يقع الناس في الحب أثناء تبادل النظرات والاستماع لبعضهم البعض.
وفي حال واصلتَ النظر والاستماع بالطريقة المنصتة نفسها، فسوف تضمن استمرار تجربة الحب لوقتٍ أطول.
كيف تحافظ على حبّ شريكتك لك دائماً؟
وفي موضوعنا اليوم، سنقدّم لكِ ولك عزيزي القارئ، نصائح لبناء علاقات بناءة تدوم لوقت أطول، قدّمها مجموعة مختصين بالعلاقات الزوجية في موقع Help Guide.
النصيحة الأولى: استثمر وقتاً رائعاً في التواصل وجهاً لوجه
ربما تمتلك ذكرياتٍ شغوفةٍ من أيام تعارفك الأولى مع شريكك. إذ كان كل شيءٍ يبدو جديداً ومثيراً للاهتمام، وقضيتم على الأغلب ساعاتٍ في الثرثرة معاً وإيجاد أشياءٍ جديدةٍ من أجل تجربتها.
رغم ذلك، ومع مرور الوقت ومتطلبات العمل والأسرة وغيرها من الالتزامات، علاوةً على الرغبة التي تتملكنا جميعاً في الحصول على مساحةٍ شخصيةٍ لأنفسنا، يُمكن لكل ما سبق أن يجعل قضاء الوقت معاً أمراً صعباً.
ويجد العديد من الأزواج أنَّ عملية التواصل وجهاً لوجهٍ مثل أيام التعارف الأولى أو الخطوبة، تحل محلها تدريجياً الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل الفورية المُتَعَجِّلة.
ومع أن البعض يعتبر التواصل الرقمي رائعاً للعديد من الأسباب، إلا أنه لا يُؤثِّر بالطريقة الإيجابية نفسها على عقلك وجهازك العصبي، كتأثير التواصل وجهاً لوجه، ولا يُمكن إيصال الإشارات العاطفية التي يحتاجها كلٌّ منكما للشعور بحب الآخر، سوى بالتواصل الشخصي، لذا من المهم تخصيص وقتٍ لقضائه معاً، مهما ازدادت مشاغل الحياة.
أخبر شريكك باحتياجاتك، لا تجعله يخمّنها
ليس من السهل الحديث عن احتياجاتك دائماً، حتى لو كنت تمتلك فكرةً جيدةً عما يُهِمُّك في العلاقة، فإن الحديث عن الأمر سيمنحك شعوراً بالضعف أو الحرج أو حتى الخجل.
لكن انظر إلى الأمر من وجهة نظر شريكك؛ إذ إن توفير الراحة والتَّفَهُّم لشخص تُحِبُّه هو أمرٌ ممتع، وليس عبئاً؛ لذا أطلِع شريكك على احتياجاتك.
وتذكَّر، الجميع يتغير بمرور الوقت، وما اعتدتَ أن تحتاجه من شريكك قبل خمس سنوات قد يكون مختلفاً عمَّا تحتاجه الآن.
لا تخشَ اختلاف الآراء
يتجادل بعض الأزواج في هدوء، بينما يرفع آخرون أصواتهم ويختلفون بانفعال.
وبيت القصيد هنا ليس الخوف من الاختلاف، بل النظر إليه على أنه فرصةٌ لتطوير العلاقة؛ إذ يتعيَّن على طرفي العلاقة التعبير عن الأشياء التي تزعجهما دون خشية الإهانة أو الانتقام من الشريك.
والقدرة على فعل ذلك ستساعد على تطورهما كأفرادٍ وكزوجين في الوقت نفسه.
النصيحة الثانية: حافظ على حيوية العلاقة الحميمية
التلامس هو جزءٌ أساسيٌّ في الوجود البشري. وأظهرت دراسةٌ أُجريت على الأطفال أهمية التواصل الجسدي المنتظم والرقيق على تطوُّر العقل.
ولا تتوقف الفوائد في مرحلة الطفولة؛ إذ يُعزِّز التواصل العاطفي من مستويات الأوكسايتوسين بالجسم، وهو الهرمون الذي يُؤثِّر على الترابط والتَّعَلُّق.
النصيحة الثالثة: ابقَ على تواصلٍ عاطفي
انظر للتواصل العاطفي بوصفه لغة الحب؛ إذ إنك ستشعر بالأمان والسعادة حين تستقبل إشارات عاطفية إيجابية من شريكك، وعندما تُرسل تلك الإشارات إلى أحبائك؛ سيشعرون بالأمر نفسه.
أما حين تتوقف عن الاهتمام بمشاعرك ومشاعر شريكك، فسوف تتدهور قدرتك على التواصل، خاصةً في الأوقات العصيبة.
ولا يوجد سببٌ للخوف من المشاعر، إذ إنها رسائلٌ شعوريةٌ يبعثها عقلك لتُبقيك على قيد الحياة وبصحةٍ جيدة، لكن ما تفعله بتلك الرسائل يظل اختيارك، فطالما أنك تتواصل عاطفياً فسوف تتمكن من التعاطف مع شريكك، والعمل على حل أي مشكلاتٍ تواجهانها.
قلِّل من التوتر لتظلَّ واعياً عاطفياً
إذا لم تكن هادئاً وفي حالة تركيز، ستواجه صعوباتٍ في التفكير بوضوحٍ أو الحفاظ على انتباهك العاطفي وتجاوبك.
وواحدةٌ من أفضل الوسائل الفعالة لتقليل التوتر بسرعةٍ هي عن طريق استخدام واحدةٍ أو أكثر من حواسك: البصر أو السمع أو التذوق أو الشم أو اللمس أو الحركة.
يُمكنك أن تعتصر كُرةً مضادةً للتوتر مثلاً، أو تشتم رائحةً تبعث على الاسترخاء، أو تتذوق كوباً مُهدئاً من الشاي.
وتختلف استجاباتنا جميعاً للمدخلات الحسية، لذا خذ وقتك في التعرف على الأشياء المتوافقة مع جهازك العصبي.
النصيحة الرابعة: أتقِن فنَّ الإنصات
يُنصت المستمعون الجيدون إلى أكثر من الكلمات المنطوقة؛ إذ يُدركون المحتوى العاطفي لما يُقال.
ويُشعِرُك المستمعون الجيدون بأنك مفهومٌ ومُقَدَّرٌ ويجذبونك إليهم أكثر؛ لذا يُوصف المستمعون الجيدون عادةً بأنهم "شخصياتٌ تمتلك كاريزما".
وفي الوقت الذي يُسلَّط فيه الضوء داخل مجتمعنا على التحدُّث، سيشعر الناس بقيمة وجودهم معك إذا استطعت تَعَلُّم الإنصات بطريقةٍ تُشعر الطرف الآخر بأنه مفهوم. وتأتي القدرة على الإنصات في مقدمة وسائل حل الخلافات.
ولا يتطلب منك الإنصات أن تتفق مع شريكك في الرأي أو تغير وجهة نظرك، لكنه سيساعدك في العثور على وجهات نظرٍ مشتركةٍ تُساعدك على حل الخلاف.
والإنصات بهذه الطريقة يستخدم عقلك وقلبك ومعدتك أيضاً، وهو الأمر الذي سيلفت انتباهك لأي مشكلةٍ أو خطر.
النصيحة الخامسة: تَشَارَكا في فعل أشياء تُفيد الآخرين
إحدى أقوى الطرق لتقريب المسافات والبقاء على اتصالٍ مع شريكك هي التركيز على اهتماماتك أنت وشريكك خارج نطاق العلاقة.
إذ يُساعد التطوُّع من أجل قضيةٍ أو مشروعٍ أو عملٍ مُجتمعيٍّ -ذي قيمةٍ بالنسبة لكليكما- في الحفاظ على تَجَدُّدِ العلاقة وتشويقها.
كما يُعرِّضكما ذلك للاحتكاك بأشخاصٍ وأفكارٍ جديدة، ويُوفِّر فرصة مواجهة تحدياتٍ جديدةٍ معاً، ويُقدِّم طرائق مختلفةً للتفاعل معاً.
وفعل أشياءٍ تُفيد الآخرين يمنحك متعةً كبيرة، علاوةً على فاعليته في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب؛ إذ إن البشر جُبِلُوا على مساعدة الآخرين، وكلما ساعدت الناس أكثر شعرت بسعادةٍ أكبر، كفردٍ وكزوجينٍ.