طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت 1 ديسمبر/كانون الأول 2018، السعودية بتسلم الموقوفين في قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحافي في قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس إن تركيا لا تعتزم إلحاق الضرر بالأسرة الملكية في السعودية وإن التوصل إلى المسؤولين عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي سيعود أيضاً بالنفع على السعودية، وعلى المملكة تسليمهم
وأضاف الرئيس التركي إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أرسل نائبه العام إلى تركيا للتحقيق في مقتل خاشقجي لكنه لم يقدم أي معلومات لأنقرة.
وتابع أن تركيا لديها أدلة على أن خاشقجي قتل في 7.5 دقيقة وأنها قدمت هذه الأدلة لكل الدول التي طلبتها بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والسعودية.
وأضاف أردوغان من المستحيل أن يقبل موقف ولي العهد السعودي الذي لا يتهم المسؤولين لحين ثبوت إدانتهم.
قال الرئيس التركي إن العالم لن يطمئن ما لم يتم الكشف عن القتلة
وأوضح أردوغان أن العالم الإسلامي والرأي العام العالمي لن يطمئن حتى يتم الكشف عن كل المسؤولين في ارتكاب جريمة قتل خاشقجي.
وأضاف "من اللحظة الأولى التي علمنا فيها بالجريمة حشدنا جميع طاقاتنا من أجل الكشف عن ملابساتها".
وشدد في هذا السياق على أن "الحقيقة التي سعت الإدارة السعودية إلى إنكارها أولا ثم محاولة تشويه الحقائق وأخيرًا الاعتراف بوقوعها، تجلت بفضل الموقف التركي الحازم"
الرسائل العشر
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أفادت السبت أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) علمت بوجود نحو عشر رسائل وجهها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الساعات التي سبقت وتلت قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، إلى المستشار المشرف على العملية.
واطلعت الصحيفة على مقتطفات من تقرير سري لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خلص إلى أن ولي العهد "قد يكون على الأرجح" أمر بقتل الصحافي السعودي الذي قتل بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي هذا التقرير تقول "سي آي أيه" إن الأمير كتب 11 رسالة على الاقل إلى أقرب مستشاريه سعود القحطاني الذي أشرف على الفريق المؤلف من 15 شخصاً أرسلوا إلى تركيا لقتل جمال خاشقجي. وقد أقيل المستشار في الديوان الملكي واتهم رسمياً في السعودية بلعب دور أساسي، وكذلك فرضت عليه الخزانة الأميركية عقوبات إلى جانب 16 سعودياً آخرين.
وكتبت الصحيفة أن سعود القحطاني كان على تواصل مباشر مع رئيس الفريق خلال العملية، بدون أن توضح نوع الرسائل.
وأضافت أن السي آي أيه لا تعرف مضمون الرسائل التي وجهها ولي العهد لمساعده.
لكن تقرير الوكالة خلص بدرجة يقين "متوسطة إلى مرتفعة" إلى أن الأمير محمد "كان يستهدف شخصياً" خاشقجي "وقد يكون أمر على الأرجح بقتله" بحسب "وول ستريت جورنال".
وأوضح التقرير "تنقصنا معلومات مباشرة تظهر أن ولي العهد أصدر أمر القتل".
وأفاد تقرير السي آي أيه أيضاً أن ولي العهد السعودي قال لمقربين منه في آب/أغسطس 2017 إنه إذا لم يتمكن من حمل جمال خاشقجي على العودة إلى السعودية "فيمكننا اجتذابه خارج السعودية والقيام بترتيبات"، ما بدا كأنه "يستبق العملية السعودية التي أطلقت ضد خاشقجي"، بحسب الصحيفة.
وكان الصحافي السعودي يقيم في الولايات المتحدة منذ 2017.
ويجري الحديث كثيراً في واشنطن عن المضمون الدقيق لتقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تقرير سي آي أيه لم يتوصّل إلى أيّ استنتاج "قاطع".
ويواجه الرئيس الأميركي اتهامات حتى من داخل حزبه الجمهوري في الكونغرس بالسعي إلى النأي بولي العهد بعيداً عن هذه القضية بسبب المصالح الاستراتيجية الأميركية في السعودية.