فتحت السعودية الباب أمام خفض إنتاج النفط الخام رغم أنَّ روسيا تقول إنَّ أي فوائض في إمدادات النفط هي قصيرة الأجل، ما يضع اثنين من أكبر منتجي النفط في العالم على خلاف بشأن السياسة النفطية.
قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، يوم الأحد 11 نوفمبر/تشرين الثاني، إنَّ شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو ستخفِّض إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يومياً في ديسمبر/كانون الأول مقارنة بالشهر الجاري، نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب انخفاض الطلب.
وقال الفالح في أبوظبي قبيل اجتماع لمنظمة أوبك ودول من خارج المنظمة تراقب إنتاج النفط: "إنَّ مخصصات ديسمبر/كانون الأول ستكون أقل 500 ألف برميل من مخصصات نوفمبر/تشرين الثاني. لذا سنشهد تراجعاً في جزءٍ من نهاية العام".
واستهدفت السعودية زيادةً في إنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً بعد الضغط الذي مارسه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ طالب منظمة أوبك بالمساعدة في تعويض فقدان الصادرات من إيران بعد إعادة فرض العقوبات الأميركية على قطاعها النفطي.
ولكن حتى مع طلب الولايات المتحدة لمثل هذا الدعم وتعهُّد المملكة بزيادة الإنتاج، منحت الولايات المتحدة إعفاءات لكبار مستوردي النفط الإيراني مثل الهند والصين، ما خلق تخوّفات بشأن العرض الفائض في سوق النفط.
أدى هذا إلى انخفاض أسعار النفط الخام برنت إلى أقل من مستوى 70 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة الماضي، 9 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن كان أكثر من مستوى 85 دولاراً للبرميل في شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت السعودية قلقةً من أن يشير فائض العرض في السوق إلى تباطؤ يلوح في الأفق في الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.
وقال محللون نفطيون ومسؤولون إيرانيون عن قطاع النفط إنَّ خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً كحد أدنى سيكون ضرورياً لتحقيق التوازن في السوق.
وتُجابه أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم انخفاضاً جديداً في أسعار النفط الخام قد يؤثر على برنامجها الطموح للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي.
الموقف الروسي
الروس لا يبدو أنهم سيذهبون وراء خيار السعودية، فحسب وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل الروسية فإن شركته لا ترى حاجة لخفض إنتاج النفط في 2019، في الوقت الذي يدرس فيه منتجون عالميون الوضع في أسواق النفط.
وروسيا ضمن مجموعة تضم منتجين للنفط من أوبك ومستقلين تعاونوا على مدى عامين في مسعى لإعادة التوازن لسوق النفط. وقررت المجموعة في البداية خفض الانتاج لكنها غيرت المسار في يونيو حزيران مع ارتفاع أسعار الخام خشية حدوث نقص.
وذكر علي كبيروف رئيس ثاني أكبر شركة نفط في روسيا للصحفيين أنه لا يرى حاجة لخفض الإنتاج العام القادم.
وقال للصحفيين في أبوظبي "لا أرى مبررا للخفض…لا أرى ضرورة لذلك حتى الآن". ولوك أويل واحدة من الشركات الروسية التي رفعت الانتاج منذ العدول عن اتفاق خفض الانتاج في يونيو حزيران.
وأبلغ مصدر مطلع على بيانات وزارة الطاقة الروسية رويترز اليوم أن متوسط الانتاج اليومي لروسيا بلغ 11.39 مليون برميل بين الأول من نوفمبر تشرين الثاني إلى الحادي عشر منه بانخفاض طفيف من أعلى مستوى في 30 عاما المسجل في أكتوبر تشرين الأول عند 11.41 مليون برميل يوميا
ويزيد المستوى المسجل في أكتوبر تشرين الأول نحو 460 ألف برميل يوميا عن المستوى الذي اتفقت روسيا مبدئيا على إنتاجه عند 10.947 مليون برميل يوميا. ودعمت الشركات الروسية قرار يونيو حزيران بزيادة الإنتاج، إذ اضطرت الكثير من الشركات لتعليق مشاريع جديدة بسبب التخفيضات السابقة.
وقال علي كبيروف في وقت سابق اليوم إن لوك أويل على سبيل المثال رفعت الانتاج بواقع 30 ألف برميل يوميا بما يتماشى مع اتفاق يونيو حزيران لتخفيف القيود على الإنتاج.
قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، متحدثا لقناة روسيا 24 التلفزيونية الرسمية، في مقابلة اليوم إن قرارا بشأن إنتاج النفط العالمي لم يُتخذ خلال اجتماع مشترك للجنة وزارية بين أوبك والمستقلين أمس الأحد.