في الوقت الذي لم تعلن بعد السعودية عن كل أسماء الـ18 الذين احتجزتهم على خلفية مقتل الإعلامي السعودي و الاعتراف بقتل خاشقجي اكتفت بذكر أسماء 5 أشخاص تم إعفاؤهم بأمر ملكي من مناصبهم، بينهم سعود القحطاني مستشار بالديوان الملكي، وأحمد العسيري نائب الاستخبارات العامة.
لكن على ما يبدو لم تكتفِ بإعفائهما من مناصبهما؛ لأنه بحسب مصادر خاصة لـ"عربي بوست" تم احتجاز العسيري للتحقيق معه.
وعلى الرغم من تداول أنباء عن احتجاز القحطاني أيضاً، فإن الأخير نشر تغريدة مباشرة بعد الأمر الملكي توجّه فيها بالشكر للملك سلمان ووليّ العهد.
أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد الأمين؛ على الثقة الكبيرة التي أولوني إياها، ومنحي هذه الفرصة العظيمة للتشرف بخدمة وطني طوال السنوات الماضية…
سأظل خادماً وفياً لبلادي طول الدهر، وسيبقى وطننا الغالي شامخاً بإذن الله تعالى.— سعود القحطاني (@saudq1978) October 20, 2018
وألحقها بتغريدة أخرى وجَّهها لزملائه في مركز الدراسات الإعلامية.
زملائي وأبنائي في مركز الدراسات والشؤون الإعلامية الذين تشرفت بالعمل معهم… لكم من التقدير أعظمه، ومن الشكر أجزله؛ على هذه السنوات الجميلة التي قضيناها سوياً في خدمة وطننا العظيم.
والشكر موصول لكل الزملاء في كافة إدارات الديوان الملكي الأخرى.
ودعواتي لكم دائمًا بالتوفيق والسداد.— سعود القحطاني (@saudq1978) October 20, 2018
الاعتراف بقتل خاشقجي
وعلى الرغم من أن القحطاني أُعفي من منصبه كمستشار بالديوان الملكي، فإنه لا يزال رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني المختص بتعزيز وحماية البيانات الشخصية.
وبحسب مسؤول سعودي فقد أُقيل من منصبه كمستشار لأنه كان على درايةٍ بالعملية المُخطَّط لها وأسهم في إشعال البيئة العدوانية التي جعلت العملية تأخذ مجرى عنيفاً.
وحتى هذه اللحظة لم يتأكد "عربي بوست" من الأنباء المتداولة حول احتجاز القحطاني، بينما أكد المصدر أن العسيري محتجز داخل غرفة بوزارة الدفاع في العاصمة الرياض.
العسيري.. حاول إثبات نفسه استخباراتياً
قبل ساعات فقط من صدور الأوامر الملكية كانت صحيفة NewYorkTimes قد نشرت كواليس الخطة السعودية للخروج من "فضيحة قتل خاشقجي"، مشيرة إلى أن اللواء أحمد العسيري، نائب الاستخبارات العامة السعودية والمقرّب من وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سيكون "كبش فداء".
وبالفعل، هذا ما حدث فقد أصدر الملك أوامره التي طالت أيضاً العسيري ودائرة محيطة به وهم: عبدالله بن خليفة الشايع رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية محمد بن صالح الرميح، ورشاد بن حامد المحمادي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة.
ووفقاً لشخصين مطلعين على الخطط السعودية، قالت "نيويورك تايمز" إنه من المتوقع من حكام السعودية القول إنَّ اللواء العسيري حصل على إذن شفوي من الأمير محمد لاعتقال خاشقجي من أجل استجوابه في السعودية، لكنَّه إما أساء فهم التعليمات أو تجاوز هذا الإذن وقتل الرجل المُعارض.
ويأتي ذلك كله سعياً من العسيري لإثبات نفسه (استخباراتياً) في قضية خاشقجي.
وكانت السعودية قد اعترفت في الساعات الأخيرة من ليلة 19 أكتوبر/تشرين الأول بمقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
ونقلت وسائل الإعلام السعودية عن النائب العام أن خاشقجي توفي في مقر القنصلية السعودية بعد شجار مع عدد من الأشخاص.
وحتى هذه اللحظة لا يزال مصير جثة خاشقجي مجهولاً، مع العلم أن الرواية السعودية تقول إنه تم إعطاؤها لمتعهّد دفن محلي، ولم يصدر تصريح تركي حتى هذه اللحظة حول هذه النقطة.