من هو الشخص الذي غادر القنصلية مرتدياً ملابس جمال خاشقجي ربما شاهدنا كلنا آخر صورة التقطتها كاميرات المراقبة للإعلامي السعودي وهو يدخل قنصلية بلاده في إسطنبول 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، والتي ظهر فيها مرتدياً بذلته الرسمية.
لكن الجديد الذي نشرته الصحافة التركية، هو إظهار كاميرات المراقبة شخصاً يرتدي ملابس خاشقجي نفسها بعد ساعتين تماماً من دخوله مبنى القنصلية، بحسب ما نشرته صحيفة haberturk التركية.
ملابس جمال خاشقجي
ووفقاً للمعلومات الواردة من مصادر استخباراتية وبعد فحص الكاميرات الأربع التي اكتشفت ذلك، فإن مسؤولاً سعودياً -لم تحدد هويته- ارتدى سترة خاشقجي وبنطاله.
ومشى بهدوء تماماً كما يمشي خاشقجي.
وأظهرت كاميرات المراقبة شخصاً كان يرتدي سترة زرقاء أمام مدخل القنصلية، هرع إلى الداخل ليخبر المنتظرين بأن خاشقجي وصل.
ولكن لم تنشر الصحف تلك الصور بعد
الرواية السعودية الأولى
وتأتي تلك الصور تذكيراً بالرواية التي اعتمدتها السعودية منذ اليوم الأول لمقتل خاشقجي، حين أكدت أن خاشقجي غادر فور إنهاء معاملته داخل القنصلية.
وهو الأمر الذي نفته بعد أسبوعين من اختفائه، معترفة بأنه قُتل داخل مبنى قنصليتها، مشيرة إلى أن ذلك جاء على أثر شجار بالأيدي.
وهو التبرير الذي رفضه الكثيرون من الشخصيات السياسية من مختلف الدول.
ولا تزال جثة الإعلامي السعودي مختفية، واكتفت السعودية بالقول إن متعهدَ دفنٍ محلياً دفنها.
وحتى هذه اللحظة، لم يخرج أي ردٍّ تركيٍّ على هذا الكلام.
السعودية في أزمة كبيرة
من جهتها، اعتبرت صحيفة The New York Times الأميركية أن مقتل جمال خاشقجي مثَّل أزمة كبيرة للعائلة الحاكمة في السعودية، والتي تحاول الآن المحافظة على سمعة آل سعود بعدما وصلت إلى مستوى كبير من النقد والسخط؛ بسبب الصحافي السعودي الراحل.
وقالت الصحيفة الأميركية إن التحركات الأخيرة التي قامت بها الرياض كانت بأمر من الملك سلمان نفسه؛ وذلك للحفاظ على ما تبقى من سمعة قوية للمملكة بعد وقوع الجريمة، في حين يُعَد الأمير خالد الفيصل، مستشار الملك، هو الوحيد القادر على إقناع الأسرة الحاكمة بضرورة التغيير للحفاظ على مستقبلها.
وأضافت: "في حين تزايَد الغضب الدولي تجاه السعودية على خلفية مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول التركية.
أرسل الملك سلمان القَلِق أحد كبار أعضاء العائلة الملكية إلى أنقرة؛ لمعالجة المسألة مع الرئيس التركي".
وعاد الأمير خالد الفيصل إلى بلاده، قادماً من أنقرة برسالة قاتمة للأسرة المالكة. فوفقاً لما ذكره أحد أفراد الأسرة هذا الأسبوع، قال الأمير لأقاربه بعد عودته: "الخروج من هذا الموقف سيكون بالغ الصعوبة. كان (الرئيس التركي) منزعجاً من الأمر حقاً".