غيَّر سعود القحطاني تعريف نفسه على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، من رئيس مجلس إدارة اتحاد الأمن السيبراني ليصبح "حساب شخصي" ما يكشف أن السعودية ربما تكون جرّدته من جميع مناصبه بعد أن قامت بعزله من منصب مستشار في الديوان الملكي.
وكان سعود القحطاني أبقى على تعريف حسابه في "تويتر" صفة رئيس مجلس إدارة اتحاد الأمن السيبراني، بعد إعفائه من منصب المستشار، إلا أنه عاد وأزالها اليوم.
كان القحطاني يشغل مناصب عدة، بينها "مستشار في الديوان الملكي السعودي بمرتبة وزير، والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي، والمشرف العام على اللجنة العليا للاتحادات الرياضية القتالية، ورئيس مجلس إدارة مركز التميز لأمن المعلومات، ورئيس مجلس إدارة مركز القيادة والسيطرة للدراسات المتقدمة، والمشرف العام على اللجنة العليا للاتحادات الرياضية القتالية".
وكانت وكالة "رويترز" ذكرت أن سعود القحطاني أشرف على عملية اختطاف وقتل خاشقجي عبر "سكايب".
وقالت وكالة رويترز إن سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أدار عملية قتل الصحافي جمال خاشقجي الوحشية في القنصلية السعودية في إسطنبول، من خلال إعطاء أوامره عبر سكايب.وقالت الوكالة، الإثنين 22 أكتوبر/تشرين الأول 2018، في تقرير لها بخصوص إشراف القحطاني على قتل خاشقجي من خلال سكايب، إنه (القحطاني) لم يردَّ على أسئلة "رويترز"، وقد تغيَّرت سيرته الذاتية على "تويتر" في الأيام الأخيرة من مستشار ملكي إلى رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة، وهو الدور الذي كان يشغله من قبل.
وقال مسؤول سعودي كبير إن القحطاني كان معتقلاً بعد إقالته بمرسوم ملكي، لكنه استمر في التغريد بعد ذلك. ولكن مصادر لها صلات بالديوان الملكي قالت لـ "رويترز"، إنه لا يعتقد أنه معتقل.
وبحسب مصدر عربي رفيع المستوى، يتمتع بالقدرة على الوصول إلى معلومات المخابرات، فقد تمَّ بث مكالمة للقحطاني إلى غرفة القنصل السعودي عبر برنامج سكايب.
وقالت "رويترز": "بدأ يلقي الشتائم على جمال خاشقجي عبر الهاتف. وفقاً للمصادر العربية والتركية، ردَّ خاشقجي على إهانات القحطاني بنفسه".
وبحسب صحيفة Washingtonpost قال صديقان مقربان من الكاتب السعودي جمال خاشقجي إنَّه تلقى مكالمتين هاتفيتين على الأقل من سعود القحطاني، مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ينقل فيها رسائل ودية نيابة عنه، فيما يبدو أنه محاولة لتطمينه واستدراجه أو تحييده.
في إحدى المكالمتين التي أُجريت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي 2017، قال القحطاني إنَّ محمد بن سلمان "سعيد للغاية" لرؤية خاشقجي ينشر رسالةً تُشيد بالمملكة بعد إعلان الحكومة السماح للنساء بقيادة السيارات، وفقاً لما ذكره أحد الصديقين، الذي كان مع خاشقجي في ذلك الوقت، وقال إن نبرة المكالمة كانت لطيفة، لكنَّ خاشقجي قال للقحطاني كذلك إنَّه سيشيد بالحكومة عندما تحدث "تطورات إيجابية وسأنتقدها حين تقع أشياء سيئة".
وأمضى خاشقجي بقية المكالمة مدافعاً عن منتقدي النظام الذين سُجنوا مؤخراً.
وقال صديقٌ آخر من أصدقاء خاشقجي إنَّ أحد رجال الأعمال المُقرَّبين من العائلة المالكة السعودية حاول التودُّد إليه عدة مرات. وأضاف الصديق أنَّ رجل الأعمال -الذي لم يذكر خاشقجي اسمه- بدا حريصاً على رؤية خاشقجي كلما زار واشنطن وأخبره أنه سيعمل مع السلطات السعودية لترتيب عودته.