغسطس/آب 2018، في منشأة احتجاز غير رسمية بجدة.
ووصفت المصادر المجموعة المؤلفة من نحو 6 رجال، بأنها مختلفة عن المحققين المعتادين الذين رأتهم الناشطات من قبلُ، وقالت إنهم ينتمون إلى "الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز"، الذي كان القحطاني رئيسه في ذلك الوقت، أو إلى جهاز أمن الدولة.
وقال مصدران إن القحطاني كان حاضراً عند تعذيب إحدى الناشطات على الأقل.
ولم تتمكن "رويترز" من الوصول للقحطاني منذ إقالته في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
11 ناشطة محتجزة
وقال مسؤول سعودي إن مزاعم إساءة المعاملة وتعذيب محتجزات "كاذبة… ولا تمتُّ إلى الحقيقة بِصلة".
وأضاف المسؤول رداً على أسئلة من "رويترز"، أن الاحتجاز "تم على أساس اتهامات متعلقة بالإضرار بأمن واستقرار المملكة".
وقال المسؤول إن السلطات تحترم حقوق المحتجزات القانونية، وإنهن يتلقين رعاية طبية واجتماعية، ويتلقّين زيارات من أسرهن، ولهن الحق في توكيل محامين.
والناشطات من بين أكثر من 12 ناشطة بارزة، تعرضن للاحتجاز منذ مايو/أيار 2018، وسط حملة أمنية أوسع استهدفت أيضاً رجال دين ومفكرين. ويقول نشطاء إن 11 امرأة لا يزلن رهن الاحتجاز، من بينهن الأربع اللاتي قيل إنهن تعرضن للتعذيب.
وتأتي تلك الاتهامات في حين تحاول الرياض تجاوز تبعات مقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وقُتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ما ألحق ضرراً بسمعة ولي العهد، ووضع الرياض تحت تهديد فرض عقوبات عليها.
داخل الغرفة
قالت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني 2028)، إن 3 ناشطات على الأقل تعرضن للتعذيب، لكن المنظمتين لم تتحدثا عن تورط القحطاني في الأمر.
وأغلب الناشطات كن من الداعيات لحق النساء في قيادة السيارات، ومن المطالِبات بإنهاء نظام ولاية الرجل.
وقال المصدران، اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما خشية التعرض للانتقام، لـ "رويترز"، إن القحطاني كان داخل الغرفة في عدة مناسبات، فيما تعرضت إحدى المحتجزات الأربعة للتحرش والصعق بالكهرباء. وأضاف المصدران أنه هدد المرأة بالتعرض للاغتصاب والقتل. وقالا إن محتجزتين أخريين تعرضتا لإهانات جنسية وجلد، وصدمات كهربائية حوّلت إصبع إحداهن للون الأزرق. وقال أحد المصدرين إن الرجال أجبروا محتجزة أخرى على تقبيل محتجز آخر في حين كانوا يشاهدون الأمر!
ولم يتسنّ لـ "رويترز" معرفة إن كان القحطاني قد كان في الغرفة خلال عمليات التعذيب التي تعرضت لها المحتجزات الأخريات، لكن المصدرين قالا إن كل من ارتكبوا التعذيب بحق المحتجزات كانوا من "جماعة القحطاني".
وقال مصدر ثالث إن القحطاني تحدث إلى العديد من المحتجزات في مايو/أيار 2018، عندما نُقلن في البداية من الرياض إلى جدة، وقال لهن إن عقوبة الخيانة هي السجن 20 عاماً أو الإعدام.